سجناء داعش في أفغانستان.. يمتلكون آيفون وثريا ويتنقلون بحرية
كتب – محمد عطايا:
وقف القائد الأعلى لـ"الدولة الإسلامية" شمال أفغانستان خلفه منصة مزينة بدرع وكالة المخابرات الأفغانية، وعلى يساره المسؤول العام للشرطة في محافظة جوزجان، وخلفه مجموعة متنوعة من شخصيات ذا طابع خاص، من رجال شرطة، وجيش، ورجال سياسة.
وضع أحد الخدم زجاجة من المياه المعدنية بالقرب من مسؤول الشرطة بالمحافظة، في حالة شعر بالعطش في تلك الشمس القوية وقتها. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، هكذا بدأ قائد تنظيم داعش في أفغانستان، مولافي حبيب الرحمن، محبسه في البلاد يوم الثلاثاء الماضي.
أضافت الصحيفة الأمريكية، أن حبيب الرحمن و250 من مقاتليه في تنظيم داعش، استسلموا قبل وصول قوات الحكومة الأفغانية، لتجنب إلقاء القبض عليهم من قبل طالبان.
وقالت نيويورك تايمز، إن القيادي الداعشس شكر "مضيفيه"، وحذر بلغة حاسمة أن يبقوا على الاتفاق الذي وقعوه، قائلًا: "مدونا بمعلومات أمنية، وأبقوا أوفياء لالتزامكم معنا، فلقد أصبحت القوات المقاتلة ضد الحكومة الأفغانية مستعدة للحوار معها".
واستنكرت الصحيفة أنه من المستحيل أن يسمى ذلك احتجازًا لإرهابيي تنظيم داعش، حيث يسافر القائد الأعلى بصحبة 20 من أقاربه، إلى عدد من الأماكن لا يستطيع الآخرون التوجه إليها، مشيرة إلى أنهم يتنقلون في زي الحكومة الأفغانية ليتجاوزا إلقاء القبض عليهم من قبل أعضاء حركة طالبان.
جنرال فقير محمد جاوزجاني، مسؤول الشرطة بالمحافظة، قال إن مقاتلي داعش استسلموا لقواتهم، ولم ينضموا لعمليات السلام، فهم نوعين مختلفين.
وأشارت نيويورك تايمز، إلى أنه إذا ما كانوا سجناء وهو ما أمر لا يمكن تطبيقه على الحالة التي وجد بها عناصر داعش، فإنه تم الترتيب لحجز جناح لهم في مبنى المحافظة.
وتابعت "قوات الشرطة الحكومية لم يتواجدوا للحفاظ على الأمن، وعدم تطاول أحد من أفراد داعش، ولكن لمنع الهجمات الخارجية على المنطقة"، مشيرة إلى أنه بالرغم من عدم امتلاك العناصر الإرهابية السلاح، إلا أنه لم يمنع عنهم هواتفهم النقالة أو ممتلكاتهم الشخصية.
في المضيفة داخل مقر المحافظة الأفغانية، احتفل أفراد داعش بثروتهم الكبيرة بالأحضان والتصفيق.
وقالت الصحيفة إن أحد القادة ويدعى موفتي نيمات، يرتدي قميصا زهريا، ويحمل هاتف "آيفون"، وساعة "آبل"، وهاتف خلوي متصل بالقمر الصناعي مباشرة.
يؤكد رجال الشرطة أن مئة من مقاتلي داعش المسجونين، لم تتخطَ أعمارهم الثامنة عشر عامًا، وبحسب نيويورك تايمز فإن معظم يشعرون بالذهول من رؤية صحفيين أو مقاتلين بدون لحية، ما يؤدي إلى صراخهم بـ"الكفار".
وقال أحد الضباط الأفغان بنبرة تملؤها الغضب: "لماذا لا نتركهم لحركة طالبان تقتلهم هي وحسب، بدلًا من معاملتهم مثل الضيوف".
وتوقع مراقبون أن ينبثق عن داعش، تنظيم جديد أكثر خطورة، سيكون خليطًا من عناصر التنظيم القديم داعش، وعدد من التنظيمات المسلحة المتطرفة في العراق وسوريا وليبيا وغيرها .
أما بالنسبة للمكان أو الجغرافيا التي ستكون الوجهة الجديدة للتنظيم بعد طردهم من العراق وسوريا، فيرى المراقبون، أن التنظيم سيظل لفترة في جيوب صغيرة بالعراق رغم هزيمتهم، أو الانتقال إلى الأراضي السورية، حيث ما يزال التنظيم يسيطر على مناطق شاسعة على الحدود بين البلدين، أو أفغانستان.
والاحتمال الأقوي- حسب وكالة أسوشيتيد برس- يتمثل في انتقال مقاتلي داعش الفارين من العراق ومن سوريا، إلى مناطق صحراوية شاسعة في دول تشهد نزاعات داخلية، مثل أفغانستان وليبيا، كما أن منطقة سيناء المصرية، كانت أحد الوجهات المرشحة للتنظيم، إلا أن تدارك الجيش المصري لخطورة التنظيم وأهدافه، قللت من احتمالات انتشار عناصر التنظيم الفارين بسيناء، كما أن إعادة الترتيبات الأمنية على الحدود مع قطاع غزة، من خلال منطقة أمنية عازلة، قلل من فرص التنظيم للتواجد بهذه المنطقة.
فيديو قد يعجبك: