لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد 40 عامًا من كامب ديفيد.. كيف خدعت إسرائيل واشنطن وقضت على أحلام الفلسطنيين؟

02:00 م الجمعة 21 سبتمبر 2018

اتفاقية كامب ديفيد

كتبت- هدى الشيمي:

يرى مؤرخ وباحث أمريكي أن إسرائيل خدعت الولايات المتحدة في السبعينيات، وتمكنت من القضاء على أحلام الفلسطنيين بتأسيس دولة مُستقلة، وأنها استغلت اتفاقية كامب ديفيد لتحقيق مصالحها.

قال سيث أنزيسكا، المؤرخ للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إن مصر وإسرائيل، احتفلتا هذا الأسبوع، بالذكرى السنوية الأربعين لتوقيع معاهدة كامب ديفيد، الاتفاقية التي ساعدت على التوصل إلى أول معاهدة سلام بين العرب ودولة الاحتلال.

وأشار أنزيسكا، في مقال نُشر في صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أن هذه الاتفاقية مكنت مصر من استعادة شبه جزيرة سيناء، وخفتت إسرائيل من قبضتها العسكرية على الجنوب الغربي، وتحسن موقفها في الشرق الأوسط.

ويقول المؤرخ الأمريكي إن واشنطن سوف تفخر بهذه الذكرى، بالنظر إلى دورهم في التوسط في المفاوضات التي ساعدت على ظهور الاتفاقية، والتي تعتبر انجازًا دبلوماسيًا يميز إدارة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر.

وفي المقابل، ستبقى كامب ديفيد ذكرى مؤلمة تؤرق الفلسطنيين، وتذكرهم بالحرمان السياسي الذي يعانون منه.

فرغم جهود كارتر الحثيثة لمساعدتهم على تحسين أوضاعهم، يقول أنزيسكا إن كامب ديفيد قوضت قدرة الفلسطنيين على تأسيس دولة مُستقلة، وتركتهم عُرضة لقسوة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وجردتهم من حقوقهم الأساسية على رأسها حرية الحركة.

ومن خلال اطلاعه على الوثائق والمستندات في الأرشيف في القدس، ولندن والولايات المتحدة، وجد أنزيسكا أن إسرائيل استغلت كامب ديفيد لتحقيق مصالحها، حتى لو كان ذلك على حساب الفلسطنيين، وسعى مناحم بيجن، رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتذاك، بكل قوته لتحقيق أكبر استفادة من المعاهدة.

ولفت المؤرخ الأمريكي إلى أن أهداف كارتر من المعاهدة لم تقتصر فقط على التوصل إلى معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل فقط، ولكنها أراد أن تساعد على تحسين أوضاع الفلسطينيين.

وذكر أنزيسكا أن كارتر كان أول رئيس أمريكي يدعو إلى حصول الفلسطنيين على دولة مستقلة، وعملت إدارته في السنوات الأولى من توليه الرئاسة على بداية حوار بنّاء لإنهاء حالة العداء بين إسرائيل والدول العربية.

يوضح المؤرخ الأمريكي أن إدارة كارتر وضعت خطة سرية تتطلب انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في عام 1967، والبتّ في وضع القدس، وإنهاء مشكلة اللاجئين الفلسطنيين الذي تركوا بلادهم في عام 1948، وهذا ما أصبح يُطلق عليه فيما بعد اسم "حل الدولتين".

ويُشير أنزيسكا إلى أن رؤية كارتر تسببت في نهاية المطاف إلى تحرير قطاع غزة والضفة الغربية.

ويقول المؤرخ الأمريكي إن نهج كارتر إزاء القضية الفلسطينية أثار تعاطف واهتمام القادة الغرب، لاسيما الرئيس المصري الراحل أنور السادات، والذي كان بمثابة الصوت المدافع عن حقوق الفلسطنيين وقتذاك.

ويتابع: "كان السادات في بداية الأمر حريصًا على دعم خطط كارتر لإحياء السلام، إلا أن نفاد صبره من الانقسامات العربية وأساليب التفاوض الإسرائيلية، دفعه إلى اتخاذ قرار بزيارة القدس عام 1977 في محاولة لانعاش المحادثات، فقام بغير قصد بالانشقاق عن العالم العربي الواسع، وحقق سلام ثنائي ضيق".

وبينما كان الشرق الأوسط يستعد للاستقرار، ووضع نهاية لثلاثة عقود من الحرب، وتسوية أوضاع مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطنيين،يقول أنزيسكا إن بيجن، رئيس الوزراء الإسرائيلي حينئذ، كانت لديه خططه الخاصة به، والتي تحقق مصالح إسرائيل فقط.

ويُشير المؤرخ الأمريكي إلى أن بيجن كان مُصرّا على استحالة تأسيس دولة فلسطينية، وبعد توليه رئاسة الوزراء في مايو 1977، ليكون أول يميني من حزب الليكود يتولى هذا المنصب، شجع على بناء المستوطنات في كل مكان.

أما سيناء فكان وضعها مُختلف حسب المؤرخ الأمريكي، الذي قال إن إسرائيل كانت تستخدم شبه الجزيرة المصرية كورقة استراتيجية مستعدة للتخلي عنها وسحب قواتها منها من أجل التوصل إلى اتفاقية سلام مع مصر، على عكس الضفة الغربية وغزة اللذان لم تضعهما إسرائيل في اعتبراها عند إجراء أي مفاوضات، باعتبارهما جزء من أراضيها.

ويوضح أنزيكسا أن بيجن اطلع كارتر على خطته تلك في زيارته الأولى للبيت الأبيض.

واعتقدت الحكومة الأمريكية أنها قادرة على إنهاء خلافها مع إسرائيل بشأن مواقف الأراضي بعد انتهاء المفاوضات بين القاهرة وتل أبيب، ولكن هذا لم يحدث، لاسيما وأن معاهدة السلام ركزت على عقد سلام بين إسرائيل ومصر فقط.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان