من هو رائف بدوي أحد أوجه الأزمة بين كندا والسعودية؟
(بي بي سي):
لم تهدأ الأزمة الكندية -السعودية منذ أن غرد السفير الكندي في السعودية دانيس هوراك على حسابه في تويتر معربا عن :"قلقه إزاء الاعتقالات التي تقوم بها السعودية ضد ناشطي حقوق الإنسان" والتي كان آخرها الناشطتين السعوديتين نسيمة السادة وسمر البدوي، شقيقة السجين المعارض رائف البدوي.
وقالت وزيرة خارجة كندا كريستيا فريلاند إن "كندا ستدافع عن حقوق الإنسان في الداخل وحول العالم وحقوق المرأة جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان. وهذا الموقف ثابت ومعروف لدى الجميع وينطبق على حقوق المرأة في السعودية".
"سجين رأي"
رائف بدوي كاتب وناشط في مجال حقوق الإنسان، من مواليد 1984، ومؤسس موقع "الليبراليون السعوديون" الإلكتروني عام 2006، وهو منتدى على الانترنت لتشجيع الحوار عن الشؤون الدينية والسياسية في السعودية.
طالب السلطات السعودية عبر قناة سي إن إن الأمريكية عام 2008 بإلغاء "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " ومحاكمة رئيسها وقتها إبراهيم الغيث في محكمة العدل الدولية.
واعتقل عام 2012 في جدة بتهمة الإساءة للإسلام ورجال الدين السعوديين والردة، لكنه بُرئ من تهمة الردة التي يعاقب عليها في السعودية بالإعدام. حكم عليه بالسجن مدة 7 سنوات و600 جلدة عام 2013، لكن محكمة الاستئناف رفعت العقوبة لاحقاً إلى السجن مدة 10 سنوات مع ألف جلدة وغرامة نقدية بقيمة ربع مليون دولار.
ورغم المطالبات الدولية بالإفراج عنه لأنه "سجين رأي"، إلا أن السعودية عبرت عن "استيائها" من الانتقادات الدولية، وأصدرت وزارة الخارجية السعودية وقتها بيانا رفضت ما وصفته بـ"التدخل الخارجي" في شؤونها الداخلية. ونفذت عليه عقوبة الجلد على مراحل بسبب وضعه الصحي السيئ وعدم تعافيه من آثار التعذيب.
كتاباته
نشر رائف البدوي في صحيفة " البلاد" السعودية، مقالأ بعنوان "جواز كذب الوعاظ"، انتقد فيه "رجال الدين" وخاصة السعوديين وجاء على ذكر اسم الشيخ العريفي وقال: "فلكل واعظ مغامرات وبطولات لا تقل غرابة عن مغامرات أليس في بلاد العجائب، ولا تقل بطولة عن استعراض الواعظ العريفي على الثغر الجنوبي إبّان حربنا مع الحوثيين".
وفي مقال آخر له تحت عنوان "المنُّ والسلوى في إشكالات الفتوى في صفحة " الحوار المتمدن" انتقد للمرة الثانية فتاوى العريفي ووصفها بأنها "شاذة وتسيء للمجتمع وتحتقره".
ردود فعل
جاء الرد قاسيا من خطباء المساجد الذين كفَّروا البدوي وطالبوا السلطات بالقصاص منه ليكون عبرة على من "تجرأ " على الدين.
وأصدر وقتها الشيخ عبد الرحمن البراك، الذي كان يدرس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقًا، فتوى بتكفير رائف بدوي ةاعتباره "مرتدًا" ووجب العقاب ليكون عبرة لمن اعتبر.
ونشرت وسائل الإعلام السعودية شريطاً مصوراً لوالد رائف يعلن فيه براءته من ولده ويتهمه بالعقوق والكفر. وعقب إصدار الحكم على رائف البدوي وجلده 50 جلدة، طالب زيد رعد الحسين، المفوض الأعلى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، من العاهل السعودي والتدخل لإيقاف متابعة جلده، لكن طلبه لم يلقِ أي صدى.
وانتقدت الحكومات الغربية، من بينها الولايات المتحدة وكندا وألمانيا والنرويج، الحكم على بدوي. وقالت الخارجية الكندية حينها "إن هذا الحكم انتهاك للكرامة الإنسانية وحرية التعبير".
عقاب الأسرة
قالت إنصاف حيدر، زوجة بدوي، إن الأمور وصلت إلى درجة تحريض أسرتها من جهات مختلفة ضد زوجها. وكانت الاسرة على وشك تطليق ابنتهم إنصاف منه كونه أصبح بحكم" المرتد الذي لا يُسمح له بالزواج من مسلمة بحسب الشريعة الإسلامية". فغادرت إنصاف مع أبنائها الثلاث البلاد ولجأت الى كندا وحصلت على جنسيتها قبل نحو شهر.
جوائز
تسلمت زوجة رائف بدوي، إنصاف حيدر جائزة "ساخاروف" لحرية الفكر التي فاز بها زوجها وتسلمتها نيابة عنه عام 2015، وهي جائزة تعادل جائزة نوبل للسلام.
وقد سميت جائزة الاتحاد الأوروبي لحرية الرأي باسم العالم والمنشق الروسي، أندريه ساخاروف التي تأسست عام 1988 لتكريم الأشخاص والمنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
وكان بدوي قد فاز في وقت سابق بجائزة بن بينتر لمناصرة حرية الرأي مناصفة مع الشاعر البريطاني جيمس فينتون.
وتأسست جائزة "بنبنتر" عام 2009 تكريما لذكرى المؤلف المسرحي هارولد بينتر الحائز على جائزة نوبل، وتمنح الجائزة سنويا لكاتب بريطاني وآخر أجنبي يظهر "التزاما فكريا بإظهار حقيقة حياتنا ومجتمعاتنا".
وفي عام 2015، اختارته مجلة فورين بوليسي الأمريكية ضمن قائمة أكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم. وفي نفس العام، حصل على جائزة الشجاعة من قمة جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان، وجائزة "ايكنهيد" من الجمعية العلمانية الأسكتلندية، وجائزة "الإنسانية" لعام 2014 من منظمة القلم الكندية. كما منح العضوية الفخرية في منظمة القلم الكندية، وجائزة "مواطن الانترنت" لعام 2014 من منظمة مراسلون بلا حدود.
فيديو قد يعجبك: