كوريا الشمالية.. وجه يمدح ترامب والآخر يتلاعب به
كتب – محمد عطايا:
قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن الجريدة الرسمية التابعة لكوريا الشمالية، مدحت بشكل كبير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الوقت الذي عملوا على لوم ما يحدث من تخبط سياسي في الولايات المتحدة، لوقف محادثات السلام مع بلادهم.
وصفت صحيفة "رودونج سينمان" الكورية الشمالية، مصافحة دونالد ترامب، لكيم جونج أون، في سنغافورة، خلال القمة التي جمعت بينهما في يونيو، بـ"الحدث الأعظم في القرن الحالي"، إلا أنها أوضحت توقف التقدم في تحقيق السلام بين البلدين.
قال خبراء في تصريحات لـ"إندبندنت"، إن الجريدة الكورية الشمالية كانت تسخر من الرئيس ترامب، عن طريق التحدث بلهجته، في الوقت الذي لا تذكر أي شيء عن عدم نية بلادها في العمل بشكل جدي لنزع السلاح النووي.
وأضافت الجريدة أنه على الرئيس الأمريكي، أن يسحق المعارضة التي لا تعتمد على سبب لانتقاد ترامب، مشيرة إلى أنهم لابد من أن يستوعبوا إرادة رئيسهم.
الباحثة في مركز الدراسات الأمنية الدولية في ميريلاند، ناوكو أوكي، أكدت أن نظام كوري الشمالية يستغل النزاع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة منذ 1990، عندما عارض الكونجرس توقيع اتفاقًا بين الدولتين.
وأضافت أن الجريدة الكورية الشمالية، حاولت أن تستغل الوضع القائم حاليًا في الولايات المتحدة، عن طريق التقرب إلى سياسات الرئيس ترامب، وكسب الدعم منه مباشرة.
فيما يرى المحاضر الجامعي في الدراسات الاستراتيجية بجامعة ماليزيا الوطنية، إن التقرير الكوري الشمالي حاول تعزيز وجهة نظر ما يراه النظام هناك، عن طريق مجاملة ترامب، وانتقاد المعارضة هناك، ليبعد عن الصورة الأساسية وهي نزع السلاح النووي.
وأضاف، أن ترامب يسهل خداعه بسهولة، لأنه يستمتع بالمجاملات السخية، ما أدت بدورها إلى نزوح السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي عن مسارها الصحيح تجاه بعض القضايا.
في قمة سنغافورة، اتفق ترامب وكيم جونج أون للعمل معًا لنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية، وفي المقابل يتقدم الجيش الأمريكي بعمل تدريبات عسكرية مع شبة الجزيرة الكورية.
وبحسب صحيفة "إندبندنت"، فإنه منذ ذلك الحين، عملاء المخابراتالأمريكية، حذروا مرارًا أن كوريا الشمالية صعدت من عملية انتاجها للوقود النووي من خلال المحطات الرئيسية في الدولة، وهو ما يتنافى مع توصيات القمة.
فيما أكدت الباحثة أوكي، أن المشكلة تكمن في أنه لا يقف أحد على أرض صلبة تجبر الطرفين على تنفيذ وعودهما وبنود القمة، التي وضعت عنصرًا أساسيًا لها نزع التسليح النووي.
وكان الرئيس الأمريكي ألتقى بالزعيم الكوري الشمالي، في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء الموافق 12 يونيو الماضي، في منتجع كابيلا في جزيرة سانتوسا في سنغافورة، وأجريا محادثات ركزت على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وإقناع بيونجيانج بالتخلص من برنامجها النووي وعدم إجراء تجارب بالسيتية أخرى، فيما طالبت بيونجيانج برفع العقوبات الدولية وإنهاء العزلة المفروضة عليها، وانسحاب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية.
فيديو قد يعجبك: