إعلان

معركة إدلب .. القصف مستمر وساعة الصفر لم تُحدد بعد

09:50 ص الخميس 13 سبتمبر 2018

أرشيفية

كتبت – إيمان محمود:

تتركز أنظار العالم على معركة إدلب السورية المرتقبة، بعد أن تم تأجيلها بسبب عدم استعداد القوات الحكومية السورية بشكل كامل للمعركة، التي يمكن أن تحول آخر معاقل المعرضة السورية إلى "بحيرة من الدماء".

ومن المتوقع أن يشمل الهجوم العسكري للقوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد، دعمًا عسكريًا من كلاً من روسيا وإيران –الحليفين الرئيسيين للأسد- ففي الأيام الأخيرة، قصفت الطائرات الروسية والسورية منطقة إدلب على طول الخط الامامي، مما أدى إلى إصابة أهداف عسكرية ومدنية.

وترسل قوات النظام منذ أسابيع تعزيزات إلى محيط إدلب، كما صعّدت وتيرة قصفها بمشاركة طائرات روسية الأسبوع الماضي. إلا أن وتيرة القصف والغارات شهدت تراجعاً ملحوظاً في اليومين الأخيرين، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم.

وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، أمس الثلاثاء، إن القتال ضد التنظيمات الإرهابية في إدلب يمكن تأجيله أسبوعا أو أسبوعين أو 3 أسابيع، لكنه يجب حل القضية لأنه لا يمكن التعايش مع الإرهابيين سلميا لأنه أمر مستحيل"، مضيفا: "ويجب مواصلة محاربتهم حتى القضاء عليهم نهائيا".

وتابع لافرينتييف: "إذا تحدثنا عن التأجيل، فإن هذا الأمر يتوقف على قدرة المجتمع الدولي على المساعدة في فصل المعارضة المعتدلة الموجودة في إدلب عن المتطرفين"، مضيفًا: "حسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل عام ونصف العام، تعتبر إدلب مسؤولية تركيا، التي يجب عليها فصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفين".

إدلب هي آخر معقل لفصائل المعارضة السورية المتبقية في سوريا، بعد أن شكّلت الوجهة الأساسية لجميع الفصائل المسلحة، التي رفضت الدخول في عمليات المصالحة، في محافظات سورية أخرى، بالتزامن مع العمليات العسكرية للجيش السوري.

وتعرضت مناطق في محافظة إدلب ومحيطها، اليوم الأربعاء، لقصف متقطع من قوات نظام بشار الأسد، فيما أكد التحالف الدولي بقيادة أميركية بدء "قوات سوريا الديموقراطية" التي يدعمها المرحلة النهائية من عملياتها ضد تنظيم داعش في شرق سوريا.

واستهدفت قوات النظام بقصف صاروخي في وقت مبكر من صباح اليوم بلدة التمانعة ومحيطها في ريف إدلب الجنوبي، بعد قصف مماثل طال ليل أمس محيط بلدة مورك في ريف حماة الشمالي.

وتحدث المرصد عن وصول أكثر من أربعة آلاف جندي من قوات النظام والمقاتلين الإيرانيين مع آلياتهم وأعتدتهم الى ريف حلب الشمالي منذ مطلع الشهر، تزامناً مع تحصين الفصائل المعارضة مواقعها في المنطقة.

وتسيطر "هيئة تحرير الشام" – "جبهة النصرة سابقاً" - على الجزء الأكبر من إدلب، بينما تنتشر فصائل أخرى في بقية المناطق، وتتمركز قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي. كما أن هناك وجوداً لهذه الهيئة والفصائل في مناطق محاذية في أرياف حلب الغربي وحماة الشمالي واللاذقية الشمالي.

كما هوجمت ثلاثة مستشفيات ومركزان للدفاع المدني ونظام للإسعاف وخرجت من الخدمة، مما جعل الآلاف غير قادرين على الحصول على الرعاية الطبية، وفقا لبيان صادر عن اتحاد الرعاية الطبية ومنظمات الإغاثة، وهي منظمة إنسانية غير ربحية تقدم المساعدات الطبية لضحايا الأزمة السورية المستمرة.

ونقلت شبكة "إيه بي سي" نيوز الأمريكية، عن فاتح حسون، القيادي في الجيش السوري الحر المعارض، إن روسيا وعدت الأسد بتوفير غطاء جوي فقط لقواته، كما أن القوات الإيرانية في سوريا لا تنوي التورط في الحملة الدموية، الامر الذي يُضعف قوات الأسد.

وقال حسون لـ "إيه بي سي نيوز": "لا ينوي القادة الإيرانيون الاستيلاء على المزيد من الأراضي في سوريا لأنهم قاموا بالفعل بحماية المدنيين الشيعة في الأراضي التي يسيطرون عليها، كما تشعر طهران بضغوط من الولايات المتحدة وإسرائيل ولا تريد معاداة تلك الدول أكثر من ذلك".

ولم تعلن الحكومة السورية حتى الآن موعدًا مُحددًا لهجومها على إدلب، التي يمكن أن تكون المعركة الأخيرة لهم في الحرب الأهلية التي دامت لأكثر من سبع سنوات، شهدت خلالها الكثير من الأحداث الدموية المؤسفة.

ومع تصعيد القصف على إدلب ومحيطها منذ مطلع الشهر، أحصت الأمم المتحدة نزوح أكثر من ثلاثين ألف شخص من ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الغربي، وريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي.

وتكرر الأمم المتحدة تحذيرها من كارثة إنسانية في حال وقوع هجوم على المحافظة التي تضمّ نحو ثلاثة ملايين نسمة بينهم مليون طفل، ونصفهم تقريباً من النازحين من محافظات أخرى.

وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى الآلاف، إن لم يكن الملايين، من اللاجئين المُحاصرين بين الجيش السوري المُتمركز في الجنوب والحدود التركية الآمنة شمالاً وغربًا.

وبعد عدة أسابيع من مشاهدة القوات السورية تنتقل إلى مواقع المواجهة، بدعم من القصف الجوي الروسي، اخذت تركيا المبادرة خلال نهاية الأسبوع الماضي، وبدأت في توجيه مئات الجنود والمدفعية الثقيلة عبر حدودها إلى إدلب، مما خلق حالة من الجمود.

وطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين اللاعبين الرئيسيين في المنطقة - تركيا وروسيا وإيران - لكن لم يتم قبول هذا النداء من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وتشعر تركيا بالقلق من تدفق أعداد كبيرة أخرى من اللاجئين عبر حدودها، إذ أن هناك بالفعل 3.5 مليون لاجئ سوري يتم إيواؤهم في مخيمات في تركيا، ويمكن للقتال في إدلب أن يزج بموجات أخرى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان