خوفًا من الجواسيس.. إسرائيل تحارب الرعاة والأغنام في جنوب لبنان
كتب - محمد الصباغ:
حينما تتحرك الأغنام في المزارع الواسعة لا يمكن السيطرة عليها بشكل كبير، فيضطر الراعي إلى التحرك يمينًا ويسارًا حولها من أجل ضبط حركتها. لكن على الحدود الجنوبية في لبنان والمحاذية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، فتحرك خاطئ من الأغنام يدفع الراعي إلى تعقبها وعبور الحدود "الخط الأزرق" الذي لا يوجد به سلك شائك.
هذا العبور الذي يكون في العادة لفترة زمنية قصيرة، يتسبب في اعتقال جنود الاحتلال للراعي واحتجاز أغنامه عبرت الحدود، خوفًا من أن يكونوا جواسيس لحزب الله اللبناني.
وفي تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، نُشر اليوم الأحد، جاء أن العبور الذي لا يمكن السيطرة عليه من الأغنام يمكن أن يتسبب في واقعة دبلوماسية وربما أسوأ من ذلك.
بعد الانسحاب الإسرائيلي من أغلب الأراضي التي احتلتها في جنوب لبنان عام 2000، بدأت لعبة "القط والفأر" على الحدود بين البلدين. وتضع اللعبة قوة عسكرية إقليمية كبرى ضد مزارعين ورعاة ماعز وأغنام.
وقال متحدث باسم الجيش اللبناني للجارديان إن واقعة اختطاف المزارعين اللبنانيين والرعاة تكررت مرات لا تحصى. وأضاف "في بعض الأحيان يتم اختطاف الراعي، وفي أوقات أخرى الأغنام أو الماعز."
وخلال الأسبوعين الأخيرين، استطاع راعيين لبنانيين الهرب من محاولة اختطاف الجيش الإسرائيلي لهما. وقالت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية الثلاثاء الماضي إن "قوة من سلاح المشاة الإسرائيلي اخترقت الحدود، وأطلقت قنابل دخانية في محاولة منها لخطف أحد رعاة الأغنام.
وكانت آخر محاولة إسرائيلية ناجحة في مايو الماضي، حينما احتجزت راع ومدني لأيام. وعادة ما يتم إطلاق سراح المحتجزين أو المختطفين من الحدود الجنوبية اللبنانية بعد بضعة أيام من الاستجواب.
والسبب في هذه المشكلة هو عدم وجود سياج فاصل على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وفقط هناك خط أزرق حددته الأمم المتحدة منذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب.
ويعبر في الأغلب الرعاة بجنوب لبنان دون دراية منهم، وخلال العام الماضي، قالت دوريات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إنها وثقت أكثر من 800 انتهاكا للخط الأزرق بواسطة رعاة أغنام ومزارعين.
يعتبر الجيش اللبناني احتجاز مزارعيه عملية "خطف"، وطالما اعتبرها مصدر قلق له، لكن الأولوية بالنسبة له هو الاختراقات المتواصلة من طيران الاحتلال الإسرائيلي للأجواء اللبنانية. فيما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق للجارديان حول الأمر.
عادة ما يتم احتجاز من يعبرون الخط الأزرق والتهمة تكون أنهم جواسيس لحزب الله. وصرح ساريت زيهافي، المتخصص في الجيش الإسرائيلي سابقًا في الاستخبارات العسكرية، إن الرعاة اللبنانيين طالما كانوا تحت أعيننا.
وتابع القول إنه في بعض الأحيان يكون الأمر متعلق برعاة أغنام ويكون المخترقين للحدود كذلك، لكن في أوقات أخرى يتخطى الأمر ذلك.
بينما قال أندريا تينينتي، المتحدث باسم القوات الأممية في لبنان، إنه لا يوجد أي تأكيد على ذلك، "هم (الإسرائيليون) يزعمون ذلك، لكن كل المرات التي عبر فيها رعاة أغنام تم التحقيق فيها جيدًا من قِبل البعثة".
ربما تبدو الأمور عادية في هذه المشكلة بأي منطقة بالعالم، لكن على حدود جنوب لبنان حيث الحرب السابقة التي آثارها باقية حتى الآن، لكن ربما تتسبب فيما هو أكثر من مظاهرة أمام مقر البعثة الأممية. فقد تسببت قطع شجرة على الحدود في عام 2010 في اشتباكات قوية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص.
ويخشى الجميع أي توتر ينتج عنه صراع جديد، كالذي وقع في عام 2006 حينما أسفر عمل عدواني إسرائيلي عن مقتل حوالي 1200 شخصًا أغلبهم من المدنيين، وتسبب قصف دولة الاحتلال في تدمير كبير بجنوب لبنان. كما قتل 158 من الجانب الإسرائيلي أغلبهم من الجنود.
فيديو قد يعجبك: