مع تزايد لعناته السياسية.. هل ينقذ ترامب إسرائيل في حربها العسكرية القادمة؟
كتبت- رنا أسامة:
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن دائرة اللعنات السياسية التي تلاحق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتوسّع في توقيت "حرِج" بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المُزمع أن يُجري محادثات معه هذا الأسبوع في نيويورك، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وذكرت الصحيفة، في مقال لكاتبها الأمريكي برادلي بيرسوتون، الأربعاء، أن مخاوف إسرائيل من حرب عسكرية مُحتملة على خلفية حادث إسقاط الطائرة الروسية "إيل-20" في روسيا، تتزامن مع تضييق الخِناق بشكل متزايد على حرية التحرّكات السياسية والعسكرية على ترامب، الأمر الذي من شأنه أن يُزيد الأمور سوءًا بالنسبة للرئيس خلال الانتخابات النصفية المُقررة في نوفمبر المقبل.
بالنسبة لإسرائيل، يرى الكاتب الأمريكي أنها بحاجة إلى طرح سؤال مهم -رُبما لا يجرؤ مسؤولي حكومة نتنياهو من طرحه بصوت عالٍ- وهو: هل سينقذ ترامب إسرائيل في حرب قادمة؟ هل سيتدخّل لمنعها؟ وفي خِضم علاقته المعقدة والمتوترة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، هل سيقدر ترامب على التدخّل بطريقة مُجدية؟
علاوة على ذلك، وبالنسبة لشخص ماكر مثل ترامب الذي ما يزال متمسكًا بشعار (أمريكا أولًا) الانعزالي، شخص لديه نزعة انتقامية ينظر إلى أي إساءة باعتبارها جحود وخيانة لا تُغتفر، هل يُمكن الاعتماد على ترامب للوقوف بجانب هؤلاء الإسرائيليين الذين يحبونه حدّ العبادة؟- يتساءل الكاتب الأمريكي.
ويبدو هذا السؤال أكثر إلحاحًا هذا الشهر؛ فبالنسبة لنتنياهو، ذلك القائد المهووس بفكرة وآلية الردع العسكري، يقول الكاتب إن حادث إسقاط الطائرة الروسية الذي وقع الأسبوع الماضي في أعقاب غارة جوية إسرائيلية في سوريا، سلّط الضوء على شكل جديد "مُفاجئ وغير مرغوب فيه" من أشكال الردع المُضاد.
وأشار الكاتب إلى أن الحادث الذي أودى بحياة نحو 15 طائرًا روسيًا، رُبما يكون وضع حدًا -لبعض الوقت على الأقل- للضربات الجوية الإسرائيلية ضد شحنات الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله في سوريا، وضد بناء إيران لمنشآت عسكرية جديدة هناك.
أوضح الكاتب أن التنديد الروسي للهجوم الذي شمل اتهامات لإسرائيل بـ"الإهمال الجنائي" وتحميلها مسؤولية وقوع ضحايا جرى في العلن على نحو غير عادي ولافت للنظر.
وتزايد القلق بشكل كبير في إسرائيل مع توارد تقارير تُفيد باعتزام موسكو تزويد دمشق بمنظومة صواريخ الدفاع الجوي من طراز "إس- 300" في غضون أسبوعين، وتعزيز روسيا بالفعل لأنظمة الحرب الالكترونية في سوريا، بما في ذلك تقنية تمنع تفعيل أنظمة تعقّب الأقمار الصناعية على طول ساحل سوري، بما يُقوّض قدرة إسرائيل على شن ضربات جوية.
ولطالما تحدّث مساعدو نتنياهو عن علاقته الوطيدة ببوتين في إطار أنها "مِفتاح لخطة علاجية متعددة الجوانب" لعدد من الأمراض الأمنية المتفشيّة عبر الحدود الشمالية لإسرائيل. ولفترة طويلة مثّل إحجام روسيا عن تزويد سوريا بمنظومة "إس-300" مؤشرًا على "توازن القِوى" المُفضّل لدى إسرائيل، بحسب الكاتب.
أما الآن وفي أعقاب إسقاط طائرة التجسس الروسية، يُجمِع محللون عسكريون على أن "قواعد اللعبة المُطبِقة في روسيا منذ فترة طويلة لم تعُد مقبولة".
إذن، فما الخيارات المُثلى لإسرائيل في هذه المرحلة؟ يقول المحلل الإسرائيلي في الشؤون الدولية، نداف إيال، "ما من سبيل أمام نتنياهو إلا استقطاب ترامب".
ووفق إيال، يُمكن أن ترعى إسرائيل صفقة كُبرى بين ترامب وبوتين تدفع إيران إلى مغادرة سوريا. وواقعيًا، تود إسرائيل أن يقدم ترامب للروس عرضًا يُمكن أن يُعيد لإسرائيل قدرتها على مواجهة إيران في سوريا.
هل يتبنّى ترامب، على أرض الواقع، سياسة متماسكة تجاه سوريا؟ لقد تحدث عن انسحاب كامل للقوات الأمريكية من سوريا وعدم المشاركة في حروب الشرق الأوسط. لكن في كتاب (الخوف: ترامب في البيت الأبيض) للكاتب الصحفي المُخضرم بوب وودورد، ورد أن ترامب رد على هجوم خان شيخون بمر باغتيال الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكر الكاتب أن ترامب اتصل بوزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، وقال له "دعونا نقتله بقتله! دعنا ندخل. لنقتل هؤلاء اللعناء". الأمر الذي نفاه الرئيس الأمريكي.
وفي خِضم ذلك، لا يزال السؤال حول "مدى إحكام بوتين سيطرته على ترامب سرًا" يطرح نفسه. لكن حتى الآن يقول الكاتب الأمريكي إن "إسرائيل بحاجة لأمريكا القوية في قراراتها بالشرق الأوسط، وفيما يتعلق بروسيا أيضًا". لكنه أضاف "من غير المُحتمل أن تستمر أمريك على ذلك النهج تحت راية رئيسها ترامب".
فيديو قد يعجبك: