إعلان

وول ستريت جورنال تكشف خطة قطر "غير التقليدية" للضغط على "رأس ترامب"

11:14 م الأربعاء 29 أغسطس 2018

ترامب وتميم

كتب – محمد الصباغ:

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير لها، الأربعاء، عن أن قطر بدأت استراتيجية جديدة من الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد الرئيس دونالد ترامب، وذلك بهدف تغيير السياسة الأمريكية نحو الإمارة في الشرق الأوسط.

وذكرت الصحيفة أن الدولة التي قاطعها جيرانها الخليجيين، استهدفت 250 شخصًا من المؤثرين على قرارات الرئيس ترامب. كما أن الدوحة بدأت حملة "غير تقليدية" من أجل الضغط والتغلب على سياسة الرئيس الأمريكي "غير التقليدي" أيضًا.

زار شخص من أصول سورية يهودية يدعى، جوي علام، كُنيس يهودي في شرق مانهاتن في العام الماضي بعرض إلى محام يدعى آلان ديرشويتز. "تعال لزيارة الدوحة، عاصمة قطر، بدعوة من الأمير".

قال ديرشويتز إنه لم يكن يعرف "علام" من قبل واعترض في البداية قبل أن يقبل بالذهاب. كما أنه لم يعلم أنه من بين قائمة تضم 250 شخصًا وضعها "علام" وشريكه "نيك موزن"، لهم تأثير في الدوائر المحيطة بترامب.

وتقول وول ستريت جورنال إن القائمة كانت حملة ضغط قطرية من نوع جديد، من أجل جعل الرئيس الأمريكي يتخذ صفها ضد جيرانها الخليجيين الذين قاطعوا الإمارة الصغيرة.

أرادت قطر أن تعيد بناء علاقات جيدة مع أمريكا، وفقًا لحديث جوي علام. وأضاف الرجل: "أردنا صناعة حملة"، وهذا ما أخبره للمسؤولين القطريين سريعا بعد المقاطعة. كما أكمل "يجب الوصول إلى رأسه بأسرع طريقة ممكنة".

كانت الخطة القطرية لاستهداف المؤثرين على الرئيس ترامب، بعدما غيّر الأخير قواعد اللعبة فيما يخص الضغوط والتأثير.

ولأن ترامب ابتعد عن خطوات صناعة القرار التقليدية واعتمد على نصائح من الأصدقاء والمقربين، قضت مجموعات المصالح التسعة عشر شهرا الماضية في إعادة تنظيم عملية الضغط.

ومن بين تلك الطرق، الإعلانات خلال البرامج المفضلة للرئيس وتشكيل علاقات مع الأشخاص الذين يتحدث معهم ترامب.

وأنفقت قطر 16.3 مليون دولار في الولايات المتحدة، عام 2017، وذلك بارتفاع قيمته 4.2 مليون دولار عن العام الذي سبقه، أي قبل المقاطعة الخليجية. وحتى يونيو 2018، كانت الإمارة الخليجية توظف بشكل مباشر 23 شركة ضغط، بدلا من 7 فقط خلال عام 2016.

وتوجهت أجزاء من تلك الأموال نحو مجموعات ضغط لديها روابط بالرئيس ترامب، ودفعت أموالا لآخرين من أجل الضغط على نواب بالكونجرس ومسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية.

ووظفت قطر، بحسب "وول ستريت جورنال"، قائمة من 250 شخصًا يعتبروا من الشخصيات المؤثرة في ترامب، مثل "ديرشويتز"، وهم معروفون بالحديث "في أذن الرئيس" بشكل مباشر وغير مباشر.

أعد القائمة كل من "علام" و"موزين"، وسعيا لتحقيق أهدافهم، وأرسلوا حوالي عشرين منهم إلى الدوحة ودفعوا نفقات السفر ودفعت الدوحة لبعضهم بشكل مباشر.

وكان من بين الأشخاص بالقائمة حاكم ولاية أركانساس السابق مايك هوكابي، ومذيع الراديو المحافظ جون باتشيلور.

نظم الشخصان أيضًا لقاءات في الولايات المتحدة بين مسئولين قطريين رسميين ومعاونين لترامب.

وفي هذا الشأن قال مستشار الرئيس الأمريكي السابق ستيف بانون، إنه في وقت أنفقت الإمارات والسعودية الأموال على طرق الضغط التقليدية، ودفعوا للأسماء القديمة تقريبًا، "قامت قطر بشئ مختلف".

وتابع بانون المعروف بانتقاده المتواصل لقطر: "الوصول لكل هذه الشخصيات المؤثرة، يظهر المستوى الكبير من الدهاء".

جاسم آل ثاني، المتحدث باسم السفارة القطرية في واشنطن، قال إن الجهود الواسعة كانت ضرورية بسبب "جيش الضغط" الذي يستخدمه منافسون في الشرق الأوسط. وأضاف: "بلا شك، استغرق ذلك وقتا وموارد من أجل استبدال أكاذيب الدول المقاطعة بالحقائق، ومن بينهم دعوة وفود لزيارة قطر والتحقيق في المقاطعة بأنفسهم".

حصل السيدان "علام" و"موزين" على حوالي 3 مليون دولار من عملهم مع قطر.

سألت صحيفة وول ستريت جورنال، حول ما إذا كانت الجهود القطرية استطاعت التأثير على ترامب، فقال جاريت ماركيس، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: "التحسن في العلاقة بين الحكومة الأمريكية والقطريين حدثت بسبب الترتيبات المشتركة الناجحة خلال العام الماضي".

وتحدث بعض الأشخاص الذين سافروا إلى الدوحة، حول أنهم تعرضوا للخداع لأنهم لم يعرفوا أن رحلاتهم إلى قطر كانت جزء من جهود الإمارة للتأثير على الإدارة الأمريكية.

كان التحدي أمام القطريين واضحا منذ الأيام الأولى للإدارة الأمريكية. كانت العلاقات السعودية الإماراتية مع واشنطن أفضل من علاقة قطر مع الإدارة الجديدة في البيت الأبيض.

ففي مايو 2017، توجه ترامب إلى السعودية في بداية جولة إلى الشرق الأوسط، وحينها حضر القطريون جلسات من أجل إنهاء تمويل الإرهاب وقضايا أخرى. ووصف ستيف بانون ومسؤول بارز سابق بالبيت الأبيض الأسلوب القطري خلال الاجتماعات مع نظرائهم الخليجيين بأنه كان "غير تعاوني".

بينما صرح المتحدث باسم السفارة القطرية في واشنطن، لوول ستريت جورنال، بأن المسئولين القطريين شاركوا في كل شيء استطاعوا أن يكونوا جزء منه.

وبعد أيام من زيارة ترامب للرياض، دفع رجل الأعمال والمتبرع الجمهوري إليوت برويدي، من أجل عقد مؤتمر بواشنطن ينتقد قطر والإخوان المسلمين، بحسب تصريحات مارك ديرشويتز.

وفي يونيو 2017، أعلنت دول السعودية ومصر والإمارات والبحرين مقاطعة قطر. وقال ترامب بعدها في مؤتمر صحفي: "قطر للأسف داعمة للإرهاب".

واتهمت الدول الدوحة بدعم الإرهاب والعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة، وإيواء مطلوبين وضعتهم الدول الأربع على قوائم الإرهاب. وطالما تنفي قطر هذه الاتهامات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان