إعلان

الأمين العام للأمم المتحدة يُحذر من تحويل إدلب السورية إلى "حمام دماء"

01:46 م الأربعاء 12 سبتمبر 2018

أنطونيو جوتيريش

كتب – محمد مكاوي:

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من تحويل محافظة إدلب – آخر معاقل للمعارضة المسلحة في سوريا - إلى "حمام دماء" وسط أنباء عن عملية عسكرية روسية وسورية محتملة على المحافظة خلال أيام.

وقال جوتيريش، في تصريحات للصحفيين في نيويورك، الأربعاء، حصل مصراوي على نسخة منها من مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة، إن "ما يقرب من نصف سكان إدلب حاليا والبالغ عددهم 2.9 مليون شخص، بينهم نحو مليون طفل جاءوا إليها بحثا عن ملاذ آمن بعد أن أجبرهم القتال على الهروب من أماكن أخرى من البلاد، وليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه".

شدد الأمين العام على ضرورة تجنب معركة شاملة في إدلب، قائلا إن ذلك "من شأنه أن يطلق العنان لكابوس إنساني لا مثيل له في الصراع السوري الدموي".

وناشد جميع الأطراف المعنية بشكل مباشر وغير مباشر في سوريا، لا سيما الضامنين الثلاثة لعملية أستانة إيران وروسيا وتركيا، "عدم ادخار أي جهد لإيجاد حلول تحمي المدنيين، والحفاظ على الخدمات الأساسية مثل المستشفيات، وضمان الاحترام التام للقانون الإنساني الدولي".

وكان خلاف بين إيران وروسيا مع تركيا، في اجتماع في طهران الأسبوع الماضي، حول العملية العسكرية للسيطرة على أخر معاقل المعارضة المسلحة، والذي توجد فيه تنظيمات إسلامية مسلحة مثل جبهة النصرة وتنظيم داعش.

وطالبت تركيا بتعليق العمليات ووقف إطلاق النار والسماح للمفاوضات السياسية بحل الأزمة، لكن هذا الطلب رفضته روسيا وإيران.

وتدعم تركيا جماعات مسلحة في إدلب كما أرسلت قوات عسكرية إلى المحافظة، وتحاول إثناء روسيا عن المشاركة في الهجوم العسكري المتوقع.

وقال الأمين العام إن "إدلب هي آخر ما يعرف بمناطق التهدئة في سوريا. ويجب ألا تتحول إلى حمام دم"، مشيرا إلى أن الوضع الحالي في إدلب غير مستدام ولا يمكن تحمل وجود الجماعات الإرهابية، "لكن محاربة الإرهاب لا تعفي الأطراف المتحاربة من التزاماتها الأساسية بموجب القانون الدولي".

وشدد الأمين العام على ضرورة عدم استخدام الأسلحة الكيميائية. وقال: "إنه لغني عن القول إن استخدام الأسلحة الكيميائية غير مقبول على الإطلاق. فإلى جانب الخسائر البشرية المباشرة، قد يؤدي هذا الاستخدام إلى خروج الوضع عن السيطرة".

وأشار إلى أن كل هذه العوامل تؤكد الحاجة الملحة لإحراز تقدم أكبر في عملية جنيف، وخاصة إنشاء لجنة دستورية كجزء من الحزمة السياسية الشاملة. وشدد على أن الحل يجب أن يكون سياسيا لا عسكريا وأن المسؤولية تقع على عاتق الجميع.

وفي رده على سؤال حول ما إذا كان الهجوم الواسع على إدلب سيشكل جريمة حرب، قال الأمين العام إن المهم في الوقت الحالي التأكد من عدم حدوث ذلك وليس تصنيف مالم يحدث بعد.

ويعيش حوالي ثلاثة ملايين شخص - نصفهم تقريبا من النازحين - في معقل المعارضة في شمال غرب سوريا والذي يضم معظم محافظة إدلب ومناطق صغيرة مجاورة لها في محافظات اللاذقية وحماة وحلب. من هؤلاء نحو 10 آلاف من المقاتلين المتشددين، بما في ذلك المقاتلون المرتبطون بتنظيم القاعدة، بحسب تصريحات لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا الأسبوع الماضي.

تنقسم إدلب إلى خمس مناطق إدارية وهي مدينة إدلب، ومدينة أريحا السورية، ومعرة النعمان، وجسر الشغور، ومنطقة حارم، وتعتبر مدينة إدلب عاصمة للمحافظة ومركزًا لها.

وتضم إدلب الكثير من الآثار السورية، وفي مقدمتها مملكة إيبلا التي كان اكتشافها برقمها المسمارية حدثًا مهمًا في القرن العشرين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان