مسؤول أمريكي يكشف تفاصيل جديدة عن التحالف الإقليمي لمواجهة الإرهاب في المنطقة
كتبت - هدى الشيمي:
قالت صحيفة "ناشيونال" الإماراتية إن تيم لندركينج، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج العربي، قضى الأسابيع الثلاثة الأخيرة في مهمة دبلوماسية في الشرق الأوسط، زار فيها دول الخليج، من أجل التحضير لقمة تستضيفها الولايات المتحدة في يناير المُقبل، من المتوقع أن يُطلق فيها تحالف استراتيجي للشرق الأوسط (ميسا)، على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وذكرت الصحيفة الصادرة باللغة الإنجليزية، في تقرير نشرته حصريًا على موقعها الإلكتروني، أن لندركينج تحدث عن بعض التفاصيل المتعلقة بالتحالف الإقليمي في حوار معها أمس الأربعاء، وقال إنه بجانب دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والإمارات والكويت والبحرين وقطر وعمان)، فإن الولايات المتحدة ومصر والأردن سينضمون للتحالف.
وقال لندركينج إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سيلتقي بمسؤولي مجلس التعاون الخليجي، على هامش فعاليات الدورة الـ73 للجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، غدًا الجمعة، في إطار التحضيرات الخاصة بالقمة.
وأوضح المسؤول الأمريكي أن هذه الجهود المتعلقة بانشاء التحالف الإقليمي، تأتي نتيجة لقمة الرياض التي عُقدت في المملكة في مايو 2017، إذ اتفقت الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي على الاجتماع بشكل سنوي، مؤكدًا أن كافة الأطراف حريصة ومتحمسة لإنشاء التحالف.
كيف سيكون التحالف؟
وحسب لندركينج، فإن التحالف سيكون بمثابة اتفاقية أمنية واقتصادية وسياسية، تربط دول مجلس التعاون الخليجي، والولايات المتحدة ومصر والأردن.
ورغم اختلاف أولويات السياسة الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي، يقول المسؤول الأمريكية إن الهدف من إنشاء التحالف، هو بناء درعًا قويًا يحمي الخليج من التهديدات، ومواجهة التهديد الإيراني، والتصدي للهجوم الإلكتروني، والهجمات على البنية التحتية، وتنسيق العمل من أجل إنهاء الصراع في دول الحروب مثل سوريا واليمن.
وأضاف: "كلما تمكنا من تنسيق التعاون فيما بيننا، كلما تمكنا من تحقيق الاستقرار وتحسين الأوضاع في المنطقة".
وأكد لندركينج أن التخلص من التهديد الإيراني يتصدر أجندة أعمال التحالف.
وشدد المسؤول الأمريكي على ترحيب الولايات المتحدة بفكرة إنشاء التحالف الأقليمي، وأنها ستكون طرفًا فعالاً في الاجتماعات المقرر عقدها في يناير المُقبل، إلا أنه مع ذلك لفت إلى امكانية تغيير موعد القمة المرتقبة، إذا وجدت الأطراف المعنية ضرورة لذلك.
هل ستكون مقاطعة قطر عقبة؟
وقال لندركينج إن أزمة قطر لن تكون عقبة أمام الجهود المبذولة لإنشاء التحالف الإقليمي.
وكانت بعض الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي (الإمارات، السعودية، والبحرين) بالإضافة إلى مصر، قد أعلنوا قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، في يونيو العام الماضي، ردًا على دعمها للإرهاب وإيوائها كيانات إرهابية مطلوبة في تلك الدول.
وأوضح المسؤول الأمريكية أنه على المدى الطويل سيكون من الصعب أن يكون هناك دولتين أو ثلاثة من أعضاء التحالف على خلاف.
أزمة اليمن
وهناك أزمة أخرى في الشرق الأوسط تُقلق الولايات المتحدة، وتراقبها عن كثب، وهي الحرب في اليمن، والتقى لندركينج بالمبعوث الأممي الخاص باليمن مارتين جريفيث إلى اليمن، هذا الأسبوع، في اليمن.
ويرى لندركينج أن المناخ السائد في اليمن الآن لن يساعد على احراز أي تقدم، أو التوصل إلى حلول لإنهاء الحرب، بالنظر إلى فشل محادثات جنيف.
وقال: "نأمل أن نحقق أي تقدم في المفاوضات، وأن نتوصل إلى تدابير تساعد على بناء الثقة بين الأطراف".
وشدد المسؤول الأمريكي على ضرورة تحسين الأوضاع على الأرض، موضحًا أن التحالف سيعمل على دفع الرواتب للموظفين المدنيين، واستئناف العلاقات التجارية السعودية واليمنية من خلال إعادة فتح الموانئ.
وفيما يتعلق بمقتل مدنيين في غارات للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، قال لندركينج: "إنه تحدي مُستمر، ونعمل على مساعدة المملكة على تحسين ادائها في هذا الصدد".
الدور الإيراني في اليمن
وتحدث المسؤول الأمريكي بلغة حادة عن الدور الذي تلعبه إيران في اليمن. وقال: "طهران تفلت من العقاب الذي يجب أن تلقاه من ارتكاب جرائم قتل، فهم يدعمون مليشيا الحوثي التي تشن هجمات على السعودية والإمارات".
وأكد أن الولايات المتحدة لا تقبل التصرفات الإيرانية التي تؤذي حلفائها الأساسيين في المنطقة (السعودية والإمارات).
وقال لندركينج: "إيران لا تحاول تأسيس دولة يمنية، ولكنها تسعى إلى إطالة أمد الحرب، ولديهم طرق متعددة للقيام بذلك بأقل تكلفة".
تقليص الالتزامات الدفاعية
ونفى لندركينج الادعاءات التي تفيد بأن الولايات المتحدة تقلص التزاماتها الدفاعية، بعد نشر صحيفة وول ستريت جورنال تقريرًا يُفيد بسحب أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية من الكويت والبحرين والأردن، لمواجهة تهديدات الصين وروسيا في مناطق أخرى.
وقال المسؤول الأمريكي: "هذا ليس تقليصًا للالتزامات الدفاعية، ولكنه تغيير في الموارد".
ومع ذلك، نوه لندركينج إلى أن الولايات المتحدة تراقب أي تطور في علاقات روسيا والصين مع دول مجلس التعاون الخليجي.
فيديو قد يعجبك: