لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مستشارة عرفات في اتفاق أوسلو: أخطأنا بالتفاوض مع إسرائيل

09:04 م الأربعاء 12 سبتمبر 2018

ياسر عرفات يصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق راب

كتب – محمد الصباغ:

قبل خمسة وعشرين عامًا، وقف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في حديقة البيت الأبيض بواشنطن ليصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين. مصافحة تاريخية غيّرت حياة أجيال من الفلسطينيين، وغيرت مسار سياسات فلسطينية إسرائيلية.

لكن ديانا بوتو، مستشارة وفد منظمة التحرير الفلسطينية في خلال اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ترى حاليًا أن ما فعلته كان خطأ كبيرا، ولم يكن عليهم التفاوض مع الإسرائيليين على الإطلاق.

وفي مقال لها بصحيفة هآرتس العبرية، نشر اليوم الخميس، لا ترى "بوتو" أن الفلسطينيين باتوا قريبين من تحقيق حريتهم المتمثلة في دولة فلسطينية مستقلة.

خلال هذا اللقاء الذي تابعته عدسات العالم، انتهت المفاوضات بوعود حول عصر جديد من السلام والحرية والرخاء. لكن بعد 25 عاما، بحسب ديانا بوتو، لا يقترب الفلسطينيون من الحرية في حين أن تل أبيب باتت أكثر تحصينًا بعدما كان لها نفوذ أكبر، كما أن عمر احتلالها العسكري وصل إلى 51 عامًا.

المحامية والناشطة الفلسطينية قالت إنها مثل مرات سابقة لا تحصى، كانت متفائلة بأن المفاوضات أخيرًا سوف تقود إلى حرية الفلسطينيين، وقررت الذهاب إلى الضفة الغربية للعمل كمستشارة قانونية لفريق المفاوضات الفلسطيني.

وخلال تلك الفترة، التقت بعدد لا يحصى من الدبلوماسيين، وقدمت عشرات المقترحات ووصل الأمر إلى أن بدأت حملة "طرق أبواب" للحديث مع الإسرائيليين حول إنهاء الاحتلال العسكري.

وأضافت في مقالها أنه في وقت عملت مع آخرين على إنهاء الاحتلال، كان البعض يعمل على تكريسه وبينهم الحكومة الإسرائيلية ومستوطنيها. خلال السبع سنوات الأولى بعد المفاوضات، قدمت إسرائيل حوافز من أجل مضاعفة عدد مستوطنيها.

واليوم، تقول بوتو، وصل عدد سكان المستوطنين إلى ثلاثة أضعاف العدد خلال عام 1993، مع وجود حوالي 700 ألف مستوطن في الضفة الغربية المحتلة.

طالما سألت ديانا بوتو نفسها حول أسباب فشل عملية المفاوضات، وفي مقالها ذكرت أنه من السهل الحديث عن زيادة أعداد حكومات اليمين المتطرف، أو الإدارة السيئة، أو حتى رؤساء الولايات المتحدة غير المهتمين.

لكنها اعتبرت أن السبب في الفشل أبعد من ذلك.

وكتبت لهآرتس أن السبب هو أن الطرفين لا يجب أن يدخلوا مفاوضات من الأساس.

وأضافت: "أن نطلب من الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الحكم العسكري الإسرائيلي، أن يتفاوضوا مع محتل لأرضهم وطاغية يريد من السجين أن يتفاوض مع السجان".

ولفتت إلى أنه من البشاعة أن يطلب العالم من يتفاوضوا على حريتهم، في حين إسرائيل تستمر في سرقة الأرض الفلسطينية. وبدلا من ذلك، حسب المسئولة السابقة في مفاوضات أوسلو "يجب معاقبة إسرائيل لاستمرارها في منع الفلسطينيين من الحصول على حريتهم، واستكمالها بناء المستوطنات غير المشروعة".

ويأتي مقال بوتو في وقت اتخذت فيه الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب موقفا يعادي السلطة الفلسطينية، وشهدت سلسلة من الخطوات التي لاقت غضبا كبيرا في الأوساط العربية والدولية.

البداية كانت بإعلان ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ثم نقل سفارة بلاده في تل أبيب إلى القدس، وأتبع ذلك بقطع ملايين الدولارات كمساعدات كانت تدفعها واشنطن لمنظمة الأونروا المختصة في شئون اللاجئين الفلسطينيين. وبجانب ذلك أعلنت واشنطن إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وهي الهيئة الممثلة للسلطة في أمريكا.

في مقالها، أضافت ديانا بوتو، أنه بدلا من الاعتراف بأخطاء المفاوضات السابقة يريد العالم الاستمرار في نفس المسار وانتظار نتائج أخرى. وذكرت أنه لو تحقق السلام، فسيكون بمقابل ولن يتحمله الفلسطينيون وحدهم.

وقالت أيضًأ: "يجب أن تصل رسالة قوية لإسرائيل، لأول مرة في تاريخها، بأن المستوطنات لن يتم التسامح معها مرة أخرى، والفلسطينيون يجب أن يحصلوا على حريتهم".

اعتبرت المستشارة السابقة لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الـ25 عامًا الماضية بعد اتفاق أوسلو يراها الإسرائيليون وداعموهم، نصرا.

وفي وقت أثرت فيه اتفاقية أوسلو على أجيال من الفلسطينيين، إلا أن الجيل الحالي تعلم عدد من الدروس. وأوضحت ديانا بوتو هذه الدورس: التفاوض لا يفيد، وحقوق الفلسطينيين لا يمكن أن تُنتقص.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان