لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فاينانشال تايمز: بريطانيا تتخلى عن إفريقيا

10:57 م الأحد 02 سبتمبر 2018

بريطانيا

كتب - هشام عبد الخالق:

دائمًا ما تقوم العلاقات التجارية بين الدول على المنفعة المتبادلة، ولكن في الفترة الأخيرة يبدو أن أوروبا - وخاصة بريطانيا - في طريقهم للتخلي عن القارة الإفريقية التي تُسلط نظرها حاليًا على التبادل التجاري مع الصين.

وتقول صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زار 23 دولة إفريقية، ورئيس فرنسا إيمانويل ماكرون زار 13 دولة في 15 شهرًا، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زارت عدة دول إفريقية كان آخرها السنغال الأربعاء الماضي، ولكن كبار المسؤولين الصينيين زاروا 43 دولة إفريقية في الفترة من 2007 حتى 2017.

بريطانيا لها شأن آخر، بحسب تقرير الصحيفة اليوم الأحد، فحتى الأسبوع الماضي، كان آخر زيارة لرئيس وزراء بريطاني للدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، كانت في حفل تأبين نيلسون مانديلا عام 2013، وبالنسبة لدولة تود اكتشاف نفسها بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، فسجلاتها تبدو ضعيفة للغاية، وانتظرت الرحلة التي قامت بها تيريزا ماي إلى جنوب إفريقيا، نيجيريا وكينيا وقتًا طويلًا للحدوث.

وتقول الصحيفة، قد لا تعكس الزيارات الرسمية بالضرورة الأولويات الاستراتيجية، ومع ذلك، بالنسبة للأفارقة، لم يكن هناك أي تفسير خاطئ لنوايا الصينيين أو الأتراك أو الفرنسيين في السنوات الأخيرة.

مر عقدان من الزمان الآن منذ بدأت بكين في تكثيف علاقاتها مع إفريقيا، معترفة بقيمة القارة كمصدر للمعادن والسلع الخام الأخرى، وإمكاناتها كسوق للسلع الصينية ذات التكلفة المنخفضة، ونمت العلاقة بوتيرة كبيرة منذ ذلك الحين، مما شجع الدول الناشئة الأخرى بدورها على النظر إلى إفريقيا بعينين مختلفتين، وبعد الصينيين، كثف البرازيليون والهنود والروس والأتراك وآخرين من علاقاتهم مع القارة السمراء.

وكان تأثير تلك العلاقات، هو إحداث تغيير في نظام قديم هيمن عليه المتبرعون الغربيون والقوى الاستعمارية السابقة، مما أدى إلى حدوث التحول الأكثر أهمية في علاقات القارة السمراء مع العالم الخارجي منذ نهاية الحرب الباردة.

وكان من ضمن النتائج تبدُد قدر كبير من الوفرة غير المنطقية بشأن آفاق إفريقيا التي رافقت طفرة السلع الأساسية، وساعد هذا أيضًا في التأكيد على مدى إمكانية تذبذب المستثمرين الغربيين المتقلبين مقارنة بالصينيين، وحافظت بكين على موقفها الثابت، وأعادت التأكيد مرارًا وتكرارًا على التزامها بالعلاقات التجارية حتى في أوقات تراجع النمو القاري نتيجة ازدياد معدل التوسع السكاني.

وتقول الصحيفة، في الوقت الذي ركزت فيه الحكومات الأمريكية المتعاقبة تواجدها على مواجهة التطرف الإسلامي في إفريقيا، وانشغل الأوروبيون بشكل متزايد بالهجرة غير الشرعية من القارة السمراء، فإن إسهام بكين في البنية التحتية لإفريقيا استمر على قدم وساق، على الرغم من وجود مخاوف من أن إفريقيا تتجه نحو فخ ديون جديد.

وتابعت الصحيفة، إذا ما أرادت بريطانيا أن تظل محتفظة بالعلاقات التي تحظى بها حاليًا في إفريقيا عليها فعل أكثر مما تفعله حاليًا، وكانت رحلة تيريزا ماي لإفريقيا خير مُذكر بهذا، وكانت مبادرات الأمن والتنمية التي قامت بها في رحلتها، مجموعة غريبة من الأمور والتي تشمل تمويل شبكة إلكترونية في كينيا لتعقب مغتصبي الأطفال، ولم يساهم هذا في إيصال الرسالة الرئيسية التي أرادتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي، بل كان مجرد ربط للدعم البريطاني بالمصالح البريطانية في القارة السمراء، وإذا ما كانت المملكة المتحدة تهدف لإظهار استراتيجية جديدة لإرضاء القارة فهي لم تكن واضحة هذا الأسبوع أثناء زيارة ماي للدول الثلاث.

على غرار الدول الأوروبية الأخرى، كانت بريطانيا تنظر إلى إفريقيا كمصدر للمتاعب والمشكلات بدلًا من كونها أرضًا للفرص، وإذا ما كان هذا يتغير فهو من أجل الخير، واكتسبت الدول الإفريقية مزيدًا من قوة التفاوض، ولديها خيارات أكبر هذه الأيام وتخدمها قوى أخرى بمنتجات أكثر ملاءمة لاحتياجاتها، لديهم أيضا إمكانية في وضع أجنداتهم الخاصة بهم ولكنها لا تستخدم دائمًا بشكل حكيم.

وتقول الصحيفة في ختام تقريرها: "في المرة الأخيرة عندما تم تشكيل القارة الإفريقية كان الأمر يصب في مصلحة أوروبا، ولكن هذه المرة، فأوروبا عامة - وبريطانيا على وجه الخصوص - أصبحت أضعف بشكل كبير".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان