إعلان

"إس 300" إلى سوريا.. جرس إنذار ورسالة غضب من روسيا إلى إسرائيل

07:05 م الإثنين 24 سبتمبر 2018

منظومة الدفاع الصاروخي إس 300

كتب – محمد الصباغ:

خلال أسبوعين فقط ستزود روسيا حليفتها سوريا بمنظومة الدفاع الصاروخي "إس 300" التي طالما خشيت إسرائيل من امتلاك دمشق لها.

بعد حادث الطائرة الروسية "إيل-20" التي أسقطتها الدفاعات الجوية الحكومية في السماء السورية بعد قصف للطيران الإسرائيلي، حمّلت موسكو تل أبيب مسؤولين سقوط الطائرة ومقتل 15 عسكريًا كانوا على متنها.

وفي مكالمة هاتفية اليوم الإثنين، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن موسكو تعتبر تصرفات الطيران الإسرائيلي السبب الرئيسي لسقوط الطائرة الروسية في سوريا.

لكن إسرائيل تُصر على أن طائراتها كانت موجودة بالفعل داخل المجال الجوي الاسرائيلي، عندما تم إسقاط الطائرة الروسية.

وعلى الرغم من وجود تنسيق للعمليات الجوية في سماء سوريا بين روسيا وإسرائيل، إلا أن موسكو أشارت إلى أن السبب في إصابة الطائرة "إيل 20" هو أن إسرائيل أبلغت روسيا بالغارات الجوية التي ستنفذها قبل دقيقة واحدة من تنفيذها، وهو وقت غير كاف لحماية طائرة الاستطلاع التي تدمرت.

واعتبرت صحيفة الإندبندنت البريطاينة أن إسقاط الطائرة الروسية تبعه رسائل خطيرة غاضبة من موسكو تجاه إسرائيل، وأهمها هو إعلانها تزويد سوريا بمنظومة "إس 300" الدفاعية.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، اليوم الإثنين، إن سقوط الطائرة أجبر موسكو على اتخاذ اجراءات "انتقامية مناسبة" لتعزيز سلامة القوات الروسية في سوريا.

وأضاف أن النظام الدفاعي الصاروخي سيتم نقله إلى سوريا في غضون أسبوعبن، وهو ما سيزيد القدرات القتالية للجيش السوري.

وكانت روسيا نشرت في أكتوبر 2016، منظومة إس 300 المضادة للصواريخ في قاعدتها البحرية بميناء طرطوس السوري، مبررة ذلك بضمان أمن القاعدة جوا بعد ساعات من إعلان وقف الاتصال بين موسكو وواشنطن بشأن سوريا.

ما هو نظام إس 300؟

هو نظام صواريخ دفاعي مضاد للصورايخ المتوسطة المدى والمخصصة لحماية المواقع والمؤسسات الصناعية والإدارية والقواعد العسكرية ومراكز القيادة من ضربات وسائل الهجوم الجوي الفضائي للعدو.

المنظومة قادرة على تدمير أهداف باليستية، ولديها إمكانية نظرية لإنزال ضربات بمواقع أرضية. وفي الوقت الحاضر تشكل منظومة "إس 300" أساسا للدفاع الجوي في روسيا.

ونشر موقع روسيا اليوم، قائمة بالدول التي تستخدم أنظمة "إس 300" الصاروخية على أراضيها وأبرزها روسيا والصين وإيران والهند وأوكرانيا وفيتنام واليونان والمجر وأرمينيا والجزائر وكازاخستان وسلوفاكيا وبيلاروسيا.

وبذلك تكون سوريا هي الدولة العربية الثانية بعد الجزائر التي تستخدم تلك المنظومة.

مخاوف إسرائيلية

تخشى إسرائيل من تزويد روسيا للحكومة السورية بمنظومة الصواريخ، وذلك بعد مرات سابقة تراجعت فيها موسكو بعد ضغط من تل أبيب عن تزويد سوريا بنظام "إس 300".

كان آخر هذه المرات بعد القصف الثلاثي من بريطانيا وأمريكا وفرنسا في أبريل الماضي، والذي استهدف منشآت تابعة لدمشق بعد مزاعم عن تنفيذ الحكومة السورية هجمات كيميائية في مدينة دوما.

وكانت سوريا في طريقها للحصول على المنظومة في عام 2013، حتى جمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جمد الأمر بعد مطالبة إسرائيل له بذلك. لكن بوتين قال حينذاك إن الولايات المتحدة لو هاجمت، سوف تفكر روسيا فيما قد تفعله في المستقبل.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، اليوم الإثنين، إن تزويد روسيا للحكومة السورية بنظام "إس 300" الصاروخ، سيكون تصعيدًا خطيرًا من جانب موسكو.

وأعرب خلال مؤتمر صحفي بنيويورك، عن أمله في إعادة موسكو النظر في هذا الأمر.

وفي مكالمة هاتفية بين بوتين ونتنياهو، اليوم الإثنين، ناقش الطرفان أمر القرار الروسي بتزويد سوريا بالمنظومة الدفاعية.

وأشار تقرير شبكة بلومبرج الإخبارية، أبريل الماضي، إلى أن منح موسكو لسوريا هذه المنظومة سوف يمثل جرس إنذار بالنسبة لأعداء الرئيس السوري بشار الأسد، ومن بينهم سوف تكون إسرائيل التي لن توافق على بناء قوة عسكرية بالقرب من حدودها وخصوصًا مع وجود تهديد آخر من إيران.

وقال محللون ومسئولون عسكريون سابقون إن هناك رد واحد محتمل من الدولة العبرية في حال قررت روسيا تزويد الأسد بهذه المنظومة، والرد هو تدميرها.

كانت روسيا زودت إيران بالفعل بمنظومة "إس 300" الدفاعية رغم اعتراض أمريكا وإسرائيل على الأمر.

وصرح الخبير الأمني فلاديمير فلوروف، الإثنين، لصحيفة الإندبندنت البريطانية بأن إسرائيل تعرف كيف تتعامل مع الأمر وكيف تتصرف.

وأضاف: "ربما تفعل شيئًا ضد ذلك قبل عمل المنظومة الدفاعية في سوريا".

بينما اعتبر المحلل السياسي الإسرائيلي، أوفير زازبيرج، أن تزويد سوريا بمنظومة "إس 300" سيكون مقلقا على المدى القصير.

وتابع حديثه لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية: "أعتقد أنهم لن يخاطرون كثيرا بعد ذلك، لكن في نفس الوقت، سيحاولون إظهار العكس. ستعمل إسرائيل على إظهار قدرتها على التحرك في سوريا، ما يعني الإبقاء على العلاقات مع روسيا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان