"أف بي آي" يحقق مع بريت كافانو مرشح ترامب للمحكمة العيا
(بي بي سي):
أمر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) بإجراء تحقيق في مزاعم سوء السلوك الجنسي ضد مرشحه للمحكمة العليا الأمريكية.
وفي وقت سابق، صوتت لجنة في مجلس الشيوخ على الموافقة على ترشيح كافانو لعضوية أعلى محكمة أمريكية.
لكن نائبا جمهوريا واحدا، في اللجنة المكونة من 11 جمهوريا وعشرة ديمقراطيين، فقط دعم خطوة التحقيق.
ونتيجة لهذا، جرى تأجيل تصويت مجلس الشيوخ الكامل على إقرار ترشيح كافانو لنحو أسبوع.
وأنكر كافانو، الذي يعمل قاضيا في محكمة الاستئناف، المزاعم الذي وجهتها ثلاث نساء على الأقل ضده.
وفي يوم الخميس، استمعت اللجنة إلى شهادة كريستين بلازي فورد، الأستاذة في علم النفس بجامعة كاليفورنيا، التي تقول إن كافانو اعتدى عليها جنسيا عندما كانا مراهقين في الثمانينيات.
كما أدلى كافانو بشهادته، رافضا بشدة الادعاء وقال إنه لم يعتد على فورد أو شخص أخر على الإطلاق. واتهم الديمقراطيين بتسييس القضية وإلحاق الضرر بأسرته وتشويه سمعته.
ماذا سيتناوله التحقيق؟
وفي الإعلان عن الخطوة، قال ترامب: "أمرت أف بي آي بإجراء تحقيق إضافي لتحديث ملف القاضي كافانو. وكما طلب مجلس الشيوخ، يجب أن يكون هذا التحديث محدودا في نطاقه ويجب أن ينتهي في أقل من أسبوع".
ويشمل التحقيق إعادة فتح أف بي آي تدقيقا لسيرة كافانو. ويعني هذا إمكانية الرجوع إلى شهود قدامى أو الحديث إلى شهود آخرين جدد.
ورفض الأعضاء الجمهوريون في اللجنة القضائية بمجلش الشيوخ، الجمعة، محاولة الديمقراطيين استدعاء مارك جادج، صديق كافانو التي قالت فورد إنه شهد الاعتداء عليها منذ 36 عاما.
كان جادج قد أخبر اللجنة في بيان مكتوب أنه لا يتذكر أي حادثة كهذه.
وقالت محامية جادج، باربرا غيلدر: "إذا طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي أو أي وكالة تنفيذ قوانين أخرى تعاون جادك، فسيرد موكلي على أي أسئلة توجه إليه".
وردا على بيان ترامب، قال القاضي كافانو: "لقد فعلت كل شيء طلبوه مني وسأستمر في تعاوني".
وقالت محامية فورد، ديبرا كاتس، إن موكلتها ترحب بالخطوة لكنها تساءلت عن سبب تحديد له أقل من أسبوع.
وتابعت: "إجراء مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيق شامل أمر بالغ الأهمية لتطور جميع الحقائق المتعلقة... (لكن) لا ينبغي فرض أي قيود من حيث الوقت والنطاق على هذا التحقيق".
ما الذي أدى إلى هذ؟
شهد يوم الجمعة انقسام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ خلال التصويت على تمرير ترشيح كافانو لإحالته إلى التصويت الكامل.
واتهم الديمقراطيون الجمهوريين في اللجنة وعددهم 11 عضوا بمحاولة الإسراع في العملية، بينما قال الجمهوريون إن الديمقراطيين في اللجنة وعددهم 10 أعضاء كانوا يستخدمون الادعاءات ضد القاضي كافانو في محاولة لتأخير الصويت، ومنعه في النهاية، من الانضمام إلى المحكمة العليا.
وقال النائب الجمهوري عن ولاية أريزونا، جيف فليك، للجنة إنه سيدعم الاقتراح بإرسال ترشيح القاضي كافانو إلى التصويت الكامل في المجلس، لكنه لن يؤيد ترشيحه في المجلس دون إجراء تحقيق أف بي آي تحقيقا إضافيا.
واستمر التصويت في اللجنة، بتأييد 11 عضوا جمهوريا، من بينهم فليك، ترشيح كافانو، ومعارضة 10 أعضاء ديمقراطيين.
وبعد التصويت، قالت اللجنة القضائية إنها طلبت من الرئيس ترامب أن يأمر بإجراء تحقيق إضافي بشأن خلفية كافانو "يقتصر على المزاعم الحالية القوية ضد المرشح، ويجب أن ينتهي التحقيق في موعد لا يتجاوز أسبوعًا من اليوم".
وبدأ النائب فليك الجلسة بقوله إنه سيدعم القاضي كافانو، لكن في طريقه إلى قاعة اللجنة قابلته امرأتان قالتا له إنهما ضحيتا العنف الجنسي، وحثاه على تغيير رأيه بشأن دعمه لكافانو.
لماذا تعد جلسة الاستماع مهمة؟
يعد اختيار عضو جديد في المحكمة العليا أمرا في غاية الأهمية، لأنه غالبا ما يكون للمحكمة القول الفصل في القوانين المثيرة للجدل، كالإجهاض، كما أن لقضاة المحكمة التسعة، تأثيرا كبيرا على الحياة العامة الأمريكية.
ويمكن لتعيين القاضي كافانو إمالة الكفة لصالح المحافظين في المحكمة لسنوات قادمة.
ويتمتع الجمهوريون بأغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ بـ 51 مقعدا مقابل 49 للديمقراطيين. وبدون تأييد فليك ونائب جمهوري آخر، وعلى افتراض معارضة جميع الديمقراطيين، فإن تمرير ترشيح كافانوا قد لا يتم.
ما المزاعم الأخرى ضد كافانو؟
باستثناء قضية فورد، ثمة مدعون آخرون ضد كافانو وهم:
ديبورا راميريز: الطالبة السابقة في جامعة ييل قالت إن بريت كافانو ذات مرة تجرد من ملابسه أمامها في حفل للطلاب في ثمانينيات القرن الماضي. وزعمت أن كافانو وقف في وجهها ضاحكا، وهو الأمر الذي نفاه كافانو.
جولي سويتنيك المقيمة في واشنطن العاصمة. قالت سويتنيك في شهادة مشفوعة بأداء القسم إن كافانو كان ضالعا في تخدير فتيات والاعتداء عليهن في حفلات منزلية في الثمانينيات. وقالت إنها كانت ضحية اغتصاب جماعي عام 1982 في حفل كان مرشح المحكمة الأمريكية العليا ضمن حاضريه.
امرأة أخرى مجهولة. أرسلت امرأة رسالة إلى عضو مجلس الشيوخ عن كولورادو زاعمة أن ابنتها كانت قد شهدت كافانو يدفع امرأة كان يواعدها "بطريقة عنيفة وجنسية" تجاه الحائط عام 1998.
وأنكر كافانو جميع التهم، ووصف الخميس اتهام سويتنيك بأنه "مزحة" و"مسرحية هزلية".
فيديو قد يعجبك: