لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل تكشف "نيويورك تايمز" عن هوية كاتب مقال "معارضة ترامب"؟

11:01 ص الجمعة 07 سبتمبر 2018

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتب - هشام عبد الخالق:

هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المقال الذي نُشر بصحيفة "نيويورك تايمز" واصفًا إياه بـ "الجبان" ومطالبًا الصحيفة بتسليم كاتبه إلى الحكومة فورًا، بل وصفت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، المسؤول الأمريكي البارز في الإدارة بأنه "جبان"، وحثته على الاستقالة.

ولكن، يبدو أن مسؤول المقالات في الصحيفة له رأي مخالف، حيث يرى جيم داو، مسؤول المقالات بنيويورك تايمز، في حواره مع مجلة "بوليتيكو"، أن "المسؤول الأمريكي البارز يعتقد أنه يؤدي مهمة داخل الحكومة، ورأى أنه يجب أن ينشر هذا المقال في هذا التوقيت الهام بالنسبة لتاريخنا".

وتقول "بوليتيكو": كانت الجملة الموجودة في المقال "أنا جزء من المعارضة داخل إدارة ترامب" بمثابة الرعد الذي هبط على واشنطن، وكان له نفس التأثير داخل غرفة أخبار التايمز نفسها، حيث صُعق المراسلون من المقال، وأدى لإثارة العديد من التساؤلات الأخلاقية والصحفية التي لم يتم وضعها في الاعتبار من قبل، من ضمنها إذا ما كان على مراسلي الصحيفة أن يحددوا هوية الكاتب المجهول.

أحد مراسلي نيويورك تايمز، قال إن الصحفيين كانوا يتصلون بالمصادر محاولين تخمين هوية الكاتب المجهول، ولكن ارتاب آخرون شعور بالانزعاج من الموقف الذي وضعت إدارة تحرير الصحيفة قسم الأخبار فيه.

مراسلة الصحيفة جودي كانتور، لخصت القصة على تويتر وكتبت: "يجب على صحفيي نيويورك تايمز الآن أن يحاولوا كشف هوية المؤلف الذي أقسم زملائنا في قسم المقالات على حماية شخصيته؟ مضيفة: "أم هل الصحيفة بأكملها ملزمة بوعد عدم الكشف عن هويته؟ لا أعتقد ذلك، لكن هذا أمر مثير، لا أعتقد أن هناك سابقة لذلك".

بوضع الأخلاقيات جانبًا، قد تكون هناك أيضا مخاوف استراتيجية للصحفيين، ففي الوقت الذي يعمل قسمي الأخبار والآراء بشكل منفصل عن بعضهما البعض، يمكن أن تؤدي هذه الحالة لضياع بعض المصادر المحتملة من الصحفيين، حيث ستخشى المصادر من محاولة مراسلي الصحيفة كشف كاتب المقال المجهول بالصحيفة.

وتقول هيلين كوبر، إحدى مراسلات نيويورك تايمز والمسؤولة عن تغطية البنتاجون (وزارة الدفاع): "لا أعتقد أن أيًا منا كان يتوقع هذا، لقد صدمني المقال عندما رأيته"، وكانت كوبر تقول هذا في الوقت الذي لم تُبدِ فيه انزعاجًا من المقال نفسه، وتابعت، كان انطباعي الأول لماذا قامت الصحيفة بهذا؟ ولكن بعد أن فكرت مليًا في هذا أسأل نفسي: هل يوجد أي فرق بين المقال المجهول وعندما نُجهل مصادرنا في التقارير؟

وكان قسم الآراء في صحيفة "نيويورك تايمز" منح الكتاب حرية عدم نشر أسمائهم في الماضي، ولكن هذا لأن الكاتب كان عادة ما يكون مهاجر غير مُوثق أو لاجئ سوري، وسيكون في خطر إذا ما تم الكشف عن هويته، ويقول داو إن هذه أول مرة تنشر الصحيفة مقالًا مجهولًا لمسؤول أمريكي.

وفي المقال الذي نُشر الأربعاء، تم إخفاء هوية الكاتب، وقالت الصحيفة تبريرًا لهذا: "أن وظيفته ستتعرض للخطر إذا تم الكشف عن هويته"، ويستخدم مراسلو نيويورك تايمز هذا التبرير غالبًا حتى لا يكشفوا عن مصادرهم، ويقول داو عن هذا: "في قسم الرأي، لا ينظر الصحفيون إلى ما يكشف عنه مسؤول، بنفس الطريقة التي ينظر بها المراسلون للمصادر"، وأضاف: "نحن لا نطلق على هؤلاء الأشخاص مصادر، بل نقول عنهم إنهم كُتّاب".

ويضيف داو، مهمتنا مختلفة قليلًا، فهي تتمثل في أن تحث الأشخاص على الكتابة بشكل صادق عن التجارب التي يمرون بها".

ويقول داو: إن "المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية اتصل به من خلال وسيط، وأن صفحة الرأي هي مساحة لجعل الأشخاص يعبرون عن أنفسهم بكلماتهم الخاصة".

مجلة بوليتيكو، ذكرت في التقرير، أن الحساب الرسمي لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أشار إلى الكاتب على أنه "ذكر"، ولكن المتحدثة باسم الصحيفة إلين ميرفي، قالت إن التغريدة كانت خطئًا وأن الشخص الذي نشرها لا يعرف هوية كاتب المقال المجهول، ومن يعرفون الهوية فقط هم كبار مسؤولي قسم الرأي.

ويقول داو في ختام تقرير المجلة الأمريكية: "غرفة أخبار صحيفة نيويورك تايمز ستفعل ما بإمكانها للتعرف على هوية الكاتب، ولكن لن نخبرهم أبدًا عن من كتب المقال، فهم لن يملوا علينا طريقة معالجتنا للقسم، مثلما نحن لا نخبرهم ما القصص الخبرية التي يجب معالجتها وما لا يجب معالجته".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان