لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بث نشرات أخبار من إدلب.. قصة الأمريكي الذي يتهم ترامب بمحاولة اغتياله

03:13 م الأحد 23 سبتمبر 2018

بلال عبدالكريم

إدلب- (أ ف ب):

يستعين الأمريكي بلال عبدالكريم بخريطة لمحافظة إدلب ليشرح باللغة الإنكليزية لمشاهديه، في مقطع فيديو قصير، الاتفاق التركي-الروسي الأخير حول آخر معاقل الفصائل المقاتلة في سوريا حيث يعيش منذ سنوات.

خلال السنوات الست الأخيرة، عكف عبد الكريم، واسمه داريل لامونت، فيلييس، قبل اعتناقه الإسلام، على نقل أخبار المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شمال سوريا من حلب سابقاً إلى إدلب حاليًا.

ويبث الأمريكي الأسود (47 عامًا)، أخباره من مناطق استهدفتها الغارات أو من خطوط الجبهات الأمامية، أو يُجري مقابلات مع مقاتلين من الفصائل ومن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا).

وتمكن عبدالكريم من إنشاء شبكة علاقات مع الفصائل و"هيئة تحرير الشام"، أتاحت له التنقل بسهولة في منطقة يتجنبها المراسلون الأجانب؛ خشية عمليات الخطف.

وينفي عبدالكريم، في حديث مع وكالة فرانس برس عبر تطبيقات سكايب وواتساب وفيسبوك، اتهامات الحكومة الأمريكية له بدعم أي أطراف سورية، متهماً في المقابل الحكومة الأمريكية بمحاولة اغتياله في سوريا؛ ما دفعه إلى رفع دعوى ضدها.

ويصنف عبد الكريم نفسه بأنه "الرجل الأسود والأصلع في وسط سوريا"، ويبث الأخبار على شبكات التواصل الاجتماعي من تويتر إلى يوتيوب وفيسبوك، حيث لديه 80 ألف متابع.

وفي مقطع فيديو بثه قبل أيام، على صفحته "أخبار من الأرض"، يخرج عبدالكريم لتحليل الاتفاق الروسي-التركي، الذي ينص على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب، تجنبها عملية عسكرية لقوات النظام.

وينظر عبدالكريم مرتدياً بزة رسمية إلى الكاميرا، ويتوجه إلى المشاهدين بالقول: "في هذا الاتفاق، هذا الاتفاق تحديداً، لا يستطيع أحد القول إن الفصائل ليسوا فائزين".

"أخبار من الأرض"

ونشأ عبدالكريم قرب منطقة البرونكس في مدينة نيويورك. وكان أكثر ما يحب القيام به هو مشاهدة فيلم "روكي" للممثل الأمريكي سيلفستر ستالون وتناول الوجبات في المطاعم الإيطالية.

قبل نحو 15 عامًا، اعتنق عبدالكريم الإسلام لينتقل في العام 2002 إلى الشرق الأوسط قبل أن يتزوج في مصر وينجب أطفالاً يرفض الكشف عن مكانهم لأسباب أمنية.

في عام 2012، ومع تحول حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى نزاع مسلح، انتقل إلى سوريا قادماً من ليبيا.

عمل عبدالكريم في بادئ الأمر مع محطات تلفزيونية مهمة بينها "سي إن إن"، قبل أن يؤسس في 2015 شبكة "أخبار من الأرض" مع تزايد "الشكوك" حول مواقفه السياسية، على حد قوله.

ويوضح "لدي علاقات عمل جيدة مع كل الفصائل، وهذا لا يعني أنني أتفق مع كل شيء يقومون به أو أنهم يتفقون مع كل ما أقوم به".

ويبدأ عبدالكريم يومه عند الساعة الرابعة والنصف صباحًا مع صلاة الفجر، قبل أن يخرج للتحقق من أن أحداً لم يزرع في سيارته عبوة ناسفة، ثم ينطلق إلى عمله الذي تحدده مجريات الأحداث.

قد يجد نفسه أحياناً يتنقل على متن دراجة نارية إلى خطوط الجبهة الأمامية واضعاً في قميصه مذياعاً صغيراً من دون أن يرتدي سترة حماية، أو قد يقتصر يومه على شرب كأس من الشاي مع مقاتلين متشددين.

ويقول عبدالكريم "أذكر أنني خضت نقاشات عميقة جداً مع عناصر في تنظيم القاعدة حول أمريكا والأمريكيين والنظام الديموقراطي".

وعرض عبدالكريم أن يلعب دور الوسيط بين القوى الغربية والمقاتلين في إدلب، مشددا على أن "ليست لديهم أنياب ترشح دماً ولا يريدون أن يأكلوا أطفال أمريكا".

وعبدالكريم ليس الأمريكي الوحيد في إدلب، بل يقول "يوجد بعض الأمريكيين هنا وجميعهم من المقاتلين".

ويصر عبدالكريم على البقاء في إدلب حتى اللحظة الأخيرة. ويتذكر تجربته في مدينة حلب حيث كان برفقة آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين الذي خرجوا من أحياء المدينة الشرقية في نهاية العام 2016 إثر عملية عسكرية ثم اتفاق مع القوات الحكومية.

وفي حال تكرر السيناريو ذاته في إدلب، يقول ع عبدالكريم "سأكون بين آخر المغادرين".

"أمريكا لم تعد كما كانت"

بعد 16 عاماً على مغادرته الولايات المتحدة، يشتاق عبدالكريم لأمور بسيطة جداً بينها التحدث باللغة الانجليزية وحبوب الإفطار المليئة بالسكر. لكنه يخشى اليوم أنه لم يعد يعرف بلده أساساً بعد وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في 2016.

ويقول "يبدو أن أمريكا اليوم ليست أميركا التي نشأت فيها".

وأكثر ما يربط عبدالكريم اليوم ببلاده هو شقيقته والدعوى التي رفعها في العام 2017 ضد ترامب وعدد من المسؤولين الأمريكيين متهماً إياهم بمحاولة اغتياله 5 مرات.

ويروي أنه في إحدى المرات "جرى استهداف سيارتي بغارة من طائرة مسيرة"، مضيفاً "طارت السيارة من مكانها وسقطت على جانبها".

ويطالب عبدالكريم الحكومة الأمريكية بالكفّ عن استهدافه. ويتهم واشنطن بـ"تشويه" الحقائق في سوريا، مشيرا الى أن "على الأمريكيين أن يعلموا ماذا تفعل حكومتهم".

ويقول الرجل الملتحي "أنا لست في أمريكا لأن ما أقوم به في سوريا هو باعتقادي الأمر الصحيح".

ويضيف "إذا كان باستطاعتي القيام بشيء يساعد الناس على رؤية الحقيقة، فلم أعود إلى أمريكا اليوم؟".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان