لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

التايم: 3 كذبات في فيلم "الملاك".. هل كان مروان جوهرة خطة خداع إسرائيل؟

01:54 م الأحد 16 سبتمبر 2018

أشرف مروان

كتبت – إيمان محمود

عرضت شبكة "نتفليكس" العالمية للترفيه، أمس الجمعة، لمشتركيها حول العالم، فيلم "الملاك - The Angel" والذي يحمل في نطاق "نتفليكس" العربية عنوان "العميل بابل".

الفيلم مأخوذ عن الرواية الإسرائيلية الرسمية لقصة حياة أشرف مروان، زوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والمُسندة إلى كتاب "الملاك - الجاسوس الذي أنقذ إسرائيل" الذي كتبه الإسرائيلي أوري بار جوزيف، مروجًا بأن مروان كان جاسوسًا لإسرائيل على مصر، وليس عميلاً مزدوجًا، أو عميلاً مصريًا، كما يرى بعض المؤرخين.

وقالت مجلة "التايم" الأمريكية، إن الفيلم يعيد النظر في وقت مضطرب في تاريخ الشرق الأوسط، في فترة السبعينيات، قبل أن تشن القوات المصرية والسورية هجومًا على إسرائيل في يوم "عيد الغفران" اليهودي، ما أدى إلى اندلاع حرب 6 أكتوبر التي دامت أسبوعًا.

وأضافت المجلة، أنه على الرغم من أن معظم الإسرائيليين حذروا من الهجوم، إلا أن وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، تلقت في الحقيقة معلومات حول ما سيحدث، قائلة إن هذا التلميح جاء من أشرف مروان.

عمل أشرف مروان بالمعامل المركزية للقوات المسلحة ثم مساعدًا للزعيم جمال عبدالناصر، وبعد وفاته أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس الراحل أنور السادات في عام 1970، وتوفي عام 2007 بعد أن سقط من شُرفة منزله بالعاصمة البريطانية؛ لندن.

وأشارت المجلة إلى أن تعامل مروان مع كبار المسؤولين، جعلته يتمكن من الوصول إلى معلومات حساسة، "كان يُقدمها لإسرائيل على مدار عدة سنوات، حتى اكتسب الاسم الحركي "الملاك".

ويتساءل الفيلم عما يدفع رجلاً مثل أشرف مروان، للإقدام على خداع بلاده؟ إذ يرى الفيلم أن مروان كان على استعداد لأن يفعل أي شيء من أجل حماية السلام.

ولفتت المجلة إلى أن البعض يقول إن مروان كان يعمل جاسوسًا مزدوجًا من أجل المزيد من السلطة والمال.

واستعرضت التايم، ما هو حقيقي وما هو خيالي أو ما كان غير واضحًا في الفيلم...

البداية

قالت المجلة إن بداية وصول أشرف مروان لإسرائيل كانت ضمن الأحداث الحقيقية؛ إذ يقول الفيلم إن مروان وصل في البداية إلى المسؤولين في إسرائيل عن طريق "كابينة تليفون في لندن"؛ استخدمها للاتصال بالسفارة الإسرائيلية لتقديم نفسه كجاسوس للموساد، بعد أن فشل في إقناع عبدالناصر بعدم شنّ حرب على إسرائيل.

ويزداد تصميم مروان –بحسب الفيلم- بعد أن اكتشف أن الرئيس الراحل طلب من منى ابنته، أن تطلب الطلّاق من مروان، بعد أن علم أنه يلعب القمار.

يدور مشهد المكالمة الهاتفية في الفيلم إلى حد كبير بنفس طريقة تفاصيل بار جوزيف في كتابه، إذ كتب: "بدأ أشرف مروان مسيرته إلى الموساد الإسرائيلي من أحد أكشاك الهواتف الحمراء الشهيرة التي كانت تميز لندن، العثور على عنوان ورقم هاتف السفارة لا يحتاج مهارات جاسوسية عالية المستوى، فقد كانوا في دفتر الهاتف. عندما أجاب الهاتف، طلب مروان التحدث مع شخص من المخابرات. لم تكن هذه المرة الأولى التي تُرسل فيها مكالمة هاتفية من شخص يتحدث العربية يطلب التحدث مع ضابط المخابرات في السفارة أو المسؤول في وزارة الدفاع، كانت الإجراءات واضحة، ونقلت المكالمة إلى مكتب الملحق العسكري لقوات الدفاع الإسرائيلية".

المعلومات الأولى

حسبما يُظهر "الملاك"، فإن مروان أخبر الموساد مرتين أن مصر تخطط لشنّ حرب ضد إسرائيل، وفي المرتين لم تهجم مصر، وتزداد الشكوك الإسرائيلية ضد معلوماته، حتى يصل إلى نهاية الفيلم، ويخبر رجل الموساد الذي يتعامل معه بهجوم وشيك لكنهم لم يصدقوه في البداية.

الأمر الذي قالت المجلة إنه من المعلومات الحقيقية في الفيلم؛ وهو ما كتبه أيضًا بار جوزيف في روايته، بحسب المجلة.

وقالت المجلة إنه حتى مع تحذيرات مروان من أن القوات المصرية والسورية تخططان لشنّ هجومًا مفاجئًا في "يوم الغفران"، إسرائيل استهانت بالمعلومات ولم تقوم باتخاذ الاحتياطات اللازمة.

وأضافت: "كانت حرب أكتوبر أكثر خطة عسكرية عربية سرية منذ 25 عامًا، إذ لم يتم إبلاغ قادة الجيش أنفسهم بموعد الهجوم، حتى أصبحوا بحاجة إلى أن يعرفوه، واستخلصت كلا من الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية إشارات للقوات المتجمعة، لكنها لم تصدق أن العرب سيهاجمون بالفعل، وقبل عشر ساعات فقط من بدء الهجوم، تأكدت إسرائيل أخيرًا أن العرب يشرعون في الحرب، لكنهم تأخروا كثيرًا لمنع التقدم العربي".

عميل مُزدوج

ترى المجلة أن ما يقوله البعض عن مروان، بأنه كان عميلاً مزدوجًا لمصر وإسرائيل، هو من الأشياء غير الواضحة في الفيلم.

ويُقدم الفيلم فكرة أن عمل مروان كجاسوس، مهد الطريق لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، التي وقعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيجن، في عام 1979، وهو ما يؤكد على فكرة الفيلم بأن "مروان كان ليفعل أي شيء من أجل الحصول على السلام لكلا الجانبين"، لدرجة أنه أثار الشكوك للجانبين بأنه عميل مزدوج اُرسل لإعطاء معلومات غير صحيحة للموساد.

وترى المجلة أن بار جوزيف حاول في كتابه فضح فكرة أن مروان عميل مزدوج، بدلاً من وضع شكوك الموساد حول مصداقيته ودقته، فيرى أنه كان على المسؤولين بالموساد أن يثقوا أكثر في مروان.

فيما يؤيد البعض الآخر -بحسب المجلة- النظرية التي كانت تقول إن مروان كان يعمل لحساب مصر طوال الوقت، إذ يكشف اهرون بريجمان، وهو عالم سياسي مقيم في بريطانيا، أن مروان "كان يضلل إسرائيل عن قصد".

وقال بريجمان للمجلة، إن مروان "الذي كنت أعرفه كان بطلاً مصريًا وجاسوسا مصريا ضلل الموساد من خلال إعطائهم، لسنوات، بمعلومات خاطئة" ، مضيفًا: "مروان كان جوهرة في تاج خطة الخداع المصرية في عام 1973، تسببت في أن أصبحت إسرائيل غير مؤهلة لقتال المصريين في عام 1973، لقد سخر مروان من الموساد لسنوات".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في حين يصف ضباط الموساد الإسرائيلي، أشرف مروان، بأنه كان أحد أفضل الجواسيس لدى إسرائيل، فإن مصر تعتبره بطلاً، فبعد وفاة مروان؛ وصفه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في جنازته بأنه "وطنيًا مُخلصًا"، رغم أن عمله مع الموساد كان معروفًا في هذا الوقت، على حد قول المجلة.

أيلول الأسود

قالت المجلة إن الفيلم استعرض ثلاثة مواقف خيالية، كان أولها إقدام أشرف مروان على وقف "مؤامرة فلسطينية" ضد إسرائيل، حين تسلّم مروان أسلحة من منظمة أيلول الأسود الفلسطينية، التي تشكلت عام 1970، وكانت تخطط لإسقاط طائرة قادمة من روما إلى تل أبيب.

وأضافت المجلة، أن مروان أوقف المؤامرة ومنع موت مئات الأشخاص على متن الطائرة، لكن الطريقة التي يصور بها الفيلم ذلك تخرج عن الواقع، على حد وصف المجلة.

وأوضحت "في الفيلم، يُرسل مروان عائلته إلى جنيف لإبقائهم في مأمن قبل نقل الأسلحة للفلسطينيين، ثم يزيل قطعة صغيرة من صاروخ واحد يمنعه من الانفجار".

وتم اعتقال أعضاء منظمة أيلول الأسود بالفعل بسبب مؤامرة إرهابية في عام 1973، بعد أن حاولوا تنفيذها انتقامًا لهجوم في وقت سابق من قبل مقاتلات إسرائيلية على طائرة تجارية ليبية، لكن مروان لم يوقف المؤامرة بنفسه، على حد قول الصحيفة.

وتوضح: "بينما يُظهر الفيلم أن مروان سافر بالأسلحة، كانت في الحقيقة زوجته منى عبد الناصر هي التي حملت الأسلحة في حقائب دبلوماسية لكن دون أن تعلم عنها شيئًا".

وفي كتاب بار جوزيف، قال "سافرت منى إلى لندن، بناءً على طلب زوجها، ووافقت على مقابلته في روما، لم تكن منى تعلم بالخطة ومحتويات الحقائب، وكما هو متوقع، فإن السلطات الإيطالية لم تفتحها. بعد أن رأوا اسم ابنة ناصر على الحقائب، وتم نقل الحقائب مباشرة من الطائرة إلى شاحنة، ثم إلى أكاديمية الفنون المصرية في روما".

وقال بار يوسف في كتابه، إن مروان كان على تنسيق الموساد والسلطات المحلية لاعتقال مجموعة أيلول الاسود قبل تنفيذ الهجوم، وألقي القبض على أعضائها الخمسة وصودرت صواريخهم قبل حدوث أي شيء.

علاقات نسائية

في الفيلم؛ يصادق مروان امرأة تدعى ديانا، والتي تساعده في عدد من مهامه التي يقوم بها لصالح إسرائيل، وفي وقت لاحق، بينما كان يتتبعه مسؤولون مصريون يشتبهون به، يتظاهر مروان بأنه على علاقة غرامية مع ديانا للتخلص منهم.

وتقول المجلة إنه لا يوجد دليل حقيقي على أن مروان عمل مع امرأة تُدعى ديانا أو كان على علاقة بها، كما أن كتاب "بار يوسف" وغيره من روايات عمل مروان في إسرائيل لا يذكر شيئًا عن علاقات نسائية سوى زواجه.

كما قال أهرون بريجمان، للمجلة، إنه من الصعب القول ما إذا كان مروان لديه أي علاقات أخرى غير زواجه.

كذبة انفصاله

في نهاية الفيلم؛ تترك منى عبدالناصر، زوجها أشرف مروان، بعد أن يئست من سلوكه غير السوي، واعتقادها بأنه يخونها مع امرأة أخرى، ولأن مروان لا يستطيع ان يخبرها بالحقيقة يضطر للموافقة على الانفصال.

هذه المعلومة وضعتها المجلة ضمن الأحداث الخيالية في الفيلم، إذ لم ينفصل الزوجان على أرض الواقع حتى وفاة أشرف مروان الغامضة في عام 2007.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان