قيادات درزية سورية تعرب عن مخاوفها من قيام داعش بتنفيذ المزيد من الإعدامات
القاهرة- (د ب أ):
أعربت قيادات درزية بمحافظة السويداء السورية عن تخوفها من إقدام تنظيم داعش على إعدام المزيد من المختطَفين الذين يحتجزهم التنظيم ، وذلك في أعقاب تداول مقطع مصور يظهر قيام التنظيم بإعدام فتى من بين 30 طفلا وسيدة اختطفهم خلال هجماته التي نفذها بالمحافظة نهاية يوليو الماضي.
وقال الشيخ حمود الحناوي، أحد شيوخ طائفة الموحدين الدروز في سورية، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الأحد، :"عرفنا بوفاة أحد المختطفين من قبل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن لم يتصل أحد من الوسطاء بيننا وبين داعش ليبلغنا بهذا الأمر ... مع الأسف، لطبيعة هذا التنظيم وعدم التزامه بما هو متعارف عليه من قواعد معاملة الأسرى لا نستبعد صحة الخبر، بل إننا نخشى بدرجة كبيرة قيامه بتنفيذ المزيد من عمليات الإعدام بحق الأبرياء المحتجزين لديه".
وشدد :"لا نزال نحاول مع التنظيم،عبر الوسطاء، لكي يفرج عن من هم تحت يده، هم لم يطرحوا دفع فديات، وإنما طرحوا شروطا تعجيزية لا نملك تنفيذها كنقل عناصرهم المحاصرين بحوض اليرموك في ريف درعا الغربي إلى منطقة البادية في ريف السويداء الشرقي، وهذه أمور تتعلق بالدولة والجيش".
وأشار الحناوي إلى أن المفاوضات بين أهالي السويداء وبين داعش لا تتم بشكل مباشر وإنما عبر وسطاء. وقال :"كنا نتمنى أن يكون هناك اتصال مباشر من أجل الإسراع في التفاهم، ولكن للأسف لم يحدث هذا. والوسطاء بيننا وبين التنظيم حاليا هم أشخاص سبق لنا الاستعانة بهم لتحرير أسرى احتجزهم التنظيم في حوادث فردية متفرقة في الماضي".
وحول موقف الدولة من شروط داعش، قال الحناوي :"الدولة حريصة ومهتمة بتحرير المخطوفين ولكن داعش بالأساس خطف هؤلاء الأبرياء ليكونوا بمثابة ورقته الرابحة التي يستطيع بها الضغط على النظام، الدولة على استعداد لمبادلة أسرى بأسرى، فهذا هو المتعارف عليه، ولكن ليس من الطبيعي وهي بحالة حرب مع هذا التنظيم الإرهابي أن تقبل بكل شروطه، هناك قضايا وحسابات استراتيجية لها، وبرأينا هي حريصة جدا ولن تقصّر في الأمر".
واستنكر الحناوي قيام البعض بتحميل الحكومة السورية المسؤولية عن الهجوم الذي شنه داعش على قرى المحافظة، وقال:"الدولة في حالة حرب، والمعارك دائرة في أكثر من جبهة، وداعش استغل الأمر وهاجم قرى بسيطة أهلها شبه عُزّل بصورة متزامنة لتشتيت الانتباه واختطاف الضحايا".
كما نفى الشيخ يوسف جربوع، أحد شيوخ الطائفة، وجود أي تقصير من جانب الدولة أو الجيش، أو مسؤوليتهما عن الهجوم على المحافظة، وقال إن هناك مغرضين يطلقون مثل هذه الأحاديث للوقيعة بين أهالي السويداء والدولة.
وعن أحدث التطورات بشأن المخطوفين ، قال جربوع، لـ (د.ب.أ)، :"ليس أمامنا أي طريق للتأكد من أنهم بخير، وصلَنا فقط أن الروس يقومون الآن بمفاوضات من أجل حلحلة الموقف ونقل مسلحي داعش لأماكن أخرى مقابل إطلاق سراح المختطفين، وهذا بالطبع بالتنسيق مع الدولة السورية".
وأضاف :"سمعنا أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي (الدرزي اللبناني) وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط يحاولان التواصل مع الروس أيضا لذات الهدف، ولكن برأيي جنبلاط ونجله لم يقفا مع أهالي السويداء بالمحنة الراهنة ...حتى أنهما لم يأتيا للسويداء لتقديم واجب العزاء كما فعلت قيادات لبنانية عديدة".
ولفت إلى أن "داعش قد طالب دروز السويداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي إعلان إسلامهم ومبايعة التنظيم قبل الهجوم بنحو شهر تقريبا، وقد أكدنا من جانبنا رفضنا التفاوض على عقيدتنا الإسلامية التوحيدية".
من جانبه، لفت الناشط أشرف الجرماني إلى أن مطالب التنظيم من أجل الإفراج عن المختطفين لم تكن كلها عسكرية أو سياسية وإنما امتدت أيضا لعقيدة الدروز.
وقال، لـ(د.ب.أ)، :"يعتبروننا كفارا ويفاوضوننا على ديننا، طلبوا هذا من قبل ويكررونه الآن، وبالطبع نرفض".
ولم يُخف أن نشر مقطعٍ لإعدام أحد المخطوفين قد تسبب في تزايد حالة القلق، وقال :"نعرف أن التنظيم يرهبنا من أجل أن نضغط على الدولة لتستجيب لمطالبه، ولكنها محاولة ابتزاز مكشوفة وسنتصدى لها".
فيديو قد يعجبك: