لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما طبيعة العلاقات الإيرانية الخليجية؟

10:42 م الأحد 23 سبتمبر 2018

الرئيس الايراني حسن روحاني

كتب - هشام عبدالخالق:

تميزت علاقات إيران مع دول الخليج بفترات قطيعة أحيانًا ومحاباة أحيانًا أخرى، ولكن ازدادت في الفترة الأخيرة القطيعة بين طهران وعدة دول خليجية على رأسها المملكة العربية والسعودية والإمارات وغيرها.

وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، أكد -الأحد- أن التحريض الرسمي ضد الإمارات في الداخل الإيراني مؤسف، موضحًا أن موقف الإمارات التاريخي ضد الإرهاب والعنف واضح واتهامات طهران لا أساس لها.

يأتي هذا التأكيد على خلفية استدعاء إيران القائم بالأعمال الإماراتي في طهران، وذلك بسبب تصريحات بعض مسؤولي بلاده المؤيدة للهجوم الإرهابي في الأهواز يوم أمس.

ونستعرض في هذا التقرير أبرز العلاقات بين إيران ودول الخليج:

1- السعودية:

لا توجد أي علاقات دبلوماسية بين طهران والرياض، بعد الهجوم على السفارة السعودية في طهران في يناير 2016، وتوترت العلاقات الثنائية بين الدولتين بسبب عدد من القضايا الجيوسياسية مثل الاختلاف بين السعودية (السُنية) وإيران (الشيعية) وكذلك التطلع لقيادة العالم الإسلامي، وسياسة تصدير النفط والعلاقات مع الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة.

العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قُطعت لأول مرة في 1943 بسبب إعدام السلطات السعودية أحد الحجاج الإيرانيين، ومن ثم قطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران من جديد في 1987 بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى، في صدامات مع الشرطة السعودية عرفت باسم أحداث مكة 1987، وتم استعادة العلاقات عام 1991، ولكن قطعتها السعودية مجددًا في 2016 بعد الهجوم على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران.

أثناء الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، صرح الملك فهد ولي العهد آنذاك في لقاء صحفي، أن السعودية تقف إلى جوار الشرعية في إشارة إلى الشاه محمد رضا بهلوي.

توصف فترة التسعينيات وبداية الألفية بأنها فترة ذهبية في العلاقات الإيرانية السعودية وخاصة مع وصول رئيسين إصلاحيين مثل هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي إلى سدة الحكم في طهران، وزيارة خاتمي إلى السعودية في عام 1997 في أرفع زيارة لمسؤول إيراني للسعودية منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية، وشهدت تلك الفترة توقيع اتفاقية أمنية بين إيران والسعودية في 2001، وزار وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود إيران في أرفع زيارة لمسؤول سعودي لإيران منذ عقود، ولم تسجل في تلك الفترة أي اتهامات أو خلافات أو توترات واضحة بين البلدين سوى حادث تفجير أبراج الخبر في 1996.

عاد التوتر مرة أخرى في 2011، بعد أن زعم مسؤولون أمريكيون في 11 أكتوبر 2011، أن هناك مؤامرة من قبل إيران لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير، وتم تسمية العملية في وسائل الإعلام "بمؤامرة الاغتيال الإيرانية" و"مؤامرة إيران الإرهابية"، وتم القبض على المواطنين الإيرانيين غلام شكوري ومنصور اربابسيار واتهامهما من قبل المحكمة الاتحادية في نيويورك بالتآمر لاغتيال عادل الجبير في 11 أكتوبر عام 2011، ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فقد خطط المتهمان لاغتيال عادل الجبير عن طريق تفجير المطعم المتواجد فيه السفير، وبعد ذلك التوجه للسفارة السعودية وتفجيرها، واعترف المتهمان أيضًا بأنهم خططا لتفجير السفارة السعودية والإسرائيلية معًا.

في يناير 2016، أعدمت السلطات السعودية 47 شخصًا بتهم متعلقة بالإرهاب، معظمهم مرتبطون بتنظيم القاعدة، وكان أبرزهم نمر النمر وهو عالم دين شيعي سعودي ذو نشاط سياسي معارض وله روابط بالنظام الإيراني.

أثار إعدام النمر ردود فعل غاضبة في إيران، التي أدانت عملية الإعدام، وتوعدت السعودية بأن تدفع الثمن غاليًا، وهاجم المئات من المتظاهرين الإيرانيين مبنى القنصلية السعودية في مدينة مشهد وقاموا بإضرام النيران في أجزاء منها وإنزال العلم السعودي، أما السفارة السعودية في العاصمة طهران تعرضت لاقتحام من متظاهرين وقاموا بتهشيم الأثاث وزجاج النوافذ وقام بعضهم بنهب محتويات السفارة قبل أن تقوم الشرطة الإيرانية بتفريقهم، وإثر ذلك أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، وطالب أعضاء البعثة الدبلوماسية الإيرانية بمغادرة السعودية خلال 48 ساعة.

لم ينتهِ التوتر الدبلوماسي عند هذا الحد، بل استمر بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بسبب اتهام السعودية لإيران بدعم ميليشيا الحوثيين في اليمن، وأنها وراء إطلاق الصواريخ الباليستية تجاه المدن السعودية (خاصة مدينة جازان) والتي تعترضها - في الأغلب - الدفاعات الجوية السعودية.

الإمارات

تمتد العلاقات بين الدولتين الجارتين إيران و‌الإمارات العربية المتحدة إلى زمن طويل ويرجع تاريخها إلى قرون قبل إنشاء الإمارات العربية المتحدة المعاصرة، وتوجد جالية كبيرة من الإيرانيين في الامارات، معظمهم في إمارة دبي.

التجارة الإيرانية مزدهرة بشكل كبير في الإمارات وتوجد فروع لعدد من الشركات الإيرانية الكبرى في الإمارات، ووفقًا لما ذكره مجلس الأعمال الإيراني المحلي يوجد ما يقرب من 8000 تاجر وشركة إيرانية مسجلين في الإمارات.

في العقود الأخيرة، كانت هناك توترات على ثلاث جزر في الخليج العربي هي: أبو موسى، و‌طنب الكبرى، و‌طنب الصغرى، وأكدت كلًا من الإمارات وإيران أنهما تحاولان إيجاد حل لهذه القضية وفقًا لقواعد القانون الدولي، وتطالب كل من الإمارات وإيران بتبني مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض.

وتعترض الإمارات على سيادة إيران على جزيرتين في الخليج العربي هما طنب الصغرى والكبرى، بينما تعتبرهما إيران جزءًا لا يتجزأ منها، وكانت الجزر تسيطر عليها إيران منذ نوفمبر 1971، عقب رحيل القوات البريطانية من الخليج العربي، وقبل بضعة أيام من إعلان استقلال الإمارات في ديسمبر 1971.

وكانت قمة عربية عُقدت في أبريل الماضي، أكدت على سيادة الإمارات الكاملة على جزرها الـثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى" وتأييد كافة الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة.

واستنكرت القمة العربية، استمرار الحكومة الإيرانية في تكريس احتلالها للجزر الثلاث وانتهاك سـيادة الإمارات، بما يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة ويؤدي إلـى تهديد الأمن والسلم الدوليين.

وأدانت القمة قيام الحكومة الإيرانية ببناء منشآت سكانية لتوطين الإيرانيين في الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة.

وحتى الآن تطالب الإمارات بفرض سيادتها على الجزر الثلاث.

البحرين

توترت العلاقات بين البحرين وإيران لعدة أسباب منها الاختلاف بين السعودية (السُنية) وإيران (الشيعية) وكذلك التطلع لقيادة العالم الإسلامي، وتواجُد الأسطول الأمريكي الخامس داخل الخليج العربي في قاعدة البحرين للدعم البحري.

في نوفمبر 2007، قام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأول زيارة رسمية إلى البحرين والتقى بالملك حمد بن عيسى آل خليفة، وناقش أحمدي نجاد الاتفاقيات المستقبلية لتزويد البحرين بالغاز الطبيعي خلال لقائه مع الملك والمسؤولين البحرينيين، وبدأت إيران والبحرين في التمتع بعلاقات وثيقة وشاركت في العديد من المشاريع الاقتصادية المشتركة.

في أعقاب احتجاجات مارس 2011 في البحرين، أعربت إيران عن دعمها للمتظاهرين، الذين يتبع معظمهم الشيعة، وهو دين الدولة الإيرانية، وتوترت العلاقات بين طهران والمنامة إلى حد كبير خلال الاحتجاجات، وطردت كلًا من الدولتين سفير الأخرى.

وقطعت البحرين العلاقات الدبلوماسية مع إيران في يناير 2016، متهمة إيران بالتدخل في شؤون السعودية الداخلية، بعد إعدام الأخيرة للداعية الشيعي نمر النمر.

في يونيو 2016، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية إسقاط الجنسية عن الشيخ عيسى أحمد قاسم، بسبب "القيام بتأسيس تنظيمات تابعة لمرجعية سياسية دينية خارجية، حيث لعب دورًا رئيسيًا في خلق بيئة طائفية متطرفة، وعمل على تقسيم المجتمع تبعًا للطائفة وكذلك تبعًا للتبعية لأوامره".

ونتج عن سحب الجنسية من قاسم ردود فعل إيرانية غاضبة، حيث ندد قائد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي، بالإجراءات التصعيدية بحق الشيخ عيسى قاسم، كما نددت وزارة الخارجية الإيرانية بالقرار نفسه، وكذلك بتصعيد الممارسات الأمنية ضد الزعماء الدينيين والوطنيين، فيما قال اللواء قاسم سليماني قائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الايراني: "لاشك في أنهم (آل خليفة) يعرفون جيدًا أن التعرض لحرمة آية الله الشيخ عيسى قاسم هو خط أحمر لدى الشعب يشعل تجاوزه النار في البحرين والمنطقة".

قطر

ترتبط قطر وإيران بعلاقات وثيقة، وكلاهما عضوان في منظمة "أوبك" وحركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي، وتمتنع قطر - خلافا لنظيرتيها الدولتين الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي السعودية والإمارات - عن انتقاد الأنشطة الداخلية والخارجية الإيرانية، وللبلدين علاقة اقتصادية وثيقة، وخاصة في صناعتي النفط والغاز، ويأتي جزء كبير من نفط قطر من حقل مرتبط بإيران، وتسيطر إيران وقطر بشكل مشترك على أكبر حقل للغاز في العالم.

وقعت قطر وإيران إبان نظام الشاه محمد رضا بهلوي في عام 1969، اتفاقًا لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، ومنذ عام 1991، تقيم قطر علاقات ودية مع إيران، ورحب أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالمشاركة الإيرانية في الترتيبات الأمنية للخليج العربي، ولكن لم تثمر هذه الجهود قط، بسبب المقاومة من دول الخليج العربي الأخرى وخاصة السعودية والإمارات والبحرين، ويحافظ جهاز المخابرات القطرية على التعاون الأمني والاستخباراتي مع الاستخبارات الإيرانية.

مع بداية ثورات الربيع العربي عام 2011 ظهرت التوترات بوضوح بين قطر وإيران بسبب وقوف قطر مع الثورة السورية 2011 منذ اليوم الأول لانطلاقتها ووقوف إيران مع نظام بشار الأسد.

في يناير 2016، كانت قطر آخر بلد يساند السعودية باستدعاء سفيرها لدى طهران، بعد الهجوم على السفارة السعودية في طهران، إثر إعدام السلطات السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر.

بعد قطع دول مكافحة الإرهاب (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في يونيو 2017، قدمت إيران الدعم الدبلوماسي والاقتصادي لقطر، وأرسلت طهران إمدادات غذائية تصل إلى 1100 طن من الفاكهة والخضار و66 طنًا من لحم البقر يوميًا إلى قطر، وفي 25 يونيو 2017، شجب الرئيس الإيراني حسن روحاني الحصار على قطر، وقال في اتصال هاتفي مع أمير قطر تميم بن حمد، إن "طهران ستقف إلى جانب حكومة قطر"، مشيرًا إلى أن المجال الجوي الإيراني مفتوح أمام الطائرات القطرية.

في 23 أغسطس 2017، أعلنت قطر في بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية أنها ستعيد سفيرها إلى إيران، معربة عن رغبتها في تحسين العلاقات الثنائية معها.

الكويت

بعد استقلال الكويت عام 1961، اعترفت إيران بها في نفس السنة. وفتحت إيران سفارتها في مدينة الكويت في يناير 1962.

بعد الثورة الإسلامية في 1979، اعترفت الكويت بالنظام الجديد إلا أنها ظلت حذرة ومُترقِّبة حول التطورَّات هناك، وزار وزير الخارجية الكويتي آنذاك إيران بعد الثورة.

بدأت التوترات في العلاقات الإيرانية-الكويتية عند اندلاع الحرب الإيرانية العراقية في سبتمبر 1980؛ واتخذت الكويت موقفًا مُحايدًا وطلبت من كلتا الدولتين إنهاء الحرب، وأعلن ولي عهد الكويت آنذاك، أن الكويت مُستعدَّة للتوسط بين الدولتين للوصول لتسوية تُرضي كلا الطرفين.

استمرت العلاقات في أدنى مستوياتها حتى احتلال العراق للكويت في أغسطس 1990، ورفضت إيران الاحتلال وأكَّدت أنها لن تسمح للعراق باحتلال الكويت حتى إذا فشلت الدُول العربية في التعامل مع الموضوع بشكل حاسم، ودعت لانسحاب كلّ القوات العراقية من الكويت وشدَّدت على دعمها كل العقوبات الاقتصادية لخروج القوات العراقية من الكويت.

في 2014، زار أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح طهران، في زيارة وصفها السفير الإيراني في الكويت بـ"النقطة البيضاء في تاريخ البلدين"، وثمَّن السفير الكويتي في إيران مجدي الظفيري هذه الزيارة.

في يوليو 2015 وبعد التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني، هنَّأ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح خامنئي وروحاني بالاتفاق، معربًا عن تطلعاته لإسهام الاتفاق في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ونهضة دول المنطقة، وكذلك فعل ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح.

في فبراير 2017، قام الرئيس الإيراني حسن روحاني بزيارة رسميَّة لدولة الكويت، بعد دعوة تلقاها من أمير الكويت، وكان برفقته وزير الشؤون الخارجية محمد جواد ظريف وغيره من الوزراء وكبار المسؤولين.

وطردت الكويت - في يوليو 2017 - عددًا من المسؤولين الإيرانيين من البلاد، من ضمنهم السفير الإيراني، بعد إدانة 23 رجلًا بالتجسس لصالح حزب الله، وردت طهران على أمر الطرد برفع شكوى للقائم بالأعمال الكويتي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان