أسبوع من الخوف.. رهف القنون تتحدّث عن تفاصيل هروبها من السعودية
كتبت- رنا أسامة:
في أول ظهور إعلامي للفتاة السعودية رهف القنون منذ حصولها على اللجوء السياسي ووصولها إلى كندا، أعربت عن سعادتها بحصولها على الحرية والاستقلال بعيدًا عن عائلتها التي عانت من تعنيفها لها لسنوات، مؤكّدة أن الخطوة كانت جديرة "بالمُخاطرة بحياتها".
وقالت القنون، في مقابلة مع هيئة الإذاعة الكندية (سي بي سي) الناطقة بالإنجليزية: "شعرت أنني وُلِدتُ من جديد، خاصة عندما شعرت بالحب والتِرحاب في كندا".
وأوضحت لمراسلة هيئة الإذاعة الكندية سوزان أروميستون، بعد يومين من وصولها إلى تورونتو قادمة من بانكوك أنها لم تعتقد قطّ أن لديها فرصة، ولو بنسبة 1 بالمائة لتتمكّن من القدوم إلى كندا، أو أن تنال شعبية تدفع الناس من كل حدبٍ وصوب للحديث عن قصتها.
وعن السبب الذي دفعها للهروب من السعودية، تزعُم رهف محمد- التي تخلّت عن لقب "القنون" بعد أن تبرأت عائلتها منها- أنها تعرّضت لاعتداء بدني وذهني من قِبل عائلتها منذ كانت في الـ16 من عُمرها، وهو ما دفعها للتفكير في الفرار حينها.
وأشارت إلى أنها أرادت أن تكون إنسانة مستقلة، واشتكت من أنها لم تستطع الزواج من الشخص الذي تريده أو تتوظف دون موافقة ولي أمرها.
وتصف رهف، بالعربية، ما حدث لها بعد أن قصّت شعرها: "لقد تعرّضت للعنف الجسدي والاضطهاد والقمع والتهديد بالقتل. وتم حبسي لمدة 6 أشهر".
وتُتابع: "شعرت أنني لا أستطيع تحقيق أحلامي التي لطالما رغبت في تحقيقها طالما أنني لا زلت أعيش في المملكة العربية السعودية".
عندما بلغت الـ18 من عُمرها، تذكر رهف أنها شعرت بأنها أصبحت قادرة على أن تُحاول الهرب، ظنًا منها أنها ستُعامل كشخص بالِغ وستكون قادرة على اتخاذ قراراتها الخاصة وحدها.
أدركت أن سفرها بصحبة عائلتها في إجازة إلى الكويت ستكون فرصتها الوحيدة لتنفيذ تلك المحاولة. وقالت "منذ فترة مضت، كنت أحاول إقناع والدي بالذهاب إلى الكويت، لأنه طالما بقيت في السعودية، لن أستطيع المغادرة. ولكن عندما أكون في بلد آخر، يمكنني السفر".
وعن محاولتها للهروب، روت رهف أنها انتظرت حتى نامت أسرتها مبكرا ذات ليلة، وتحديدًا آخر ليلة في رحلتهم، ثم اشترت تذكرتها إلى تايلاند وغادرت غرفة الفندق في السابعة صباحًا.
بيد أن السلطات التايلاندية أوقفتها في مطار بانكوك، ومنعتها من الدخول وحجزت جواز سفرها. وبينما خيّم عليها شبح التهديد بإعادتها مُجددًا إلى عائلتها، لجأت إلى التحصّن بغرفة الفندق واستخدمت تويتر كمِنصة لطلب المساعدة.
في ذلك الوقت كان أكثر ما تخشاه رهف أن يتم العثور عليها من قِبل عائلتها. تقول "كنت سأختفي حينها ولا أعرف ماذا سيحدث لي بعد ذلك". وأشارت إلى أنها كتبت رسالة إلى أصدقائها، مفادها بأنها "على استعداد للانتحار في غرفة الفندق كيلا يتم إعادتها بالقوة إلى عائلتها".
وأضافت رهف لهيئة الإذاعة الكندية: "لقد كتبت تلك الرسالة وبعثت بها إلى صديقاتي الإناث، لنشرها حال اختفيت".
ونالت تغريدات الفتاة السعودية وقصتها ككُل اهتمامًا دوليًا واسعًا، دفع المسؤولين التايلانديين في نهاية المطاف إلى السماح لها بالبقاء في بانكوك تحت رعاية مسؤولي الأمم المتحدة.
عندما وصل مسؤولو الأمم المتحدة إلى فندقها، قالت رهف إنها لم تصدق في البداية أن هذا صحيح، وأن نداءاتها قد سُمِعت أخيرًا. وخشيت- وقتذاك- من أن يكون "فخًا" من جانب السلطات التايلاندية والكويتية وأن يكونوا أرسلوا أشخاصًا ليتظاهروا بأنهم من الأمم المتحدة، لذلك رغبت في التحقّق من هويّاتهم.
تتذكّر تلك الحظة بابتسامة: "لقد أطلعوني على دليل. بعد ذلك فتحت باب الغرفة ورحبت بهم".
ومع ذلك، وبينما تشعر السعادة بنيل حريتها بتواجدها في كندا رغم برودتها القارسة، كما تقول، فلا تزال رهف غاضبة من خسارة عائلتها. وقالت إنها "تلقت رسالة منهم تُفيد بأنهم تبرّأوا منها. ومضت تبكي أثناء المقابلة، قائلة إنها لم تتوقع ذلك وإنها حزينة للغاية لدرجة أنها لا تستطيع حتى التحدّث عنهم.
وذكرت رهف أنها كانت يوميًا تتجرّع مرارة القمع والعنف من والدتها وشقيقها. ورغم أن والدها لم يعِش معهم، قالت رهف إنه ظل يُحكِم قبضته عليها فيما يتعلّق بشؤون الدراسة والعمل.
وبينما تواصل عائلة الفتاة السعودية إنكار تلك الاتهامات، تساءلت رهف خلال المقابلة: "لماذا أهرب من هذه الحياة، إذا كانت الظروف جيدة؟".
ومع أن رهف تشعر بالأمان لوجودها في كندا، تقول إنها "ليست آمنة بنسبة مائة بالمائة، لأن الجميع يعرفها الآن، ويعرف مكانها".
وفي خِتام المقابلة، أعربت الشابة السعودية عن تطلّعها لإكمال تعليمها، واستكشاف ذاتها، وتعلم الإنجليزية، والعيش حياة طبيعية.
فيديو قد يعجبك: