لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

داخل مستشفى في اليمن.. طفل بحجم كرة القدم وأضلع "عائشة" تبرز من بطنها

09:51 م الإثنين 06 أغسطس 2018

كتب – محمد الصباغ:

حينما ولد كنعان قبل موعد ولادته الطبيعي بأربعة أشهر، لم يكن هناك أطباء بمستشفى الصداقة بمدينة عدن اليمنية. حاولت أسرته أن تنقذ حياته حينها. وضعوه الصغير في حضّانة، لكنه كانت معطلة. جربوا واحدة ثانية، لكنها لم تكن تدفئ الطفل.

مر 24 ساعة على وصول طبيب إلى المستشفى. وقبل يوم، تم الاعتداء على صيدلي خلال جدال مع مسلحين من المفترض أنهم يعملون على حماية المستشفى، واعترض الأطباء بشدة.

أضرت الحرب اليمنية بشكل كبير بالمستشفى، وخي الأكبر التي تخدم في جنوب اليمن. والآن باتت مشلولة تماما، وتشبه تماما الوضع الصحي بشكل عام في اليمن الذي دمرته الحرب. بات النظام الصحي غير قادر على رعاية الضحايا، ووصفت الأمم المتحدة الأزمة في البلاد بأنها الأسوأ في العالم.

استهدفت المستشفيات والعيادات بالقذائف. هناك عجز في الأدوية، والمعدات بشكل كبير. وفي أغلب المنشآت الطبية الحكومية، لم يتقاضى الأطباء رواتبهم منذ حوالي عام.

ركز تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، نشر اليوم الإثنين، على الأحوال الصحية في اليمن وسط الحرب الدائرة. وأشارت إلى أن أسرة الطفل كنعان عانت من أجل الحصول على حضّانة للصغير. وقال أم صلاح حسين، جدة الطفل: "وصلنا إلى (الحضّانة) الثالثة. وهناك كان قد مات". وأضافت الجدة أنه لم يكن هناك أي مساعدة تقدم لهم.

ولم يكن كنعان وحيدًا بل كان لديه شقيق توأم، لقي مصرعه قبل يوم من موت أخيه. وحينما استيقظت أم التوأم من الغيبوبة بعد الولادة، كان أول ما تسمعه هو خبر وفاة طفليها.

وقالت واشنطن بوست إن النزاع داخل المستشفى مع المجموعة المسلحة لم يكن الأول من نوعه، ولم يكن التراجيديا الأخيرة في النظام الصحي باليمن الذي تأثير بشدة بالحرب بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين.

وبدأت الاضطرابات في اليمن مع مظاهرات الربيع العربي في عام 2011، وبعد اختيار الرئيس عبدربه منصور هادي رئيسًا خلفًا لعلي عبدالله صالح، استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء وأطاحوا بحكومة هادي المعترف بها دوليًا.

وفي عام 2015، بدأ التحالف العربي بقيادة السعودية عملية عسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران بهدف إعادة الشرعية المتمثلة في الرئيس هادي.

وتسببت الحرب في أزمة إنسانية جعلت 75% من اليمنيين بحاجة إلى مساعدات عاجلة. ويواجه ثلث السكان خطر المجاعة، بحسب ما ذكرته الأمم المتحدة. كما قتل الآلاف من الأمراض مثل الكوليرا والدفتيريا، وأكثر من 3 مليون مواطن نزحوا وغادروا منازلهم.

مستشفى الصداقة من بين المنشآت الطبية الأكثر حصولا على المساعدات، ويقصدها الأفقر والأكثر يأسًا من المرضى. وبحسب واشنطن بوست، في أي يوم، يستقبل المستشفى من 500 إلى 800 مريضًا.

لكن في السنوات الأخيرة تواجه صعوبات لا يمكن تخيلها. على مدار الثلاث سنوات الماضية، كانت مليشيا محلية تقوم على حراستها. وطالما تسبب عناصر هذه المليشيا في مضايقات ضد الاطباء والممرضين، وهناك مزاعم حول الاستيلاء على المعداء وتخريبها.

وأجبر المستشفى على منح كل مسلح من المليشيا 15 دولار شهريًا، بجانب أنه لا يمكن الاستغناء عنهم أو طردهم.

وقال جمال عبدالحميد مدير المستشفى: "إما أن ندفع لهم أو سيقتل أحد الأشخاص".

ولكن الأمر وصل إلى ما لا يمكن احتماله. أعلن 70 من الأطباء الإضراب، وتوقف المستشفى عن استقبال المرضى. وهذا بالطبع له تأثير على حياة المرضى الذين لا يقدرون على تحمل نفقات المستشفيات الخاصة.

حيوات هشّة

في أحد الأيام شديدة الحرارة، كان 15 طفلا يعانون من سوء تغذية حاد في مستشفى الصداقة. لكن الأسوأ كانت حالة طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات. ساقيها رفيعتان كالأغصان. ومع كل نفس تتنفسه، كانت أضلعها تبرز من بطنها.

اقترض والديها 40 دولارا لاستئجار سيارة لنقلها إلى المستشفى، و75 دولارا أخرى لشراء أدوية للطفلة. وصلوا إلى المستشفى قبل يوم واحد من النزاع بين الأطباء والمسلحين، وبدأ الأطباء في مساعدتها. ومع بدء حالتها في التحسن كانت أسرتها تأمل في نقلها لمستشفى آخر بسبب النفقات.

أما منذر الذي ولد مبكرًا أيضًا، فكان بحسب واشنطن بوست، في حجم كرة قدم مفرغة من الهواء. وكان وجهه صغير الصغير موصول بأنبوب لإيصال الأوكسجين، لكن جسده لم يكن يتحرك.

توقف ضخ الهواء لدقائق إلى الطفل، وخشيت والدته أن يلقى مصير شقيقه الذي رحل قبل تسعة أيام. لكن عاد الصغير للتنفس مرة أخرى بمساعدة طبية.

لكن الفرحة لم تستمر طويلًأ، فبعد ثلاثة أيام اكتشف الأطباء أن معدة منذر كانت تنزف، بحسب ما ذكرته الممرضات. تسلل طبيب إلى المشتشفى وقت الأزمة مع المسلحين، وغطى وجهه بشال أسود، وتولى أمر حالة الطفل. أطلق عليه طاقم المستشفى آنذاك البطل.

المشاهد السابقة كانت جزء صغير من الأزمة الطبية والإنسانية في اليمن. عاد الأطباء للعمل بعدما أنهوا إضرابهم بعد وصول قوات تابعة للتحالف بقيادة سعودية إماراتية لحماية المستشفى.

وأعاد والدا عائشة الطفلة إلى المستشفى بعد انتهاء الإضراب، وللحفاظ على صحتها التي بدأت في التحسن. بينما منذر مات في يوم إنهاء الإضراب رغم العمل البطولي للطبيب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان