"الموت للديكتاتور".. ماذا يحدث في إيران؟
كتبت - هدى الشيمي:
تستمر الاحتجاجات في إيران لليوم الخامس على التوالي، إذ بدأت في نهاية يوليو الماضي، اعتراضًا على الأوضاع الاقتصادية المُتردية في البلاد، مع ارتفاع التضخم وانهيار قيمة الريال، الذي فقد ثلثي قيمته، بالتزامن مع فرض واشنطن للعقوبات الجديدة، والمقرر أن تبدأ من يوم الثلاثاء المُقبل.
وبدأت الاحتجاجات في مدينة قم والعاصمة الإيرانية طهران، بسبب ارتفاع الأسعار، وانخفاض سعر الريال مُقابل الدولار الأمريكي، والفساد الحكومي، واعتراض الكثير من المواطنين على سياسات البلاد الخارجية، ودعمها للرئيس السوري بشار الأسد، ثم انتقلت الحُمى إلى 10 مدن كُبرى، منها أصفهان وشيراز ومشهد.
ويتوقع مراقبون دوليون زيادة الغضب الشعبي عقب مقتل مُتظاهر، الجمعة الماضية، شارك في الاحتجاجات في مدينة كرج، عقب إطلاق نار من سيارة.
وشنّ المحتجون هجومًا على حوزة علمية (مركز ديني) في بلدة اجتهاد القريبة من العاصمة، وكانوا يرددون هتافات مُناهضة للحكومة.
وحسب مدير الحوزة، فإن المحتجين حاولوا كسر الأبواب وإحراق بعض الأشياء فيها.
وقال مدير الحوزة إن المحتجين كانوا يحملون حجارة وحطموا كافة نوافذ قاعة الصلاة.
قيادة المرأة الإيرانية
وبرز دور المرأة الإيرانية في الاحتجاجات، إذ انتشرت عدة مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لإيرانيات تهتفن بعلو صوتهن ضد المُرشد، ويقولن عبارات مُسيئة له ولروحاني مثل "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي".
وبعيدًا عن المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الجمهورية الإسلامية، فإن الإيرانيات تطالبن بالحصول على مزيد من حقوقهن المدنية، والتي يحرمهم منها النظام الملالي.
August 4 -Tehran - #Iran
Nighty Protest
Brave women are leaders of the uprising, chanting:
” Death to the dictator” (=Khamenei )#IranProtests pic.twitter.com/9JX9nxgMa5
— mahsti25 (@mahsti25metana1) August 5, 2018
"تحريض خارجي"
من جهتها؛ اعتبرت حكومة إيران أن تلك الاحتجاجات كانت بتحريض جهات خارجية، أُعيد نشرها في الداخل على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال سيد سلمان ساماني، المُتحدث باسم وزارة الداخلية الإيرانية، الأحد، إنه تم خلال الشهر الماضي توجيه عشرات الدعوات العامة في الأجواء الافتراضية تحت عنوان الاحتجاج على الغلاء والوضع المعيشي، كان مُعظمها من الخارج، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وتابع ساماني: "بناء علي التقييم الذي توصلنا إليه فقد كان بين المحتجين بالفعل من أرادوا طرح مشاكلهم الاقتصادية لكن العناصر الرئيسية والمحرضة لهذه التجمعات حاولت استغلال الغلاء والوضع المعيشي لإثارة البلبلة وتشديد المشاكل وبثّ أجواء عدم الرضا بين الناس.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الإيرانية أن هناك عدة جهات تضمر السوء للنظام والشعب الإيراني، وتحث على تدمير الممتلكات العامة والمراكز الحساسة، مشددًا على أن المسؤولين يحاولون التخفيف من المشاكل المعيشية للمواطنين الإيرانيين، ونشر الاستقرار الاقتصادي. وقال: "الحوار والتفاهم والحافظ على الهدوء شرط أساسي لتحقيق الاستقرار والتنمية للبلاد".
وكثفت السلطات الإيرانية الوجود الأمني في العاصمة طهران، وفرضت حظر التجول لمنع المواطنين من التجمع، وأغلقت الطرق المؤدية إلى المراكز الحيوية في المدينة.
واعتقلت الشرطة أكثر من 20 شخصًا خلال الأيام الماضية، وفق تقارير إعلامية منها تقرير موقع قناة الحرة الأمريكية.
مساندة أمريكية
وحاولت الولايات المتحدة استغلال هذه الفرصة أسوأ استغلال، فأعربت عن مساندتها للشعب الإيراني المُحتج في بيان نشرته باللغة الفارسية، السبت، عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر.
وقالت الوزارة إنه من حق شعب إيران تقرير مسار بلاده في نهاية المطاف، مؤكدة أن واشنطن تُساند العشرات الذين يشاركون في الاحتجاجات في العاصمة طهران وغيرها من المدن.
وتابعت الوزارة بقولها: "أمريكا تُساند الشعب الإيراني الذي يتم تجاهله منذ وقت طويل".
ومن المُقرر أن تفرض واشنطن حزمة جديدة من العقوبات على طهران، الثلاثاء المُقبل، واعتبارًا من الساعة الرابعة بتوقيت جرينتش لن تتمكن الحكومة الإيرانية من شراء الدولار، وسيُفرض عليها عقوبات واسعة النطاق على عدة صناعات من بينها صادرات السجاد.
وعرض ترامب على نظيره الإيراني روحاني الجلوس على طاولة المفاوضات، إذا كانوا مُستعدين لذلك.
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن واشنطن لديها شروط قبل بدء مفاوضاتها مع الجمهورية الإسلامية، وعلى إيران الالتزام بها من أجل بدء أي محادثات.
فيديو قد يعجبك: