صائد رجال ترامب.. من هو المحقق روبرت مولر؟
كتب – محمد الصباغ:
في السابع عشر من مايو خلال عام 2017، كلفت وزارة العدل الأمريكية المحقق الخاص روبرت مولر للتحقيق في جهود الحكومة الروسية في التأثير على نتيجة الانتخابات الأمريكية التي أسفرت عن وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
من مهام مولر المعروف بالقسوة والاستقامة السعي خلف أي فرد من أعضاء حملة ترامب الانتخابية تعاون مع موسكو، والتحقيق في أي جرائم ارتكبت خلال تلك الفترة.
يمتلك مولر تاريخًا طويلا في التحقيقات والبحث عن الحقائق خلال عمله في مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية "إف بي آي".
وجاء تعيين الرجل الذي تخطى عمره سبعين عامًا، بسبب سمعته المعروفة بأنه غير منحاز لأي فصيل سياسي، ومحقق تقدره جميع الأطراف في الولايات المتحدة الأمريكية.
المحارب مولر
مولر ينحدر من أصول ألمانية اسكتلندية وإنجليزية، من مواليد أغسطس 1944، وسادس مدير لمكتب التحقيقات الفيدرالية في التاريخ الأمريكي حيث شغل المنصب من سبتمبر 2011.
تخرج في جامعة برنستون سنة 1966 بعدما حصل على شهادة في الحقوق، ثم حصل على ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة نيويورك سنة 1967.
عمل في البحرية الأمريكية سنة 1968، وقاد فرقة مشاة تابعة للبحرية الأمريكية خلال حرب فيتنام وأصيب في المعارك وحصد تكريمًا بنجمة برونزية على شجاعته، وعدد من الأوسمة تقديرا لخدمته العسكرية في الحرب.
بعد ذلك حصل على شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة فيرجينيا عام 1973.
وما يدل على عدم وجود مشكلة بينه وبين الجمهوريين أو الديمقراطيين، قرر الرئيس جورج بوش ترشيحه مولر في عام 2001 لمنصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، وفعل ذلك باراك أوباما أيضًا.
شغل مولر منصبه قبل أيام من أحداث 11 سبتمبر عام 2001 واستمر لمدة عشر سنوات، ثم قرر الرئيس أوباما تمديد تلك الفترة لعامين آخرين.
دخل مولر صراعات في أعوامه الأولى من منصبه حينما هدد بالاستقالة في مارس 2004 بسبب إبطال البيت الأبيض قرار أصدرته وزارة العدل.
كان قرار العدل يجعل التنصت على الاتصالات داخل الولايات المتحدة دون مذكرة قضائية أمر مناف للدستور. حينها تدخل الرئيس بوش الإبن آنذاك وأدخل تعديلات على القرار.
استهداف دائرة ترامب
بعد تعيين مولر كمحقق خاص في التدخلات الروسية بالانتخابات الأمريكية السابقة، دعم أعضاء الكونجرس الديمقراطيين أو الجمهوريين هذا القرار.
وصرح عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي تشارلز شومر آنذاك: "مولر أنسب شخص لهذه المهمة، وأنا الآن واثق اكثر من ذي قبل بأن التحقيق سيتتبع الأدلة الى مداها."
فيما قالت عضوة مجلس النواب الديمقراطية دايان فاينشتاين: "ليس هناك من شخص بإمكانه القيام بهذه المهمة بشكل أفضل من مولر.. إنه شخصية محترمة وموهوبة ولديها المعرفة والقدرة على عمل الشيء الصحيح."
وفي تصريحات للمحقق مايكل زيلدن لمجلة تايم، وهو الذي عمل لسنوات مع روبرت مولر خلال التسعينيات: "لو قمت بشئ غير قانوني يستحث التحقيق، سوق يجده ويوجه لك الاتهام".
ينصب عمل مولر على الدائرة المحيطة بدونالد ترامب، لكن أيضًا التحقيق في التدخل الروسي معه بات أكبر من التأثير على حملة انتخابية.
فمع بداية عملية التحقيق، باتت المخابرات الأمريكية مدركة تمامًا أن هدف التدخل الروسي ليس التأثير فقط على الانتخابات، بل تهدف إلى تقويض الإيمان بفكرة الديمقراطية الأمريكية بالأساس داخليًا وخارجيًا.
وبحسب مجلة تايم التي اختارته ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرًا في عام 2017، فالمحقق مولر هو الإجابة الأمريكية لمواجهة فكرة التدخل الروسي وفكرة احترام وبقاء القانون.
وفي التحقيقات التي يجريها مولر زادت الدائرة واتسعت الاتهامات لتصل في الأيام الماضية إلى إدانة محاميه الخاص السابق مايكل كوهين ومدير حملته السابق بول مانافورت باتهامات بينها التهرب الضريبي والاحتيال المصرفي والتعامل مع شخصيات أجنبية خلال الحملة الانتخابية لعام 2016.
فيديو قد يعجبك: