"أشعر أنه واجب وطني".. كيف أبدع مصور أوباما في انتقاد ترامب؟
كتبت - هدى الشيمي:
كما يستخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حسابه على تويتر لكي يُطلق الرصاص على أعدائه، يستعين بيت سوزا، المصور الرسمي السابق للبيت الأبيض، بالصور التي التقطها إبان عصر أوباما، من أجل المقارنة بين الاثنين وإثبات أن أوباما كان أحد أفضل الرؤساء الأمريكيين.
وعلى مدار العامين، أعطى بيت سوزا لنفسه منصبًا جديدًا، وهو تصيد الأخطاء لترامب، إذ استخدم المصور الرسمي السابق للبيت الأبيض أرشيفه في البيت الأبيض، وعلق على كل صورة بنغمة ساخرة، لكي يؤكد أنه غير مؤهل للمنصب الذي يشغله الآن، وأنه وصمة عار في تاريخ الولايات المتحدة.
ونقلت سي إن إن عن أحد المُحللين الأمريكيين قوله إنه يمكن النظر إلى سوزا باعتباره المحامي الخاص بأوباما، فهو لا يتوقف عن الدفاع عنه، والرد على اتهامات ترامب لسلفه، والتصدي لمحاولات تشويهه.
نشر سوزا، في أكتوبر الماضي، كتابًا يحمل اسم "حكاية رئيسين"، والذي استعرض فيه أبرز الاختلافات بين الرئيسين من خلال صور، وحقق الكتاب نجاحًا وانتشارًا كبيرًا.
بداية الحكاية
بدأ الأمر عندما كتب ترامب تغريدة عبر تويتر عام 2017، اتهم فيها أوباما بالتسجيل له، والتجسس على هواتفه، فقرر سوزا فتح دفاتره القديمة وإخراج صور تثبت عكس ذلك، ومع مرور الوقت زاد متابعي المصور الأمريكي على انستجرام ليصل إلى 2 مليون متابع.
يقول سوزا، في حوار مع مجلة رولينج ستونز، إنه في بداية الأمر كان يشعر بالتردد من التعليق على تصرفات ترامب، إلا أنه الآن يشعر وكأن الأمر بات واجبًا وطنياً.
العلاقات مع الحلفاء
على مدار عامين؛ لم تكن علاقات ترامب مع حلفاء الولايات المتحدة جيدة كما كانت من قبل، ما أثار مخاوف بعض المراقبين الدوليين والسياسيين الأمريكيين بشأن أن يؤدي ذلك إلى عزل واشنطن، وإبعادها عن حلفائها. وخلال فترة رئاسته تضررت علاقات ترامب بدول الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي طالبه بزيادة حجم النفاقات الخاصة بالأمور العسكرية.
كذلك تأثرت علاقات الولايات المتحدة مع دول الجوار، لاسيما كندا خاصة مع اعتراض الرئيس الأمريكي على اتفاقية التجارة الحرة "النافتا"، والمكسيك التي وصف ترامب المهاجرين غير الشرعيين القادمين منها بالسارقين ومروجي المخدرات والمغتصبين، وينادي ببناء جدار حدودي عازل بين البلدين لمنع وصولهم إلى اراضيه.
واستخدم سوزا صور أوباما ليؤكد متانة العلاقات بين الرئيس السابق وحلفائه، خاصة رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس المكسيك السابق، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وغيرهم.
المهاجرين غير الشرعيين ومنع المُسلمين
كان من بين المراسم التنفيذية التي وقع عليها ترامب عقب توليه الرئاسة مباشرة، مرسوم ينص على منع دخول مواطني ست دول إسلامية إلى بلاد، وهو الأمر الذي أثار جدلاً كبيرًا ودفع بالعديد من الأمريكيين إلى تنظيم احتجاجات. كذلك يشن الرئيس الأمريكي حملة ضارية ضد دخول المهاجرين غير الشرعيين إلى بلاده، ويُرجع ذلك إلى أنهم يشكلون تهديدًا كبيرًا على الأمن القومي، كما أنهم يسرقون الوظائف من مواطنيه.
وبالتأكيد في كل مرة يقوم فيها ترامب بالإدلاء بأي تصريح، أو اتخاذ أي قرار بشأن المهاجرين غير الشرعيين والمسلمين، وغيرهم من الأقليات، يُخرج سوزا ما لديه من صور ليظهر الجانب العطوف والإنساني الذي تمتع به أوباما.
الأخبار الكاذبة
يكره ترامب أن ينتقده أحد أو يعترض على ما يفعله حسب شهادة المُقربين منه، ومنذ توليه الرئاسة وهو يصف وسائل الإعلام التي تنتقده بـ"الأخبار الكاذبة" أو "وسائل الإعلام المزيفة"، كذلك أكد مرارًا وتكرارًا عبر تويتر أنه يتعرض لحملة شرسة هدفها النيل منه، وتشويهه هو والمقربين منه.
وحسب الاستطلاعات فإن علاقة ترامب بوسائل الإعلام هي الأسوأ في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية.
وكثيرًا ما ينشر سوزا صورًا لأوباما وهو يُطالع الجرائد والمجلات، أو يقف يتحدث مع الصحفيين في البيت الأبيض، وعلق على أحد الصور قائلاً: "هنا الرئيس الأمريكي يقرأ الجريدة، ولا يصف الإعلام (بالمزيف) حتى إذا كان يُنتقد".
العلاقات مع روسيا
تحوم الشبهات حول علاقة ترامب والمقربين منه -بعض الموظفين في إدارته وفريقه الانتخابي- بروسيا، ويجري روبرت مولر، المُحقق المكلف من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) الكثير من التحقيقات التي تتمحور حول الكشف عما إذا كان الرئيس أو المقربين منه قد تواطؤ مع الروس، بالإضافة إلى تحقيق فُتح مؤخرًا للكشف عما إذا كان رجل الأعمال النيويوركي يُشكل تهديدًا على الأمن الوطني الأمريكي، نظرًا لتستره على تفاصيل المحادثات بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ومن خلال صوره، يقول سوزا إنه على عكس ترامب لم يكن أوباما أبدًا محور تحقيقًا لـ "إف بي آي"، للكشف عما إذا كان قد يعمل لصالح الروس. وعلق على أحد الصور بقوله: "بإمكاني أن أؤكد للجميع أنه عندما كان يتحدث إلى بوتين، سواء على الهاتف أو وجهًا لوجه، كان هناك كثيرين حوله يستمعون إلى كل كلمة".
السياسة الخارجية
أثار ترامب الكثير من الانتقادات لأنه يُعلن عن الكثير من القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية عبر تويتر، مثل قراره بشأن سحب القوات الأمريكية من سوريا، أو شن هجومًا كيمياوياً على سوريا، أو التعليق على بعض المسائل الحساسة مثل العلاقات مع الناتو، والحرب التجارية مع الصين.
في المقابل اتبع أوباما النهج الكلاسيكي الذي سار عليه أسلافه فيما يتعلق بالشؤون الخارجية، وهذا ما أكد عليه سوزا من خلال كافة الصور التي نشرها له، منها تلك التي كتب عليها مُعلقًا: "عندما كان الرئيس ينتظر مكالمة من أحد الحلفاء، للتحدث بشأن الوضع في سوريا عام 2013، ولم يكتب تغريدة مندفعة عبر تويتر".
الشعبية بين النساء
لا يحظى ترامب بشعبية كبيرة بين النساء، ومن السهل معرفة ذلك بالنظر إلى المسيرات النسائية التي خرجت ضده منذ لحظة فوزه بالرئاسة، وحتى الآن.
انتقد بعض المسؤولين ووسائل الإعلام في واشنطن إدارة ترامب، لقلة التمثيل النسائي فيها، مقارنة بأسلافه.
في الوقت نفسه، كان للرئيس الأمريكي تصريحات مُسيئة بشأن النساء، جرى نشرها خلال الحملة الانتخابية لرئاسة عام 2016. علاوة على مزاعم امرأتين – ممثلة إباحية وعارضة أزياء في مجلة إباحية- بأنه أقام علاقات جنسية معهما، ودفع لهما مبالغ مادية كبيرة لشراء صمتهما.
في المقابل، نشر سوزا الكثير من الصور التي تثبت متانة العلاقات بين أوباما والنساء، وكثرة عددهم في إدارته.
فيديو قد يعجبك: