خلاف منذ عام 1916.. ما هو "لواء إسكندرون" الذي تتنازع عليه سوريا وتركيا؟
كتب – محمد عطايا:
بمساحة تبلغ 47800 كيلو مترمربع، يحتل لواء إسكندرون أهمية استراتيجية وتاريخية خاصة، وعلى مدار العصور كان محل نزاع بين الحكومة السورية وعدد مما لقبتهم بـ" المستعمرين".
يبدو أن الصراع عاد مرة أخرى على اللواء الذي كان يتبع في الحقبة العثمانية لولاية حلب، بين الحكومة السورية وتركيا، في الوقت الذي تعاني دمشق من انقسام داخل بلادها.
الحكومة السورية، أعلنت على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم أمس، نيتها استرداد أراضي "لواء إسكندرون" الخاضع لسيطرة تركيا، وسط تأكيد من دمشق بأن لها الحق في الحصول على ما تعتبره أرضها، بكل الطرق، بما فيها الكفاح المسلح.
وقال المعلم أثناء زيارته لقرية السمرا بريف اللاذقية: إن "لواء الإسكندرون أرض سورية، وستعود لنا".
يقع لواء الإسكندرون على خليج إسكندرون، وكذلك خليج السويدية في الزاوية الشمالية الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، وكان سابقا في أقصى شمال غرب سوريا.
ويتصل من الشرق والجنوب الشرقي بمحافظتي إدلب وحلب، ومن الجنوب بمدينة اللاذقية، ومن الشمال بمحافظة "غازي عنتاب" التركية، وهو الآن في جنوب تركيا.
يضم اللواء حاليًا عددًا من المدن والبلدات، أهمها: أنطاكية، اسكندرون، الريحانية، قراخان.
يتنازع ملكيته كل من دمشق وأنقرة، وتعدها سوريا جزءًا منها وتصفها "باللواء السوري الـ15"، أما تركيا فتخضعها فعليا لسيادتها وإدارتها المباشرة منذ عام 1939، عندما ضمتها إلى أراضيها وأطلقت عليها اسم "ولاية هتاي".
كيف أصبح اللواء تركيًا؟
يعود الصراع على اللواء بين عامي 1916 و1939، فبعد انهيار الدولة العثمانية حظى "إسكندرون" بحكم ذاتي يتبع للحكومة السورية، وما لبثت أن أعيد ربطها بالدولة السورية عام 1926، في عهد الرئيس السوري أحمد نامي.
تدخلت فرنسا عام 1937 في محاولة لحل الإشكالية، لتعطي للواء حكما ذاتيا، وربطه شكليًا بالحكومة السورية في دمشق بعدما استصدرت قرارًا من عصبة الأمم المتحدة آنذاك.
لعبت فرنسا دورًا جديدًا في إعادة اللواء إلى الحكم التركي، بعدما أجرت عام 1937 استفتاءً في اللواء بأشراف من باريس، ليظهر نتائجه قبولًا بضمه رسميًا إلى أنقرة، وهو ما حدث فعلًا رغم السخط العربي من هذا الإجراء والتشكيك بنتائج الاستفتاء، ولا يزال اللواء تحت حكم أحفاد الدولة العثمانية تحت مسمى "إقليم هاتاي".
عقب الاستقتاء خرج الشعب السوري في مظاهرات غاضبة بشوارع دمشق وحلب وبقية المحافظات السورية، أطاحت بحكومة جميل مردم، وكانت سببًا مباشرًا لاستقالة الرئيس هاشم الأتاسي، وشكلت قضيته صدامًا مباشرًا بين تركيا وسوريا طيلة عقود مضت.
إعادة اللواء للمناهج السورية
سبتمبر العالم الماضي، أعادت وزارة التربية السورية لواء اسكندرون، إلى خريطة في كتاب علم الأحياء والبيئة للصف الأول الثانوي.
وأصدرت الوزارة بيانًا، 16 سبتمبر العام الماضي، قالت فيه "بناء على مقتضيات المصلحة العامة وبعد الاطلاع على الملاحظات الواردة في كتاب مادة علم الأحياء، تستبدل الخريطة"، في إشارة إلى إعادة لواء اسكندرون.
ونشر مؤيدون للحكومة السورية صورًا على مواقع التواصل الاجتماعي لخريطة الجمهورية، في مناهج دراسية جديدة دون لواء إسكندرون ما أثار ردود فعل تستهجن حذفه.
وغابت المطالب باللواء عن الإعلام السوري في سنوات قبل الثورة بعد تحسن العلاقات التركية السورية، لكن الحكومة عادت للمطالبة به عبر وسائل الإعلام الرسمية بعد تأزم العلاقات بين الجانبين بسبب دعم أنقرة للمعارضة.
فيديو قد يعجبك: