هآرتس: فلسطين وإيران قد تدفعان إسرائيل لحرب غير متوقعة
كتب - هشام عبد الخالق:
في نهاية العام الماضي، توقعت المخابرات العسكرية الإسرائيلية - بتشاؤم - أن يؤدي تزايد الاحتكاك العسكري مع إيران في سوريا، إلى جانب حالة البنية التحتية المتدهورة في قطاع غزة، إلى زيادة مخاطر نشوب حرب غير متوقعة، وكان الوضع أكثر حساسية في مايو وسط التهديدات الإيرانية بالانتقام من إسرائيل بسبب هجماتها في سوريا، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومظاهرات الفلسطينيين على حدود غزة.
وتقول صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، على لسان محللها العسكري آموس هاريل: إن "الوضع أصبح أكثر هدوءً خلال فترة الصيف بسبب تصميم إسرائيل على كلا الجبهتين، ما دفع إيران لتقليل حدة خطابها إلى حد ما، وعززت الأمم المتحدة ومصر وقطر من جهودها لتحقيق اتفاق طويل الأجل حول غزة، ولكن هذا الاتفاق لم حتى الآن إلا عن وقف جزئي لإطلاق النار".
وتابعت الصحيفة، ومع اقتراب شهر أكتوبر والعام الجديد، من المتوقع أن تظهر علامات التحذير مرة أخرى بعد أن أصبح لبنان محور اهتمام جديد، ويقوم حزب الله بتسريع جهوده لتعزيز قوته العسكرية، وهدد أمين عام الحزب حسن نصر الله بضرب إسرائيل بشدة.
وعلى الأرض ازداد التوتر بسبب السياج الذي يبنيه جيش الدفاع الإسرائيلي في مناطق مختلفة على طول الحدود اللبنانية، وأكدت إسرائيل أن حسن نصر الله لا يعلم شيئًا عن التحسينات التي أدخلت في قدرات الجيش الإسرائيلي خلال الـ 12 عامًا التي مرت منذ حرب لبنان الثانية، ولكن، لا يزال هناك سبب للقلق، طبقًا للصحيفة.
لكن، بحسب الصحيفة، لا تزال القنبلة الموقوتة الحقيقية هي الساحة الفلسطينية، والتي تتمثل في قطاع غزة والضفة الغربية كذلك، وحذر رئيس الأركان جادي إيزنكوت، قبل أسبوعين، مجلس الوزراء الأمني من تزايد خطر التصعيد في تلك المناطق، وتوترت جهود المصالحة بين المعسكرين الفلسطينيين (فتح وحماس)، وأصيب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالإحباط بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة عليه والجمود التام في عملية السلام، على الرغم من الاهتمام المتجدد الذي أظهره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ في حل الدولتين.
وتقول الصحيفة، تلوح استنتاجات الجيش الإسرائيلي في عام 2019 والتي من ضمنها، تحسن التوازن الاستراتيجي لإسرائيل بالنظر إلى قوتها العسكرية والتحالفات الاستراتيجية التي أقامتها مع الولايات المتحدة، على الرغم من أن عام 2018، كان الإحساس الشخصي بالأمن بين الإسرائيليين جيدًا نسبيًا واستمر الاقتصاد في التوسع. لكن في ضوء الظروف الإقليمية، يبدو أن الحفاظ على تلك الإنجازات في العام المقبل أصعب.
الخلاف في الداخل الإسرائيلي ازداد مؤخرًا ولا يحاول وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إخفاء اعتراضه على رغبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعيين الميجور جنرال إيال زامير كرئيس أركان الجيش الإسرائيلي القادم، وذلك حسبما أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، ويريد ليبرمان ترقية الميجور جنرال نيتسان ألون لهذا المنصب أو كخيار ثاني نائب رئيس الأركان أفيف كوخافي.
وبحسب الصحيفة، ستكون الأسابيع الثلاثة القادمة هامة ومحورية، إذا أعلن نتنياهو في منتصف أكتوبر عن انتخابات مبكرة، كما تقول الشائعات، فمن المحتمل أن يتم تأجيل تعيين رئيس الأركان الجديد بدلًا من الجنرال جادي إيزنكوت إلى ما بعد التصويت، أي حتى ربيع العام المقبل، وينطبق الشيء نفسه على تعيين مفوض شرطة جديد ليحل محل روني ألشيش.
يريد نتنياهو أن يكون تعيين المناصب العليا شيئًا يقوم به، وإذا ما فاز في الانتخابات، فمن غير المرجح أن يبقى ليبرمان، أو وزير الأمن العام جلعاد أردان في مناصبهما، وإذا صحت الشائعات حول عدم اتفاق ليبرمان ونتنياهو على منصب رئيس الأركان الجديد، فمن الأفضل أن تتم المواجهة بينهما الآن للوصول إلى قرار.
وتقول الصحيفة، في ختام تقريرها: "الخلاف الدائر بين نتنياهو وليبرمان، مع شائعات اقتراب الانتخابات قد يدفعان نتنياهو لتمديد فترة إيزنكوت لعدة أشهر إضافية بعد أن تنتهي في 1 يناير المقبل".
فيديو قد يعجبك: