لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هآرتس: إسرائيل انشغلت بالبالونات الفلسطينية وحقوق المثليين وتناست إيران

10:46 م الخميس 02 أغسطس 2018

صورة ارشيفية

كتب - هشام عبد الخالق:

العقول الإسرائيلية منشغلة هذه الأيام بعدة أشياء منها: البالونات الحارقة التي يطلقها الفلسطينيون من غزة، ضباط الجيش من الدروز الذين يستقيلون احتجاجًا على قانون القومية الإسرائيلية، حقوق المثليين، وغيرها، وكان المزاج العام في بورصة تل أبيب منخفضًا، ولكن يرجع ذلك إلى انهيار أسهم التكنولوجيا في وول ستريت، والتغريدات التي يطلقها ترامب في حربه التجارية مع الصين.

ما لا يفكر به أحد - بحسب مقال للكاتب ديفيد روزنبرج في صحيفة "هآرتس" - هو إيران، وتزايد احتمالات أن تجد إسرائيل نفسها في حرب مع الجمهورية الإسلامية قريبًا.

ويقول الكاتب: "نحن الآن نشهد حربًا باردة تسخن تدريجيًا ما بين إسرائيل وإيران في سوريا، حيث استهدفت إسرائيل أهدافًا عسكرية إيرانية دون أن تفكر في النتائج التي قد تأتي معها".

وفي الوقت الحالي، هددت طهران، التي تشعر بتأثير عقوبات ترامب، بإغلاق مضيق هرمز، استعدادًا لبدء تدريبات عسكرية هناك.

وفي البحر الأحمر، أطلق مقاتلو الحوثي المتحالفون مع إيران، صواريخ على ناقلتي نفط سعوديتين الأسبوع الماضي، مما دفع السعوديين إلى تعليق الشحن، ودفع هذا نتنياهو لتحذير إيران من أن إسرائيل ستنضم إلى ائتلاف دولي لمنع إغلاق باب المندب.

ويقول الكاتب، تخميني هنا هو أن مثل هذا الحديث العنيف بين إيران وإسرائيل، يهدف إلى التخويف المتبادل، بدلًا من أن يؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة، فلطالما استخدمت طهران الكلام الملتهب، والتقت بمن يماثلها الآن متمثلًا في شخص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يتجاوب مع ذلك.

المشكلة ليست في أن أي شخص - إيران أو الولايات المتحدة أو إسرائيل - يريد أن يصبح مثل هذا التهديد قتالًا مفتوحًا، لكن يمكن أن يحدث ذلك. إذا افترضت واشنطن أو طهران أن الطرف الآخر لا يريد الحرب، فإن قادة البلدين سيشعران بحرية أكبر في التهديد الغامض، أو افتعال حادثة مثل توقف ناقلة النفط في الخليج أو أن تترك وكيلًا لك يفعل شيئًا استفزازيًا مثل إطلاق بعض الصواريخ.

ويتابع الكاتب، قد يشعر قادة إيران أنه حتى مع انهيار اقتصادهم والشوارع التي لا تهدأ من المظاهرات، قد تكون فرصة اندلاع حرب صغيرة مخرجًا، إذا لم تكن مع الولايات المتحدة قد تكون مع إسرائيل، حيث ستؤدي الحرب إلى حشد الجماهير الإيرانية وربما تمكين طهران من الدخول في مفاوضات مع واشنطن ببعض الشرف.

ويضيف الكاتب، هناك الكثير من السيناريوهات المحتملة لكيفية حدوث تلك الحرب، ولكن على أي حال، فإن المخاطر هائلة بالنسبة لإسرائيل، فمنذ حرب لبنان عام 2006، اعتادت تل أبيب على فكرة أن حروب الصواريخ ليست تهديدًا وجوديًا لحياة الإسرائيليين أو للاقتصاد الإسرائيلي، خاصة مع وجود القبة الحديدية التي تدافع عنهم، ولكن كما شرح الجيش للحكومة قبل بضعة أسابيع، من المرجح أن يكون نطاق حرب الصواريخ القادمة أوسع بكثير من تلك التي سبقتها.

السيناريو الأكثر احتمالية ليس مواجهة مباشرة مع إيران، ولكن مع حزب الله، الذي تشير التقديرات إلى أنه يمتلك 130.000 صاروخ في لبنان، 90 ٪ منها قادرة على الوصول إلى أقصى جنوب حيفا، ولا تتمتع معظم المنازل في إسرائيل بإمكانية الدفاع ضد أي ضربة صاروخية، وكذلك معظم مباني البنية التحتية المهمة، ويعرف الجيش أن القبة الحديدية لا يمكنها توفير دفاع فعال ضد مئات الصواريخ إذا ما تم إطلاقها في يوم واحد، وإذا قررت حماس فتح جبهة ثانية من غزة، فإن وضع الجبهة الداخلية في إسرائيل سيصبح أكثر سوءًا.

سيعني الدفاع المدني في حالة حرب مثل هذه، إخلاء مئات الآلاف من الناس التي قد تصل الصواريخ إليها، مما قد يتسبب في اضطراب اقتصادي ضخم، وسيعني أيضًا إغلاق منصة التنقيب عن النفط في حقل "تمار" البحري، الذي يغذي بالوقود الاستخدامات الكهربية في إسرائيل، وسيتعين على إسرائيل أن تعيش وفقًا لانقطاعات مجدولة في التيار الكهربائي للتعامل مع نقص الوقود، مما يخلق المزيد من الاضطرابات الاقتصادية.

من الناحية الاقتصادية، من المحتمل أن تخرج إسرائيل سالمة من حرب قصيرة، بافتراض أنها لن تؤدي إلى خسائر بشرية فادحة أو أضرارًا مادية، لكن في حالة طول الصراع سيتسبب هذا في مشاكل أكثر، فهذا لن يؤدي فقط إلى أضرار مباشرة كبيرة، ولكنه سيدمر سمعة إسرائيل الاقتصادية عندما يتعلق الأمر بالحرب.

بالنسبة للاقتصاد العالمي، هناك خطر كذلك إذا اختارت إيران أن يكون القتال الخليج أو البحر الأحمر، وسيكون جلب القتال لتلك المناطق منطقيًا لأنها أماكن سيكون لها تأثير حقيقي: فحوالي خُمس النفط في العالم يمر عبر مضيق هرمز، ويمثل البحر الأحمر جزءًا كبيرًا من حركة المرور كذلك.

ويقول الكاتب: "لا تملك إيران القدرة البحرية على إغلاق المضيق لفترة طويلة، ولكن بين ترسانتها المتنوعة من القوارب السريعة والألغام، يمكنها أن تغلق الممر لفترات وجيزة وخلق ما يكفي من عدم الأمان لإيقاف الناقلات من المخاطرة بالرحلة حتى في حالة فتح المضيق، وتسبب مثل هذا التكتيك في البحر الأحمر، في قيام السعوديين بإيقاف حركة ناقلات النفط.

وتابع الكاتب، إذا تمكنت إيران من تعطيل تدفق النفط، سترتفع الأسعار ارتفاعًا جنونيًا، وتحطم مستوى 147 دولار للبرميل الذي وصلت إليه في عام 2008، وقد لا تتمكن بعض الدول التي تعتمد على الخليج من الحصول على النفط بأي ثمن.

واختتم الكتب مقاله بـ "يمكن للاقتصاد العالمي، الذي يعيش حالة من الاهتزاز حاليًا بالفعل بسبب الحروب التجارية، أن يجد نفسه في حالة ركود بسبب الحرب بين إسرائيل وإيران".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان