إعلان

قصة ترامب وروسيا والانتخابات: من هو "فريق الأحلام" وكيف ساعد بوتين للتدخل في أمريكا؟

12:08 م الإثنين 24 سبتمبر 2018

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتبت- هدى الشيمي:

ترى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدم لنظيره الروسي فلاديمير بوتين هدية على طبق من دهب، وذلك باختياره عدة أشخاص تجمعهم صلات قوية بروسيا للعمل في حملته الانتخابية، ما ساعد الضابط الاستخباراتي السوفيتي السابق على التدخل في العملية الانتخابية، والتأثير على أصوات الناخبين، وتحاول صحيفة نيويورك تايمز الكشف عن تفاصيل وحقائق جديدة مُتعلقة بهذا الشأن في تقرير مُطوّل نشرته على موقعها الإلكتروني.

تقول الصحيفة الأمريكية إن ترامب تمكن من التخلص من خصومه السياسيين من خلال انتقاد السياسة الخارجية التي اتبعها اسلافه، مُستغلاً بذلك كون الحروب التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر حمقاء ومكلفة، وكثيرًا ما ردد ذلك في خطاباته التي ألقاها في حملته الانتخابية، وقال لمؤيديه، الذين هتفوا موافقين على كلامه، إن روسيا لم تكن تهدد الولايات المتحدة، ولكنها كانت حليفًا مُحتملاً في الهجمات الإرهابية التي تعرض لها العالم في السنوات الأخيرة الماضية.

مرشح غير مناسب

وفي مطلع مارس 2016، تقول الصحيفة إن عشرات المسؤولين في الأمن القومي التابع للحزب الجمهوري نشروا رسالة مفتوحة، توضح أنهم سيعملون على منع أي شخص غير مناسب للترشح في الانتخابات، وتحدثوا عن تصريحات ترامب بشأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقالوا إن "اعجابه بالديكتاتوريين الأجانب مثل بوتين غير مقبول لقائد أعظم دولة ديمقراطية في العالم".

إلا أن الرسالة لم تؤثر على ترامب، ولكنه أصرّ على موقفه، وبعد فترة وجيزة اختار مستشاريه ومساعديه الجدد، من بينهم أشخاص علموا مع الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان وتمت إزاحتهم من الساحة السياسية بسبب تقربهم للقادة السوفييت في ذروة الحرب الباردة، على حد قول الصحيفة.

1 (1)

فريق الأحلام

تقول نيويورك تايمز إن فريق ترامب الجديد كان بمثابة "فريق أحلام" الكرملين (بيت الحكم في روسيا)، وتضمن هؤلاء الأشخاص:

· مايكل فلين، وهو الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات العسكرية، والذي ينظر إلى روسيا باعتبارها حليف طبيعي في الحرب العالمية ضد الإسلام المتطرف. في يونيو 2013، عندما كان لا يزال في منصبه في الاستخبارات العسكرية، التقى بضابط روسي في مقر قيادة وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، وبعد عامين قابل بوتين في حفل كبير في موسكو.

· وباول مانافورت، العضو الجمهوري في جماعات الضغط، والذي كسب ملايين مقابل قيامه بأعمال مؤيدة للكرملين في أوكرانيا، ولديه تاريخ طويل من المعاملات التجارية مع أوليغ ديريباسكا، رجل الأعمال الروسي الكبير وأحد المقربين من بوتين. وبعد انضمامه إلى فريق بوتين الانتقالي في مارس 2016، عمل على إقامة علاقة بين ترامب وبوتين.

· كارتر بيج، رجل الأعمال الذي قضى سنوات طويل يعمل في موسكو، لم يكن معروفًا في الأوساط السياسية في واشنطن عندما اختاره ترامب عضوًا في فريقه الانتقالي، إلا أن الاستخبارات الروسية كانت تعرفه جيدًا. في عام 2013، التقى بيج بجاسوس روسي مُتنكرًا كملحق في الأمم المتحدة بنيويورك، وعقدا اتفاقيات خاصة بالطاقة على أمل إبرام صفقات مُربحة في موسكو.

· جورج بابادوبولوس، المستشار الشاب للحملة الانتخابية، والذي التقى سرًا بفتاة ادّعت أنها ابنة اخت بوتين، وهو ليس لديه ابنة أخت في الواقع، واستاذ جامعي من مالطا في نهاية مارس من ذلك العام. وارسل الأستاذ الجامعي رسائل إلكترونية جمعت بين بابادوبولس ووزير الخارجية الروسي.

انتهى ترامب من تشكيل فريقه بحلول نهاية مارس 2016، وتُشير نيويورك تايمز إلى أن المُرشح الجمهوري وقتذاك كانت لديه رسالة تشبه إلى حد كبير تلك الخاصة بالرئيس الروسي، وهي أنه يعتقد أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" قد عفا عليه الزمن.

وبحلول ذلك الوقت، تزعم نيويورك تايمز أن العمليات الاستخباراتية الروسية للتدخل في الانتخابات، والتأثير على الناخبين الأمريكيين كانت قد بدأت بالفعل.

2

وفي نهاية أبريل عام 2016، ألقى ترامب خطابًا وضح فيه النقاط الأساسية في سياسته الخارجية، فحذر من تنامي نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وتعهد بردع الإرهاب، وقال إن "الولايات المتحدة وروسيا عليهما العثور على المزيد من نقاط الاهتمام المشتركة"، بينما كان يجلس السفير الروسي لدى واشنطن على أحد المقاعد يتابع ما يقوله المرشح الجمهوري باهتمام.

وفي منتصف صيف 2016، باتت العلاقات بين روسيا وفريق ترامب الانتقالي مريبة، ولفتت أنظار مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي)، والذي شعر بأن هناك شيء ما يحدث بعد تلقيه معلومات عن تواصل بابادوبولوس مع الروس، وزيارة بيج إلى موسكو.

ومن أجل فهم ما يحدث داخل حملة ترامب، أرسل الاف بي آي مُخبرًا موثوق فيه وهو ستيفن هالبر، المستشار السابق في إداراتي نيكسون وريجان، والاستاذ في جامعة كامبريدج، وهذا ما اعترض عليه ترامب وحلفاؤه، واعتبروه جاسوس أرسلته إدارة أوباما للتسلسل إلى الحملة.

وفي نهاية المطاف، استغل ترامب مسألة المُخبر هالبر والأشياء الشبيهة بها للإشارة إلى أن وكالات انفاذ القانون في أمريكا منحازة ضده منذ البداية، وعمل كل جهده لترسيخ هذه الفكرة داخل الأمريكيين.

وبعد فترة، ظهر جوليان أسانج، مؤسس وكالة ويكليكس في إحدى البرامج البريطانية، وقال إنه لديه الوكالة ستنشر بعد أيام رسائل إلكترونية خاصة بكلينتون، لتوفي روسيا بعدها الذي قطعته لترامب، وتقدم له وثائق تُدين منافسته الديمقراطية، وتساعده على التفوق عليها في الانتخابات.

اقرأ ايضًا:

قصة ترامب وروسيا والانتخابات: هل حقق بوتين حلم زعماء السوفيت؟

قصة ترامب وروسيا والانتخابات: الغضب حرّك بوتين للتأثير على الحملة الانتخابية

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان