لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مجلة أمريكية: بوتين لن يمنع الأسد من ارتكاب مجزرة في إدلب

02:49 م الإثنين 17 سبتمبر 2018

كتبت- هدى الشيمي:

قالت مجلة ذي اتلانتيك الأمريكية إن الرئيس السوري بشار الأسد لم يكن خائفًا أبدًا من خططه، فعلى مدار الحرب الأهلية التي امتدت لسنوات، زعم أن المعارضة ترتكب أعمالاً ارهابية، ومن الضروري القضاء عليها فورًا.

وذكرت المجلة، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، أن نظام الأسد اتبع سياسة تقول "إما الأسد، أو القضاء على البلاد"، لذا لن تساعد العملية التي ترعاها روسيا للوصول إلى حل سياسي يُنهي النزاع منع حدوث مجرزة غير انسانية في إدلب.

في الأيام الأخيرة الماضي، كثفت القوات الروسية الجوية غارتها على إدلب، في شمال غرب سوريا، وهي أحد أخر معاقل المعارضة، بالتزامن مع وصول قوات الأسد إلى حدود المدينة.

وهناك توقعات بأن الهجوم على ادلب قد يتسبب في حدوث أزمة انسانية جديدة، ينتج عنها معاناة أكثر من 3 مليون سوري، أغلبهم من المدنيين محتجزين في الريف، وبين المناطق الجبلية في المدينة ولا يستطيعون الهروب إلى أي مكان.

وقال بشار الجعفري، ممثل النظام السوري في الأمم المتحدة الجمعة الماضي، إن عملية تحرير إدلب ستكون سيدق أخر مسمار في نعش الإرهاب، وسيحبط آمال المراهنين عليه ممن استثمروا مليارات الدولارات فيه".

ولفتت المجلة الأمريكية إلى سخرية الولايات المتحدة وغيرها من حكومات الدول من كلمات الجعفري.

يترقب السوريون ومراقبو الأوضاع في سوريا تحرك الأسد نحو إدلب منذ حوالي عام.

وبفضل المساعدات التي حصل عليها من روسيا وإيران تمكن الأسد من تغيير دفة الحرب، وقلب الموازين لصالحه، فأعاد بسط نفوذه على الكثير من المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة.

وترى المجلة الأمريكية أن ما يحاول الأسد فعله الآن هو قتل ما تبقى من المعارضة، سواء كانت مُسلحة أم لا، بالإضافة إلى الملايين الذين اُجبروا على البقاء في منازلهم لحين انتهاء الصراع في إدلب، والتي تعد أخر ملاجئ السوريين المعارضين للنظام.

وكانت روسيا بمثابة السيف الذي يقتل به الأسد معارضيه في كل مرحلة من مراحل الصراع تقريبًا، حسب ما نقلته المجلة.

وذكرت المجلة أن الدبلوماسيين الغربيين والمسؤولين في حقوق الإنسان توسلوا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتأثير على الأسد، ومنعه من ارتكاب مجزرة انسانية جديدة.

وحتى إذا تدخل بوتين وضغط على الأسد لمنع حدوث المجزرة، تقول المجلة إن الرئيس الروسي سيفعل ذلك لأغراض في نفسه، وأهمها رغبته في أن تشارك تركيا روسيا في عملية إعادة بناء سوريا.

وتوضح المجلة أنه في حالة بدء عملية تحرير إدلب فإن تركيا والتي تشترك مع سوريا في الحدود من ناحية إدلب، وتضم أكثر من 3 مليون سوري، ستواجه خيارات سيئة للغاية، إما غزو المدينة لإيقاف عمليات سفك الدماء، أو فتح الحدود واستقبال المزيد من اللاجئين، وهي في أوضاع اقتصادية لا تسمح لها بذلك.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 7 سبتمبر الجاري، إن الهجوم على إدلب سينتج عنه كارثة، ومجزرة، وأزمة انسانية كبيرة.

بمجرد بدء هجوم النظام على إدلب، ستقدم روسيا دعمها العسكري لحليفتها سوريا، وستتصرف بنفس الطريقة التي استخدمتها في شتاء عام 2016، عندما قرر الأسد استعادة حلب.

تقول المجلة إن العديد من جرائم الحرب التي ارتكبها الأسد هي أيضًا جرائم يجب أن تُحاسب عليها روسيا، ويجب أن تكون موسكو جزءًا من انتصار الأسد بغض النظر عن الطريقة التي يحقق بها هذا النصر.

وهذا لا ينفي سأم روسيا من حجج واعذار الأسد التي لا تنتهي، علاوة على مشاكلها مع إيران لاختلاف أجندة كل منهما في سوريا، إلا أن موسكو مستعدة للتسامح مع كل هذه الأمور طالما يتعامل معها العالم على أنها لاعب محوري ورئيسي في المنطقة.

وفي النهاية، لعبت روسيا دورًا اساسيًا في تقويض النظام الدولي، والترويج إلى المبدأ الذي يقول إن الدول العسكرية قادرة على فعل ما يحلو لها دون مواجهة أي عقاب يُذكر، مثلما فعلت موسكو في القرم وفعل الأسد في الشام.

لفتت المجلة الأمريكية إلى أن بوتين انضم إلى الأسد لخلق تحالف قادر على السخرية من القواعد الثابتة مثل منع استخدام الأسلحة الكيماوية، وغيرها من التصرفات التي يتعامل معها المجتمع الدولي على أنها جرائم حرب.

وترى ذي أتلانتيك أن روسيا تبدو الآن مُستعدة لتحقيق أهدافها في الصراع السوري، والتي لم تكن تتضمن إقامة دولة عادلة فقط، ولكن أن يحكم هذه الدولة نظام مُقرب منها.

وأشارت المجلة إلى أن واشنطن كانت تأمل في البداية أن تشعر موسكو بأنها ارتكبت خطأ كبيرًا بالتدخل في الأزمة السورية، فيعمل بوتين على منع الأسد من تدمير البلاد من أجل فرض سيطرته عليها، إلا أنها كانت مُخطئة تمامًا في تقدير الموقف.

عندما تنتهي المذبحة، ستحصر أمريكا حجم الخراب الذي ألم بسوريا، وستتساءل مرة أخرى عما منع العالم من التدخل لايقاف مجزرة أودت بحياة الكثير من الأبرياء، وتقول المجلة إنها ربما تتوصل اخيرًا إلى أنه عندما يُعلن القادة الديكتاتوريين أنهم يخططون للقتل وفرض سيطرتهم على البلاد، فهم يقصدون ذلك.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان