النهضة الإسلامية تقر بوجود "اختلاف في وجهات النظر" مع الرئيس التونسي
تونس - (د ب أ):
أقرت حركة النهضة الاسلامية اليوم الثلاثاء بوجود "اختلاف في وجهات النظر" مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسيغير أنها أعلنت تمسكها بمسار التوافق مع الرئاسة.
وأعلن الحزب الشريك في الائتلاف الحكومي، في بيان له اليوم، إن هناك اختلافا في "وجهات النظر" حول عدد من القضايا التي تعيشها البلاد وفي مقدمتها الاستقرار الحكومي.
ويأتي موقف الحزب غداة تصريح أدلى به الرئيس الباجي قايد السبسي ليل الاثنين أعلن فيه نهاية التوافق مع الحركة، لسبب التقارب بين النهضة ورئيس الحكومة على الأرجح.
وقال المحلل السياسي خالد عبيد لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) :انتهى "التوافق منذ مدة، الآن نحن في مرحلة التعايش بين الجانبين".
ويضيف عبيد "يعتقد السبسي أنه قدم الكثير من الخدمات للنهضة كما ضحى بسمعته السياسية ، بينما لم تجاريه النهضة في قراراته ومن بينها أساسا اقالة رئيس الحكومة".
وهناك انقسام بين مؤيد ومعارض لبقاء حكومة يوسف الشاهد التي استلمت مهامها قبل عامين بدعوى تعثر أدائها في انعاش الاقتصاد واحتواء التوتر الاجتماعي، ودفع هذا الانقسام البلاد إلى الانزلاق في براثن أزمة سياسية منذ مايو الماضي.
وفي حين تقول النهضة إنها تدعم الاستقرار الحكومي لحين اجراء انتخابات 2019 ، فإن حزب نداء تونس الذي أسسه السبسي في 2012 ويقود الائتلاف الحكومي يدعو لرحيل الحكومة الحالية كما جمد عضوية الشاهد في الحزب.
ويشهد الحزب منذ فترة صراعا علنيا بين الشاهد وحافظ قايد السبسي المدير التنفيذي للحزب ونجل الرئيس.
ويبدو أن الخلاف حول مستقبل الحكومة الحالية ألقى بظلاله على تحالف السبسي والاسلاميين منذ انتخابات 2014، والتقارب الذي بدأ منذ الأزمة السياسية الخطيرة التي شهدتها البلاد عام 2013 في أعقاب الاغتيالات السياسية حينما كانت النهضة في سدة الحكم.
وينظر اليوم الى التقارب بين الاسلاميين والشاهد كتحالف انتخابي مبكر بين الجانبين على حساب التحالف القديم بين الاسلاميين والسبسي.
وقالت حركة النهضة اليوم إن "الاختلاف في وجهات النظر لا يعني تنكر النهضة للعلاقة المتينة التي تربطنا بفخامة رئيس الجمهورية، بل هو من صميم الحياة الديمقراطية ومن متطلبات دقة المرحلة وجسامة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تشغل الرأي العام الوطني" .
كما أوضح الحزب أنه ملتزم بمسار التوافق مع الرئيس السبسي.
وقال عبيد "تصريح الرئيس كان رسالة موجهة للنهضة، واليوم هناك حالة ارتباك في موقف النهضة، هي لا تريد الخسارة كما أن مسألة التحالف مع الشاهد ليست محسومة في الحزب".
ويطالب السبسي رئيس الحكومة بالتوجه الى البرلمان من أجل تصويت جديد على منح الثقة و"كسب شرعية" حكمه وانهاء الأزمة السياسية في البلاد.
وفي هذه الاثناء عزز الشاهد موقفه في البرلمان مع ظهور كتلة برلمانية جديدة تدعم بقاءه، وهي كتلة الائتلاف الوطني التي تضم منشقين عن النداء ونوابا آخرين مستقلين، وهي تمثل الكتلة الثالثة في البرلمان وسط أنباء عن تكوين حزب جديد.
ونظريا، تسمح الحسابات السياسية في البرلمان بمنح الشاهد ضمانة للبقاء حتى في حال إجراء تصويت ثان للثقة على حكومته.
فيديو قد يعجبك: