"قنبلة كل أسبوعين" .. عامان على إغلاق مطار صنعاء اليمني
كتبت – إيمان محمود
منذ عامان، كان القرار الرسمي بإغلاق مطار صنعاء الدولي في اليمن، والذي تفاقمت على إثرها الأوضاع الإنسانية المتردية في البلاد بعد سدّ منفذ من منافذ إيصال المساعدات الطبية والغذائية لليمنيين في البلد الذي يعاني حربًا عنيفة.
وأكدت منظمات إنسانية تتابع الوضع في اليمن، اليوم الخميس، أن عدد القنابل التي سقطت على مطار صنعاء الدولي، وهو المطار الرئيسي في اليمن أكبر من عدد الركاب الذين وصلوا إليه خلال العامين الماضيين، بمعدل وصل إلى قنبلة واحدة كل أسبوعين.
وبحلول شهر أغسطس 2017؛ ووفقًا لوزارة الصحة في صنعاء، توفي 10 آلاف يمني جراء حالتهم الصحية الحرجة، التي كان من الممكن تجنبها بإيصال المساعدات الإنسانية إليهم أو حتى سفرهم إلى الخارج.
وقال المجلس النرويجي للاجئين –في بيان وصل مصراوي نسخة منه- إن مطار صنعاء الدولي شهد سقوط ما يعادل قنبلة واحدة كل أسبوعين خلال السنتين اللتين كان فيهما مغلقًا أمام جميع الحركات التجارية.
وأضاف المجلس أنه خلال العامين الماضيين، لم يُسمح بعد ذلك لحركة الملاحة الجوية التجارية بالدخول إلى المطار بما في ذلك نقل اليمنيين الذين يحتاجون إلى خدمات طبية منقذة للحياة إلى الخارج.
ووفقًا لمشروع بيانات اليمن؛ تم إسقاط 56 غارة جوية على مبنى المطار على مدار العامين الماضيين، مما ألحق الضرر بالبنية التحتية الحساسة وهدّد سلامة المجتمعات المحيطة.
وأُغلق المطار في 9 أغسطس من العام 2016، شمل التصعيد الذي يشهده اليمن بعد انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي، والتي اندلعت على إثرها حربًا أهلية وصراعًا مسلحًا تسبب في تفاقم أزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ على مستوى العالم.
وفي الوقت الحالي؛ يظل اثنان من مطارات اليمن مفتوحين أمام حركة الملاحة التجارية وهما؛ مطار عدن في الساحل الجنوبي للبلاد، ومطار سيئون في محافظة حضرموت، لكن السفر بالطريق البري إلى كل من المكانين أمرًا صعبًا بسبب أوقات السفر الطويلة (حتى 12 ساعة و24 ساعة على التوالي)، إضافة إلى تكاليف النقل المرتفعة للغاية والاضطرار إلى عبور خطوط المواجهة.
وتخطت الحرب الدائرة في اليمن عامها الثالث على التوالي، فيما تشير إحصاءات صادرة عن الأمم المتحدة إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف من اليمنيين، فيما نزح أكثر من ملايين آخرين، فيما يواصل التحالف العربي بقيادة السعودية من عملياته العسكرية ضد أهداف للحوثيين في أنحاء اليمن، بهدف "إعادة الشرعية" ممثلة بعودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى العاصمة صنعاء.
وفي السياق ذاته؛ قال مدير منظمة كير العالمية في اليمن يوهان موجي: "يجب أن يكون المطار جزءًا آمنًا وعاملاً من البنية التحتية المدنية، مما يسمح للناس بالذهاب والقدوم بحرية. ولكن أصبح مطار صنعاء رمزاً للعدوان والاضطهاد بالنسبة لعدد كبير من السكان".
ومن جانبه؛ يرى مدير المجلس النرويجي للاجئين في اليمن محمد عبدي، إن الحرب في اليمن لا تقتل باستخدام القنابل والرصاص فقط "بل من خلال الكم الكبير من الأمراض التي يُحرم الناس من الوصول إلى الرعاية الصحية للعلاج منها".
ويرى عبدي أن الملايين في اليمن الآن أصبحوا يعيشون في "سجن مفتوح بين الحدود المعادية والخطوط الأمامية للحرب.. وطالما أن المطار مغلق، فكذلك أيضاً الطريق الآمن الوحيد للعلاج الطبي والمنقذ للحياة"، على حد تعبيره.
وتسببت ثلاث سنوات من الحرب في إضعاف النظام الصحي في اليمن والذي كان في الأساس هشًا، حيث أن أقل من نصف عدد المرافق الصحية يعمل و16 مليون يمني يحتاجون الآن إلى مساعدات إنسانية للحصول على الرعاية الصحية الأساسية، بحسب المجلس النرويجي.
وأضاف المجلس أن عدم كفاية البنية التحتية للمياه وارتفاع معدلات سوء التغذية، أدى إلى أن أصبح الناس عرضة بشدة للإصابة بالأمراض، بما في ذلك "موجة ثالثة من الكوليرا".
ويعاني حوالي 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك أكثر من 400.000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
وفي تلك الظروف المعيشية القاسية؛ تفاقم تفشي الوباء في اليمن، يشتبه في إصابة أكثر من مليون شخص بالكوليرا في اليمن منذ عام 2016، مما أودى بحياة أكثر من ألفي شخص، ورغم أن وتيرة المرض تباطأت حتى العام 2018، ولكنها تهدد بالعودة مع تشريد أعداد أكبر وفقدان الوصول إلى مصادر المياه الآمنة.
ويحتاج حوالي 22 مليون شخص -أي ثلاثة أرباع مجموع السكان اليمنيين- إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
فيديو قد يعجبك: