لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كاتبة أمريكية تكشف.. كيف استقبلت أفغانستان هجمات 11 سبتمبر؟

06:03 م الثلاثاء 11 سبتمبر 2018

هجمات 11 سبتمبر

كتب - هشام عبد الخالق:

نشر موقع الإذاعة الوطنية العامة الأمريكي، مقالًا للكاتبة والمراسلة هانا بلوك، حول ذكرياتها أثناء وجودها في مدينة كابول الأفغانية عندما وقعت هجمات 11 سبتمبر 2001.

وتقول الكاتبة، في بداية مقالها: "بالنسبة لجميع الأمريكيين تقريبًا، فإن تاريخ 11 سبتمبر 2001 مميز للغاية، ونتذكر جميعًا أين كنا وماذا كنا نفعل عندما صدمت الطائرات برجي التجارة العالميين ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وبالنسبة لي، كنت في أفغانستان، وكنت وصلت إلى كابول قبل يومين من الأحداث الدامية، لتغطية محاكمة ثمانية عمال إغاثة أجانب ألقى نظام طالبان القبض عليهم، متهمًا إياهم بتبشير الأفغان بالمسيحية، وكان التبشير عقوبته الإعدام، وتواجد أمريكان من ضمن المتهمين".

كانت أفغانستان في ذلك الوقت (عام 2001)، بحسب الكاتبة، تحكمها طالبان لمدة 5 سنوات، وكانت تعتمد على الدعم الأجنبي بشكل كبير، ومنعزلة تمامًا عن بقية العالم، وكانت تعاني من الجفاف وعلى حافة المجاعة، واعترفت ثلاث دول فقط فقط - باكستان والسعودية والإمارات - بنظام طالبان، وكانت الطريقة الوحيدة للدخول والخروج من خلال رحلات الدعم التابعة للأمم المتحدة من باكستان.

وتضيف الكاتبة، قبل أحداث 11 سبتمبر 2001، كان نظام طالبان يفرض العديد من الرسوم والأوامر الغريبة منها منع الإنترنت والتصوير والتلفاز وبالطبع الموسيقى، وعندما قدمتُ إلى كابول في التاسع من سبتمبر قابلت مترجمي الأفغاني (حيث كان يتم تعيين مترجمًا فوريًا لكل الصحفيين الأجانب) وكان شخصًا لطيفًا يرتدي لباسًا تقليديًا ويتحدث الإنجليزية بشكل جيد، وعندما قابلته أخبرني بوضوح "يجب عليكي أن تفهمي أنني أعمل لصالحهم (طالبان) ولكنني لست واحدًا منهم".

في يوم الحادث، كما تقول الكاتبة، عندما حطمت الطائرتان برجي التجارة العالميين وجزء من مبنى البنتاجون، كانت الشمس تميل للغروب في كابول، ولم يستطع الأفغان رؤية صور الرعب والدمار التي انتشرت في بقية أنحاء العالم بسبب منع التلفزيون، وكان من الصعب استيعاب حجم الكارثة بسبب المكان المعزول عن بقية العالم.

وعندما حاولت شرح الأمر للأفغان، لم يكن لديهم أدنى فكرة عن مركز التجارة العالمي وبرجيه التوأمين، وكان أفضل شيء لتقريب الموضوع إليهم هو تشبيه البرجين بـ "تمثالي بوذا باميان" اللذان دمرتهما طالبان في مارس من العام نفسه، وهرعت بعد ذلك مع صحفيين إلى مجمع الأمم المتحدة حيث كان لديهم تلفاز وطبق استقبال هناك، وشاهدنا الأخبار هناك، مع والدي المعتقلين الأمريكيين.

وصلت أخبار هجمات 11 سبتمبر إلى الأفغان بعد ذلك عن طريق الراديو، وخاصة إذاعتي "صوت أمريكا" و"بي بي سي"، وقال أحد الأفغان: "لماذا يجب على الناس أن تموت؟ لا يهم من هم، فالحياة غالية بالنسبة لأي شخص".

وكان الأفغان يخشون من انتقام الولايات المتحدة منهم لإيوائهم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، واعتقد الكثيرون أنه يجب طرد "بن لادن" من أفغانستان، ولكن طالبان أعلنتها صراحة أنها لن تقوم بتسليم الزعيم الإرهابي خارجًا.

وأخبرني أحد قادة طالبان في مساء هذا اليوم، أن "جزء من العادات الأفغانية أنه إذا ما جاء شخص لمنزلك لا تجبره على المغادرة أبدًا".

في التاسعة مساء، دعا وزير خارجية نظام طالبان وكيل أحمد متوكل لعقد مؤتمر صحفي، وأكد لنا ولاء تنظيم طالبان لأسامة بن لادن، على الرغم من أنه بدا مهتزًا.

وتقول الكاتبة، ذهبت للقاء متوكل بعد ذلك في مقر الوزارة، وحينئذ قال لي: "نحن متأكدون بشكل كامل أن أسامة بن لادن غير مسؤول عن هذه الحادثة، كما أن الشعب الأفغاني ليس لديه عداوة مع الأمريكيين".

وتضيف الكاتبة، شرح متوكل أسباب إيواء بن لادن في أفغانستان على الرغم من استهداف الولايات المتحدة لأهداف أفغانية بعد مهاجمة تنظيم القاعدة لسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، وقال متوكل: "السبب الأول لأنه قضى فترة كبيرة من حياته في أفغانستان وكان مستعدًا للتضحية بحياته أثناء غزو الاتحاد السوفيتي، وكان صديقًا لنا في وقت الحاجة، وسيكون من الجُبن أن نتركه في هذه المرحلة، والسبب الثاني هو أنه لم يتم إثبات التهمة عليه في هذه الهجمات، وكل ما حدث هو مجرد اتهامات بلا دليل، وليس من المنطقي تسليم شخص ما بناء على اتهامات فقط".

"بعد أن رحلت من أفغانستان في اليوم التالي، كان الجميع يسألني عما إذا ما كنت خائفة أثناء وجودي هناك وقت الهجمات، ولكنني لم أكن خائفة، وعلى الرغم من أن المدينة كانت غير مريحة إلا أنني شعرت بالأمان أكثر من أي شخص آخر كان في نيويورك أو واشنطن في هذا اليوم، وكان الشيء الأكثر خوفًا هو ماذا سيحدث لاحقًا، كيف ستنتقم الولايات المتحدة وإلى أي مدى؟ كيف ستكون تأثيرات الحرب في المنطقة وكيف سيتغير وجه العالم؟"، حسبما ذكرت الكاتبة في ختام مقالها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان