إعلان

متى ظهر "حل الدولتين" في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي؟

08:13 م الجمعة 28 سبتمبر 2018

أرشيفية

كتبت - إيمان محمود:

على مدى سنوات عدّة؛ بات مصطلح "حل الدولتين" هو الشائع بين السياسيين والدبلوماسيين سواء على المستوى الفلسطيني أو العربي بشكل عام أو حتى الغربي، فالمصطلح الذي ارتبط بذكر القضية الفلسطينية، يتردد يوميًا في أرجاء المؤتمرات والاجتماعات الدولية وتحت قبة الجامعة العربية.

وعقب وصول مفاوضات السلام إلى طريق مسدود بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس حل الدولتين، عاد الحديث مجددًا عن الدولة الواحدة، نظرًا لطمس إسرائيل حدود عام 1967.

لكن لا يبدو هذا الحل قابلاً للتطبيق، نظرًا إلى أنه يضرب أساس فكرة الدولة اليهودية التي يؤكد عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بسب الوجود السكاني الفلسطيني الكبير في فلسطين التاريخية، كما أنه لا يستند إلى تأييد شعبي يذكر من الطرفين.

تاريخ "حل الدولتين"

حل الدولتين هو حل أقترح للصراع العربي الإسرائيلي، ويعني وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان جنبًا إلى جنب بسلام.

بدأ هذا الحل عام 1947 عندما أصدرت الأمم المتحدة قرارًا بتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية وأخرى عربية، بالإضافة إلى منطقة دولية عقب إنهاء الانتداب البريطاني، وجاء القرار الدولي حينها عقب الثورات الفلسطينية المتعاقبة الرافضة لإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين.

وكانت مساحة الدولة الفلسطينية حسب القرار 45%، لكن بعد حرب عام 1948 تقلصت إلى 22%، وفي حرب عام 1967 احتلت إسرائيل هذا الجزء، ثم رُسم بعد الحرب الخط الأخضر الذي يحدد الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

ويستند المجتمع الدولي والفلسطينيون، في حل الدولتين، على قرار مجلس الأمن 242 الذي ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها عام 1967، وتبنت الولايات المتحدة لاحقًا هذا الحل بشكل علني.

ومنذ عام 1947، تبنت الأمم المتحدة قرارًا بتقسيم فلسطين، مذيلًا بخرائط تحدد حدود الدولتين، في حين شكلت القدس كيانًا ثالثًا تحت إشراف دولي، ورفض القادة العرب هذا المقترح.

وفي 1988، أصدر الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إعلان الاستقلال الذي تحدث لأول مرة عن "دولتين لشعبين"، معترفًا بذلك بدولة إسرائيل وبسيادتها على 78% من فلسطين التاريخية.

لماذا فشل؟

في أبريل عام 2003؛ طرحت اللجنة الرباعية الدولية، المكونة من (الولايات المتحدة – روسيا – الاتحاد الأوروبي – الأمم المتحدة)، ما يسمى بخريطة الطريق تضمنت 3 مراحل تنتهي عام 2005 بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش في أمن وسلام بجوار دولة إسرائيل، مقابل إنهاء الانتفاضة وتجميد الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية.

وسلّمت الرباعية الدولية الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي نسخة رسمية من هذه الخريطة وتم الشروع بالفعل في تنفيذ المرحلة الأولى منها (مرحلة الاستقرار الأمني) بمشاركة مصرية فعالة، ثم توقفت الجهود نتيجة العراقيل التي وضعتها إسرائيل (طرح شارون 14 تحفظًا عليها) ومحاولتها اختصار الحل الشامل بأكمله، في المرحلة الثانية فقط أي دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، وهو ما يناقض المرحلة الثالثة والأهم؛ حل الدولتين.

وتبنت الإدارة الأمريكية الجمهورية في عهد الرئيس بوش (الابن)، رسميًا مبدأ حل الدولتين بالتنسيق مع الأطراف الأخرى، لكن المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين تعثّرت عقب سقوط حكومة أولمرت وتولى نتنياهو السلطة عام 2009، وبالرغم من ذلك استمرت الجهود الأمريكية حتى توقفت تمامًا في منتصف عام 2014.

في 14 يونيو 2009، وبعد أن فشلت مفاوضات السلام مجددًا، ألقى نتنياهو خطابه في بار إيلان وأيد لأول مرة علنًا فكرة إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

وبعد 6 سنوات وخلال الحملة الانتخابية، قال نتنياهو إن "الواقع تغير". وهو يترأس حاليًا ائتلافًا حكوميًا يهيمن عليه اليمين القومي المتشدد ودعاة توسيع الاستيطان المنادين بضم الضفة الغربية المحتلة.

من جهة ثانية، يشترط نتنياهو لقيام دولة فلسطينية اعتراف الفلسطينيين بالطابع اليهودي لدولة إسرائيل وهو ما يرفضونه.

انقسام فلسطيني

اعتمد بعض الفلسطينيين هذه المبادئ في عام 1974 بالبرنامج المرحلي للمجلس الوطني الفلسطيني، والذي عارضته بعض الفصائل الفلسطينية وقتها، إذ شكلت ما يعرف بجبهة الرفض، وأصبحت فيما بعد مرجعية المفواضات في اتفاق أوسلو عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.

وتعارض حركة حماس، التي لا تعترف بإسرائيل، حل الدولتين وتدعو إلى إقامة دولة فلسطينية على كامل أراضي فلسطين التاريخية.

فيديو قد يعجبك: