إعلان

برلين: العلاقات مع أنقرة لن تعود لطبيعتها قبل إطلاق سراح الألمان المحتجزين هناك

06:32 م الأربعاء 05 سبتمبر 2018

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس

برلين/اسطنبول (د ب أ)

أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أنه سيسعى بقوة خلال زيارته لتركيا إلى إطلاق سراح مواطنيه السبعة المحتجزين هناك لأسباب تراها ألمانيا سياسية.

وقال ماس اليوم الأربعاء: "ليس سرا أن التطور في تركيا، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، يسبب قلقا لنا ويشوب علاقاتنا".

وأوضح الوزير أن العلاقات الألمانية-التركية لن تعود إلى طبيعتها قبل إطلاق سراح هؤلاء.

وتتعرض زيارة ماس لتركيا لانتقادات كثيرة في الوسط السياسي بألمانيا، حيث قالت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب اليسار، سيفيم داجديلين، على سبيل المثال: "بدلا من تحسين سمعة المستبدين والتهامس مع أردوغان، نحن بحاجة لتصريحات واضحة تعزز موقف الديمقراطيين في تركيا".

كما طالب ألكسندر جراف لامبسدورف، نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر، الوزير ماس بتصريحات واضحة ضد الحكومة التركية.

وقال لامبسدورف في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) اليوم: "لقد فعلت تركيا أردوغان في الأسابيع والأشهر الماضية كل ما تستطيع من أجل الإضرار بالعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".

وأضاف لامبسدورف: "لقد احتجز أردوغان أتراكا وأجانب كرهائن وجعل الصحافة والقضاء يتحدثان بصوت واحد وتعمد أن يدوس القيم الغربية".

ورأى لامبسدورف أنه لا يمكن أن يكون هناك تقارب مع تركيا، إلا إذا غيرت نهجها، "فلابد أن تعود الديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان".

من جانبه، طالب جيم أوزديمير، العضو بحزب الخضر، وزير الخارجية الألماني بأن يعزز جهوده من أجل السجناء السياسيين في تركيا.

وقال أوزديمير في تصريح لمجموعة "فونكه" الإعلامية: "على وزير الخارجية ماس والحكومة الألمانية بذل الجهد من أجل الألمان السبعة، إلى جانب الأسرى السياسيين الآخرين في تركيا الذين ليس لهم جريمة سوى أنهم يقومون بوظيفتهم كحصفيين أو معارضين أو ينتقدون الأوضاع في تركيا".

ومن المنتظر أن يتطرق وزير الخارجية الألماني هايكو ماس خلال زيارته لتركيا إلى الهجوم الذي تخطط الحكومة السورية لشنه على محافظة إدلب، التي يسيطر عليها مسلحون شمالي سوريا.

وقال ماس قبيل توجهه إلى تركيا اليوم الأربعاء: "قضية سوريا ستكون بالتأكيد موضوعا مهما في المحادثات"، مضيفا أن تركيا تلعب دورا مهما للغاية في إمكانية الحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية هناك.

وتعتزم روسيا وإيران، اللتان تدعمان النظام السوري، إجراء مشاورات يوم الجمعة المقبل مع تركيا، الداعمة للمعارضة السورية، بشأن الأزمة.
وتسعى تركيا منذ أسابيع لوقف الهجوم للحيلولة دون تدفق المزيد من اللاجئين في اتجاه تركيا.

وتبعد إدلب حوالي نحو 30 كيلومترا عن الحدود التركية.

ويقيم في تركيا حاليا أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري.

وقال ماس قبل إقلاع طائرته من المطار إن ألمانيا "ستبذل كافة الجهود لدعم الذين يسعون إلى حل سياسي في سوريا في الحيلولة دون الهجوم على إدلب وحدوث كارثة إنسانية".

وسيكون التعاون الاقتصادي ضمن الموضوعات التي سيناقشها الوزير الألماني خلال زيارته لتركيا.

وكانت مصادر حكومية تركية ذكرت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن هذا هو الموضوع الأهم بالنسبة لتركيا.

تجدر الإشارة إلى أن عملة الليرة التركية تفقد قيمتها منذ شهور، وتعرضت لانهيار حاد غير مسبوق في تاريخها مؤخرا بسبب الخلاف الحاد بين تركيا والولايات المتحدة حول مصير القس الأمريكي المعتقل في تركيا أندرو برونسون.

وكان ماس رفض من قبل تقديم مساعدات مالية لتركيا، وقال: "لا أعتقد أن الأمر يدور حاليا حول الحديث عن مساعدات"، موضحا أنه سينتظر ليرى أولا نوعية الإجراءات التي تتخذها الحكومة التركية للخروج من الأزمة الاقتصادية.

وكانت مصادر في الحكومة التركية أعربت عن رغبة البلاد في زيادة الاستثمارات الألمانية بها بدلا من الحصول على مساعدات مالية للسيطرة على الأزمة الاقتصادية التي تمر بها.

وقال مصدر، طلب عدم الإفصاح عن اسمه، في تصريحات للألمانية اليوم الأربعاء إن تركيا لا تفكر في الحصول على مساعدات مالية للخروج من أزمة العملة التي تمر بها، على عكس ما يُجرى مناقشته في ألمانيا، وأضاف: "لكن نأمل ونتوقع أن تستمر الشركات الألمانية في الاستثمار في تركيا".

وأوضح مسؤول آخر في الحكومة التركية أن الأمر يتعلق بإبداء ألمانيا انفتاحا نحو مواصلة الاستثمارات في تركيا، ما يعطي إشارة بالتهدئة للسوق المتوترة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان