خطاب مايك بومبيو في القاهرة هل هو "إعلان حرب ضد إيران"؟
(بي بي سي):
تناولت صحف عربية دوافع زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عددا من دول المنطقة. وعلق بعض الكتاب على خطاب بومبيو الذى ألقاه في القاهرة، واصفين إياه بأنه "إعلان حرب ضد إيران".
"سيناريو حرب"
يقول عبدالباري عطوان في رأي اليوم اللندنية إن الخطاب الذي أدلى به بومبيو في الجامعة الأمريكية في القاهرة هو إعلان حرب ضد إيران وأذرعها العسكريّة في المنطقة، وخاصة (حزب الله)، ومحاولة يائسة لتحسين صورة بلاده في الشرق الأوسط، وطمأنة الإسرائيليّين بأن أمريكا ستعمل على احتفاظ دولتهم بالقدرات العسكريّة التي تمكنها من الدفاع عن نفسها ضد (النزعة العدوانية المغامرة للنظام الإيراني)، واختياره القاهرة والجامعة الأمريكية فيها، وليس الرياض لشرح سياسة (الشَّرق أوسَطيّة) الجديدة لبلاده، جاء مقصودا ومحسوبا بدقة، لتعميدها رأس حربة في هذه السياسة".
ويضيف الكاتب أن "أخطر ما قاله وزير الخارجة الأمريكي في رأينا هو التالي: يجب أن ننتقل من مرحلة احتواء إيران إلى مرحلة مواجهتها.. وإن عهد التقاعس الأمريكي انتهى وسنمنع تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، فهذه لغة تعكس سيناريو حرب معد سلفا، وقد يكون موعد التنفيذ قريبا".
أما عثمان ميرغني فيقول في الشرق الأوسط اللندنية إن "وزير الخارجية مايك بومبيو بدا مبهماً في تصريحاته بشأن الانسحاب من سوريا، مع بداية جولته في المنطقة".
ويورد الكاتب: "ففي حين أكد أن أهم التحديات التي تواجه المنطقة (هي داعش والثورة الإسلامية الإيرانية)، قائلاً إن المعركة مستمرة، فإنه لم يتحدث بالوضوح ذاته عن قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا، بل بدا وكأنه يؤكد الخطوة التي أثار إعلانها المفاجئ الكثير من اللغط، فقد أشار إلى أن (قرار الرئيس سحب جنودنا من سوريا لا يؤثر على قدرتنا) في مواجهة التحديات التي أشار إليها، لا سيما تعزيز التحالف في مواجهة إيران".
"رسائل تطمين"
يرى محمود الخطاطبة في الغد الأردنية أنه "لا يوجد في جعبة وزير الخارجية الأمريكي في جولته المكوكية الحالية سوى رسائل تطمين لدول المنطقة وحلفاء واشنطن حيال قرارات وسياسات غير متوقعة تتبناها إدارة الرئيس الأمريكي، وقد يكون الرئيس دونالد ترامب نفسه أحياناً، تجاه قضايا محورية في الشرق الأوسط، لا سيما القرار المفاجئ للرئيس الأمريكي، الذي اتخذه الشهر الماضي، والقاضي بسحب قوات بلاده من سوريا".
ويقول الكاتب إنه "في الوقت الذي يتربع فيه الإرهاب على قائمة مهددات الاستقرار الإقليمي والعالمي، تثير قرارات إدارة ترامب مخاوف من الآثار التي ستتركها على الجهود المبذولة للتصدي لهذا الخطر وتنظيماته، لا سيما وأن قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا... هذه المخاوف التي يبدو أن دول المنطقة تتشاركها جميعا دفعت لتحركات واشنطن، في وقت يبدو فيه أن أجندة زيارة بومبيو تقتصر على توضيح تطميني لقرار سحب القوات من سوريا، والتأكيد على الخطر الإيراني، وتجديد التزام واشنطن بمكافحة الإرهاب".
من جهته، يقول مصطفى المقداد في الثورة السورية إن "جولات المسؤولين الأمريكيين في المنطقة لم تفلح في احتواء تداعيات قرار الرئيس ترامب بسحب قوات بلاده من سوريا، فالأتراك الذين يدّعون أنهم من طلب من ترامب ذلك غير راضين عن الإجراءات التي ستتخذها القوات الأمريكية خلال انسحابها، وموقف أردوغان شخصياً بدا في أشد حالات العداء لتصريحات وزير الدفاع الأمريكي".
ويضيف الكاتب أن "المؤكد اليوم أن تعقيدات الحدث السوري تُوقع دول العدوان بتناقضات تجعلهم يتباعدون في مصالحهم وهو ما يفسر بعضاً من العلاقة التركية الأمريكية في الوقت الراهن، ولن يطول الوقت حتى يزداد الخلاف اتساعاً مع تساقط المجموعات الإرهابية المسلحة".
أما الأهرام المصرية فقالت في افتتاحيتها إن "من ثوابت العلاقات الدولية حاليا، التي يقر بها الجميع، أن العلاقات بين القاهرة وواشنطن لا تصب فقط فى مصلحة الطرفين، بل في مصلحة المجتمع الدولي كله. ومن البديهيات الأولية أن مصر كانت وما زالت ولسوف تظل رائدة في محيطها، وقوة إقليمية بمنطقة الشرق الأوسط لا يمكن الاستغناء عنها. هذه الحقيقة أعاد تأكيدها وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، الذى زار القاهرة أمس".
وتضيف الصحيفة أن "النزاعات والصراعات الكثيرة في الشرق الأوسط، تؤثر في المصالح الأمريكية، ولا بد أن تتعاون واشنطن والقاهرة معا لإطفاء الحرائق حتى لا تتمدد فتحرق الجميع".
فيديو قد يعجبك: