"هلا".. كيف أنقذت أمريكا الآلاف من المعارضة السورية بتطبيق موبايل؟
كتب - هشام عبد الخالق:
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا حول تطبيق سري يتم استخدامه لإعلام السوريين بالغارات التي يشنها نظام بشار الأسد ضد المدنيين.
وتقول الصحيفة في بداية تقريرها: "عندما تبدأ طائرة حربية تابعة للنظام السوري في الانطلاق من قاعدتها العسكرية، للقيام بإحدى غاراتها المعتادة، يبدأ سباق من نوع آخر لإنقاذ أكبر عدد ممكن من المدنيين".
وتابعت "يبدأ الأمر في التلال السورية القريبة من خلال أحد العاملين فى مراقبة الطائرات باستخدام هاتفه المحمول، وبعد لحظات، يتم عرض تفاصيل الرحلة على خادم إنترنت في الخارج وتحليلها لتحديد الأهداف ثم تحويلها إلى تحذيرات تعود إلى البلاد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويشرع عمال الإنقاذ في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، في بدء عملهم، وكذلك المستشفيات المحيطة تستعد لاستقبال الضحايا".
ويقول أبو زيد، أحد مراقبي الطائرات: "يحبس الجميع أنفاسه، وهذا الانتظار يشبه الجحيم.
وتقصف الطائرات الروسية والسورية الأراضي التي يسيطر عليها المعارضة من فوق، في الوقت الذي يقاتل فيه أفراد المعارضة قوات النظام على الأرض، مما أدى لتدمير الأحياء وقتل عدة آلاف من المدنيين الذين عاشوا هناك، وأجبرت تلك الحملة الشرسة السوريين على الابتكار، حيث استخدم المدنيون في البداية أجهزة اللاسلكي للتحذير من الطائرات الحربية، ومن ثم طورت فرق الإنقاذ طرقًا أكثر تطورًا لإنقاذ العائلات من تحت الأنقاض، وحتى في المستشفيات، طور الأطباء طرقًا بديلة عند انقطاع الأنوار ونفاذ كمية الأدوية بها.
ومن ثم استطاع فريق من مطوري الكمبيوتر ربط كل هذه الجهود معًا، ونتج عن هذا نظام "هلا" - والذي يعرفه الكثير من السوريين باسم Sentry - وهي المنظمة التي بإمكانها توفير بضع دقائق تكون اسمة في إخراج المدنيين وإنقاذهم عندما تكون الطائرات الحربية على وشك قصفهم.
ويقول رجل الأعمال الأمريكي ديف ليفين: "لقد قررنا تعطيل الحرب، حتى ولو كان بطريقة صغيرة للغاية، لقد كانت فكرة مجنونة، لكننا قررنا أنه من غير المعقول ألا نحاول".
وقام ليفين بتمويل العملية مع الدبلوماسي الأمريكي السابق جون جايجر، ومبرمج كمبيوتر سوري طلب عدم نشر اسمه خوفًا من انتقام الحكومة السورية.
للقيام بهذه المهمة، احتاج الفريق لشبكة من السوريين المتطوعين، وقاموا بتكوينها عن طريق التواصل مع الجهات التي يمكن الوثوق بها، وقاموا بتجنيد الكثيرون فيها من المدرسين، المهندسين، وحتى المزارعين، وكان البعض منهم يعيشون بالقرب من القواعد الجوية السورية أو الروسية، في حين عاش الآخرون في مناطق سيطرة المعارضة.
وكان المتطوعون يراقبون السماء في دوريات مدة الواحدة منها ثمان ساعات، وتم إمدادهم بتطبيق على الهواتف الذكية، وعندما يرون طائرة حربية ينشرون موقعها واتجاهها ونوعها إذا أمكن، ويتم إضافة معلومات أخرى من أجهزة الاستشعار عن بعد المخبأة وسط الأشجار وعلى أسطح المباني العالية، وفي النهاية يمكن تحديد نوع الطائرات الحربية وسرعتها.
ومن ثم يقوم برنامج "هلا" بمقارنة المعلومات الجديدة مع مثيلتها من هجمات سابقة، وحسب فرص حدوث غارة جوية وتوقعات الأهداف المحتملة للطائرة، وكذلك متى قد يحدث الهجوم.
ويتم بث التحذيرات على الفور عبر شبكات التواصل الاجتماعي في المنطقة المستهدفة، وعندما تقترب الطائرات الحربية، تنطلق صفارات الإنذار في الشوارع، ويجذب الآباء أطفالهم ويركضون نحو الأقبية المنتشرة في المدينة، وفي المستشفيات، يتم تحذير الأطباء من أن أبوابهم ستفتح مع وقوع إصابات.
ويظهر تحليل أولي قام به برنامج "هلا" أن تلك التكنولوجيا ساعدت في إنقاذ مئات الأرواح ومنع آلاف آخرين من التعرض للإصابة.
فيديو قد يعجبك: