هل تنشر إيران صواريخها في سوريا والعراق؟
كتبت – إيمان محمود
ذكرت تقارير صحفية عن أن إيران أرسلت صواريخ بالستية إلى فصائل عراقية تقاتل بالوكالة عن طهران، وأنها تطور القدرة على بناء المزيد من الصواريخ لتهديد إسرائيل، وردع الهجمات المُحتملة على مصالحها في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة رويترز الجمعة، عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين ومصدران بالمخابرات العراقية، ومصدران بمخابرات غربية، قولهم إن إيران نقلت صواريخ بالستية قصيرة المدى لحلفاء بالعراق خلال الأشهر القليلة الماضية.
وتتهم بعض الدول العربية والغربية، إيران بنقل صواريخ وتكنولوجيا لسوريا وحلفاء آخرين لطهران، مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله اللبناني.
وتشير الوكالة إلى أن لإيران حلفاء كثيرين في العراق، وبالأخص قادة بارزون في الحشد الشعبي حققوا نجاحات في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في 12 مايو الماضي.
ونقلت الوكالة عن المصادر قولها إن إيران تسعى كذلك إلى تطوير القدرة على صناعة مزيد من الصواريخ، بهدف ردع الهجمات المحتملة على مصالحها في الشرق الأوسط، ولامتلاك الوسيلة التي تمكنها من ضرب خصومها في المنطقة.
وفي وقت سابق؛ ذكر مسؤولون إيرانيون أن أنشطة الصواريخ البالستية هي دفاعية بطبيعتها، لكنهم رفضوا التعليق عندما سئلوا عن أحدث تحركات هذه الصواريخ.
والصواريخ المعنية، هي صواريخ زلزال وفاتح 110 وذو الفقار، ويتراوح مداها بين نحو 200 و700 كيلومتر.
من جانبها؛ نشرت صحيفة التايمز مقالاً لريتشارد سبنسر بعنوان "إيران تعمل على بناء مصنع للصواريخ في سوريا".
وقال كاتب المقال إن إيران تبني مصنعًا للصواريخ في سوريا تحت المظلة الروسية كما أنها ترسل صواريخ بالستية لحلفائها في العراق وذلك بحسب تقارير حذرت من مخاطر توسيع المواجهة مع إسرائيل.
وأضاف أن "صور الأقمار الاصطناعية أظهرت وجود ما يشبه المركز أو المصنع في شمال شرق سوريا بالقرب من بانياس"، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة محمية من قبل الدفاع الجوي الروسي الذي يؤمن الحماية للعمليات التي يشنها الروس في الحرب الأهلية في سوريا.
وأردف "بعض التقارير تشير إلى أن إيران أرسلت إلى الميلشيات العراقية صواريخ بالستية يمكن أن تصل إلى تل أبيب أو الرياض".
نفي عراقي
فيما نفى مسؤولاً عراقيًا لصحيفة "الحياة" اللندنية، أنباء انتشار الصواريخ، قائلاً إن "التقرير ليس دقيقاً ويتضمّن خلطاً كبيراً للمعلومات".
وأكد المصدر –الذي لم يتم ذكر اسمه- أن الصواريخ الواردة في التقرير هي من صناعة الحشد الشعبي، وعُرِضت رسمياً في احتفالات النصر على تنظيم داعش، مشيرًا إلى أن مداها "لا يتجاوز 50 كيلومتراً".
وأكد المصدر العراقي للحياة، أن المعلومات عن أن الصواريخ الإيرانية "تهدد دولاً مجاورة، ليست سوى فبركة إعلامية". ولم يستبعد أن يكون الأمر "تمهيدًا لاستخدامها مبررًا لإدراج فصيل عراقي على لائحة الإرهاب، أو استهداف شخصيات مناوئة للوجود الأميركي في العراق".
تعليق إسرائيل
وفي أول تعليق إسرائيلي على هذه الأنباء؛ نقلت قناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي، عن ضابطًا كبيرًا في الجيش الإسرائيلي، قال إن الجيش كان يعرف عن عمليات نقل صواريخ من إيران إلى العراق منذ أسابيع.
وقالت القناة العاشرة إن الضابط الإسرائيلي أوضح أن التقديرات داخل الجيش هي أن نقل الصواريخ الإيرانية للعراق ردّ على الهجمات الإسرائيلية على القواعد الإيرانيّة في سوريا، وأحال النقل، أيضًا، إلى "الصعوبات في العمل ضد إسرائيل من سوريا".
وأضاف الضابط الإسرائيلي أن نقل الصواريخ الإيرانية جاء بتأثير النشاط الإسرائيلي الدؤوب لمنع إيران من التموضع عسكريًا في سوريا، والمعارضة الأمريكية لذلك.
من جانبه؛ أكد وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أن إيران توقفت عن الأنشطة في هذه المرحلة لبناء مصانع لإنتاج صواريخ في الأراضي السورية.
لكنه أضاف أن الإيرانيين "لم يتخلوا عن الفكرة، إنهم مستمرون في التفاوض مع حكومة الأسد بشأن إنشاء مواقع عسكرية في سوريا".
فيديو قد يعجبك: