إعلان

سي إن إن: ماكرون تعهد بمحاربة الشعبوية ثم تابع توسعها في فرنسا

07:14 م الأحد 13 يناير 2019

إيمانويل ماكرون

كتب – محمد الصباغ:

حينما فاز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في انتخابات مايو الماضي، معلنًا هزيمة زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف بقيادة مارين لوبان، تنفس الكثيرون الصعداء.

توقفت بهذا الفوز موجة الشعبوية التي دفعت بالمملكة المتحدة إلى التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وأوصلت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وبحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن توقف هذه الموجة كان على الأقل في فرنسا فقط بعد هزيمة حزب الجبهة الوطنية برئاسة لوبان.

روّج ماكرون لانتصاره وقدّم نفسه كالزعيم الجديد للعالم الحر، ومناصر لرؤية تعددية مساندة للعولمة، وفقًا لتقرير الشبكة الأمريكية.

التقرير المنشور يوم السبت، أشار أيضًا إلى أن ماكرون كان قد غيّر المناخ السياسي بوصوله للرئاسة بحزبه الوليد "الجمهورية إلى الأمام". وذكّرت "سي إن إن" بوعد ماكرون بإصلاح أوروبا ومحاربة التغير المناخي والوقوف في وجه الولايات المتحدة، بجانب مواجهة المكاسب التي حصل عليها الشعبويون في أماكن مختلفة بالاتحاد الأوروبي.

وبناء على ما سبق، فقد بات من المفاجئ أنه لاحظ بشكل بطئ التهديد الشعبوي المتنامي من الداخل الفرنسي. فمع بدء ظهور احتجاجات السترات الصفراء في الشوارع بمناطق مختلفة بالبلاد منذ نوفمبر، بدت الحكومة صمّاء نحو الموجة من عدم الرضا.

بدأت مظاهرات السترات الصفراء بعد إعلان الحكومة رفع الضرائب على المحروقات، لكن سرعان ما تحولت إلى احتجاجات أكثر سياسية ضد ماكرون.

وذكر تقرير "سي إن إن" أيضًا أنه حتى حينما نزل حوالي 290 ألف شخص إلى الشوارع في فرنسا يوم 17 نوفمبر الماضي، في أول احتجاجات واسعة للسترات الصفراء، بدا أن ماكرون لا يمتلك استراتيجية واضحة حول ما يمكن فعله، أو حتى إدراك للأزمة القائمة.

كما أشار المحلل السياسي أليكسيس بولين، إلى فكرة ابتعاد ماكرون عن الشارع الفرنسي، قائلًا لشبكة "سي إن إن"، إن ماكرون اعتاد التواجد في دافوس والحديث عن ملايين اليوروهات، لكن مع الاحتجاجات كان يحاول الحديث عن المبالغ الزهيدة "لكن الأمر لم يفلح".

بعد الاحتجاجات قدم ماكرون تنازلات، حيث ألغى رفع قيمة الضرائب، وتبعها بحزمة إصلاحات اقتصادية تبلغ قيمتها حوالي 10 مليار يورو.

ترى الشبكة الأمريكية هنا أن حركة السترات الصفراء، شعرت في البداية بالتجاهل، ثم بالانتصار بعد ذلك "فلماذا تتوقف؟".

استمرت مظاهرات السترات الصفراء يوم السبت، ما يشير إلى أن الاحتجاجات لم تنته بعد. لكن بحسب "سي إن إن" فالحركة التي تبدو تبدو محافظة على قوتها، غيّرت من تركيزها والآن تبحث عن تغيير هيكلها.

وبدلا من التظاهر لأسباب اقتصادية، تدعو السترات الصفراء حاليًا إلى منح سلطات أكبر لـ"ألشعب" عبر تصويت شعبي.

ومن المقرر أن يلقي الرئيس ماكرون خطابا أمام الفرنسيين في الأسبوع المقبل، ومن الموضوعات التي قد يتحدث عنها ماكرون، الإنفاق الحكومي بجانب مبادرات التغير المناخي وهيكلة المؤسسات.

حتى قبل بدء الحوار الوطني الذي دعا إليه ماكرون في أول خطاب بعد مظاهرات السترات الصفراء، ترى الشبكة الأمريكية أن الحكومة بالفعل قد اتخذت مسارا بعيدًا عن أجندة إصلاحات ماكرون.

وتابع تقرير "سي إن إن" أن هذا الحوار لا يمكن أن ينتهي إلا بعدم رضا، بحسب بعض المراقبين للسياسة الفرنسية والذين حذروا من مخاطر الدخول في العملية نفسها.

ونقلت الشبكة الأمريكية عن ما وصفتهم بالمراقبين، أن ماكرون بوضع نفسه في حوار مع ما يطلق عليهم "الشعب"، فهو يخاطر أيضًا بإمكانية حل البرلمان وبدء انتخابات تشريعية. ويأتي ذلك بعدما كان ماكرون قد هز استقرار الديمقراطية الممثلة للمواطنين في فرنسا بعد طريقة انتخابه.

كما أن بعض عناصر السترات الصفراء قد قرروا بالفعل دخول عالم السياسة، يجهزون للدخول في قوائم الانتخابات الأوروبية في مايو المقبل. وبحسب إحصاءات، فإن هؤلاء المرشحين ربما يفوزوا حوالي 12% من الأصوات.

وطالما وصف ماكرون هذه الانتخابات بأنها حاسمة لمستقبل أوروبا.

وتشير التقديرات إلى أن حزب الجبهة الوطنية اليميني بقيادة مارين لوبان، يتقدم التصويت بناء على دراسات لخيارات من قرروا التصويت في الانتخابات.

يشير تقرير "سي إن إن" إلى أن هناك قوة شعبوية حاليًا يبدو أنها في طريها لدخول البرلمان الأوروبي، لتكون قوة جديدة ومظهر جديد في الحياة السياسية الفرنسية.

واختتم التقرير بالقول إنه بدلا من وضع نهاية للموجة الشعبوية، يبدو أن ماكرون يتابع توسعها.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان