لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

5 مدن تتطلع إليها الأنظار في عام 2019

07:51 ص الثلاثاء 15 يناير 2019

لندن

بي بي سي:
تمثل مدن العالم، رغم أنها دائمة التغير ولا تكاد تستقر على حال، أهم محركات النمو الاقتصادي. لكن ما هي المدن التي من المتوقع أن تشهد تغيرات كبرى في عام 2019؟

على مدار القرن الماضي، طرأت بعض الاتجاهات التي غيرت وجه الساحة العالمية، كان على رأسها التوسع العمراني وتركيز عوامل النمو الاقتصادي في المدن. إذ ذكرت مؤسسة بروكينجز للأبحاث أن عدد المدن التي يزيد عدد سكانها على مليون نسمة لم يكن يتعدى 16 مدينة في عام 1900، في حين أن نصف سكان العالم الآن يعيشون في المدن.

وتساهم اقتصادات 300 مدينة من كبريات المدن في العالم بما يقارب نصف الناتج الإجمالي العالمي.

وقد غدت المدن الآن أهم محركات عجلة النمو الاقتصادي، رغم أنها في تغير دائم، فأي المدن ستشهد تغيرات كبرى في عام 2019؟

مدينة بنغالور الهندية: الاقتصاد الأسرع نموا

مدينة بنغالور الهندية

خلافا لما قد يظن البعض، فإن التعرف على المدينة التي ستحقق أسرع نمو اقتصادي في العام الجديد، ليس بالأمر الهين. وذلك لأن بعض المدن قد تحقق نموا أو تراجعا مفاجئا يخالف التوقعات.

وقد أدرج معهد "بروكينجز" في تقريره عن المدن العالمية، مدينة دوبلن ضمن الدول التي حققت نموا غير متوقع في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي، ولكن هذا النمو لم يكن سببه زيادة النشاط الاقتصادي المحلي بقدر ما كان انعكاسا لزيادة عدد الشركات التي سُجلت في المدينة ولم تخرج إلى حيز الوجود، ومنها الكثير من البنوك.

إلا أن مجموعة "أوكسفورد إيكونوميكس" للتحليل الاقتصادي تتوقع أن تصبح العاصمة الليبية طرابلس المدينة الأسرع نموا، نظريا على الأقل، في عام 2019، ولكنها تصفها بالرهان المحفوف بالمخاطر، بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية في ليبيا. إذن، أي المدن ستحقق النمو الاقتصادي الأبرز والأكثر وضوحا واستدامة؟

يقول ريتشارد هولت، رئيس وحدة أبحاث المدن العالمية بمجموعة 'أكسفورد إيكونوميكس': "أرى أن مدينة بنغالور الهندية قد تشهد أقوى نمو اقتصادي هذا العام. إذ نتوقع أن يرتفع نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي بنسبة 10.5 في المئة في بنغالور خلال عام 2019، حتى لو أخذنا في الاعتبار معدل التضخم".

هذه المدينة التي اتخذتها كبرى شركات التقنية الهندية مقرا لها أصبحت المرادف الهندي لوادي السيليكون، مركز الشركات التقنية في الولايات المتحدة. كما دشنت الكثير من الشركات متعددة الجنسيات فروعا لها في المدينة لتستفيد من توافر الخبرات الفنية وانخفاض تكاليف إقامة المشروعات.

كما شقت شركات بنغالور طريقها بنجاح في القطاع الصناعي سريع النمو، ولا سيما في مجالات التقنية الحيوية وهندسة الفضاء الجوي. بالرغم من أن هذه المدينة تسهم منذ سنوات طويلة بنصيب كبير في النمو الاقتصادي في الهند، إلا أنها في العام الحالي قد ترسخ مكانتها كمركز عالمي للتكنولوجيا وتحقق نموا ثابتا ومنتظما.

ويقول هولت: "ستكون المحصلة زيادة في فرص العمل وارتفاعا في الرواتب، وبالتالي قد يرتفع معدل إنفاق المستهلكين في المدينة بنسبة 10 في المئة أو أكثر في عام 2019. وسيؤول جزء من هذا الإنفاق إلى اقتصاد المدينة. وهذه الحلقة من النتائج المثمرة قد لا يعوقها إلا ارتفاع الأسعار، ولكن ليس من المتوقع أن ترتفع الأسعار في بنغالور في السنوات أو ربما العقود المقبلة".

لندن: الغموض يكتنف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

الغموض يكتنف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

تعد العاصمة البريطانية لندن أكبر مدينة في أوروبا وتسهم بأكثر من خمس الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة. وقد بات جليا للعيان أن لندن تواجه سنة عصيبة وفارقة في ظل مساعي المملكة المتحدة للتوصل إلى اتفاق بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وذكرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي في كلمة ألقتها في مستهل العام الجديد، إن المملكة المتحدة بإمكانها الخروج من المأزق إذا أيد البرلمان البريطاني الخطة التي اقترحتها للخروج من الاتحاد الأوروبي.

ولكن تريزا ماي ليست واثقة حتى الآن من قدرتها على تأمين الحد الأدنى من الأصوات اللازم لتمرير خطتها في البرلمان، رغم أنه لم يتبق على الموعد المقرر لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رسميا، في 29 من مارس سوى أشهر معدودة.

وفي الوقت نفسه لم يعد مستبعدا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق أو إجراء استفتاء ثان على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقد أجمع الكثير من الخبراء على أن هذا الغموض له تبعات جسيمة. إذ شهد سعر صرف الجنيه الاسترليني تقلبات حادة، ويخيم الكساد على سوق العقارات بالمدينة.

ويحذر بنك إنجلترا من دخول البلاد في حالة ركود حال الإخفاق في التوصل إلى اتفاق بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، وقد أشارت تقارير إلى أن ما يصل إلى 75.000 موظف قد يفقدون وظائفهم في القطاع المالي بسبب "البريكسيت"، منهم 5.000 موظف في مركز المال والأعمال بالعاصمة.

وتتوقع فرانكفورت، منافسة لندن في أوروبا، أن تظفر إثر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بنحو 10.000 وظيفة في القطاع المالي، فضلا عن أصول بقيمة 800 مليار يورو، سيجري تحويلها من لندن إلى فرانكفروت. وذكرت بعض الشركات متعددة الجنسيات أنها ستنقل مقراتها الرئيسية إلى بلدان أخرى.

وفي المقابل، يرى مؤيدو البريكسيت أن هذه المخاوف مبالغ فيها وأن المملكة المتحدة ستخط بخروجها من الاتحاد الأوروبي مسارا اقتصاديا جديدا. وربما يكشف لنا العام الحالي أي الفريقين على صواب.

مدينة زونجشان الصينية: تأثير الحرب التجارية مع الولايات المتحدة

مدينة زونغشان الصينية

في ديسمبر من العام الماضي، اتفقت الولايات المتحدة والصين على هدنة لمدة 90 يوما في الحرب التجارية بين الجانبين، لإجراء محادثات من شأنها نزع فتيل أزمة الرسوم الجمركية المتبادلة التي استمرت طيلة عام 2018.

ولو افترضنا أن هذه المحادثات ستحقق تقدما- وهو أمر مستبعد- فقد فرضت الولايات المتحدة بالفعل رسوما جمركية على واردات صينية بقيمة 250 مليار دولار منذ يوليو الماضي، وردت عليها الصين بالمثل بفرض رسوم جمركية على واردات أمريكية قيمتها 110 مليار دولار.

وتقول ديبورا إلمز، المديرة التنفيذية لمركز التجارة الآسيوي، إن أزمة الرسوم الجمركية المتبادلة من المتوقع أن تكون أشد وطأة على المراكز الصناعية الواقعة بمحاذاة الساحل الصيني التي تعتمد على التصدير، مثل مدينة زونجشان، لأن صادراتها ستصبح أغلى ثمنا وقد يحجم المستهلك الأمريكي عن شرائها.

وتقع زونجشان على الطرف المقابل من حدود منطقة مكاو الإدارية الخاصة في مقاطعة جوانجدونج، التي تعد أكبر مراكز الصين الصناعية والتقنية.

ومن المرجح أن يلقي فرض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بظلاله القاتمة على التجارة والاستثمارات الأجنبية في مقاطعة جوانجدونج بأكملها، التي يزيد عدد سكانها على 100 مليون نسمة.

وأشار استطلاع للرأي أجرته الغرفة التجارية الأمريكية إلى أن 70 في المئة تقريبا من الشركات الأمريكية في مقاطعة جوانجدونج تؤخر استثماراتها أو تدرس تصفية أعمالها في الإقليم ومغادرته. ولكن ما سر الاهتمام بمدينة زونجشان دون سائر مدن الإقليم؟

وتقول إلمز: "فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية على ما يفوق 70 في المئة من واردات زونجشان، إذ تصدر المدينة الآلات التي تشكل الجزء الأكبر من الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، ولذا قد تلعب زونجشان دورا كبيرا في تحديد مآلات النزاع التجاري بين الجانبين في عام 2019".

بكين: التحليق في أعالي السماء

الصين

تتوقع هيئة النقل الجوي الدولية أن تزيح الصين الولايات المتحدة عن صدارة قطاع النقل الجوي، لتصبح أكبر سوق للطيران في العالم بحلول عام 2022. وستتخذ الصين هذا العام خطوة كبرى نحو تحقيق هذا الهدف.

إذ تعتزم الصين في سبتمبر 2019، تدشين مطار داشينج الدولي، الذي يعد مركزا شاسعا للنقل الجوي. وعند تشغيل هذا المطار بالكامل، من المتوقع أن يسيّر رحلات لما يصل إلى 100 مليون مسافر حول العالم سنويا.

وتقول إليس تايلور، محررة الشؤون المالية الأسيوية بموقع "فلايت جلوبال" لأخبار الطيران، إن مطار داشينج الدولي سيشعل المنافسة بين شركات النقل الجوي المحلية.

فإذا كنت مسافرا إلى آسيا أو من آسيا إلى الولايات المتحدة، ربما تتوقف طائرتك في بكين قبل أن تستأنف رحلتك على متن طائرة أخرى. فهذا المطار بإمكانه إعادة رسم مسارات الرحلات الجوية بين الدول وبعضها.

وتقول تايلور: "قد يزيد عدد مسافري رحلات الربط في مطارات بكين، إذ ستسفيد الخطوط الجوية العالمية من انخفاض تكاليف الهبوط في بكين لتخفض أسعار تذاكر الرحلات الجوية الطويلة على متن طائراتها".

جاكرتا: هل ستطفو أم تغرق؟

جاكرتا

قد تنال العاصمة الإندونيسية جاكرتا عن جدارة لقب أسرع المدن غرقا في عام 2019.

وتقول دكتورة كاثرين كرامر، رئيسة الفريق العالمي للتغير المناخي التابع لمنظمة المعونة المسيحية الذي أعد تقريرا عن المدن المهددة بالغرق هذا العام، "تضافرت عوامل عديدة، طبيعية أو بشرية، لتجعل جاكرتا أكثر عرضة للمخاطر المترتبة على ارتفاع منسوب مياه البحار".

إذ أن جاكرتا ليست مدينة ساحلية فحسب، بل تقع أيضا بالقرب من مستوى سطح البحر، وأقيمت معظم مبانيها على مستنقعات، والأهم من ذلك، أن سكانها يعتمدون على المياه الجوفية بسبب ضعف شبكة إمدادات المياه.

لكن الأراضي تهبط جراء سحب المياه من الخزانات الجوفية. وقد هبطت أراضي الجزء الشمالي من العاصمة جاكرتا بالفعل 2.5 متر على مدى 10 سنوات، في حين تهبط الأراضي في بعض المناطق من جاكرتا بما يصل إلى 25 سنتيمترا سنويا.

وسيزيد التغير المناخي من حجم التحديات التي تواجهها المدينة. وتقول كارمر: "أصبحت جاكرتا أكثر عرضة لمخاطر الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والعواصف، التي أصبحت أكثر تكرارا وشدة بسبب التغير المناخي. فإن ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض وما ترتب عليه من أنماط مناخية أشد تقلبا، يزيد من مخاطر حدوث الظواهر الجوية المتطرفة".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان