إعلان

من "عنان" إلى "دي ميستورا".. 3 مبعوثين والأزمة السورية مُستمرة

09:48 م الثلاثاء 15 يناير 2019

مبعوثين الأزمة السورية

كتبت - إيمان محمود:

على مدار سنوات الأزمة السورية؛ حاول ثلاثة مبعوثون أمميون الدفع بالعملية السياسية لتحل محل العُنف المُتصاعد منذ عام 2011 بين الرئيس بشار الأسد والموالين له من جانب، وفصائل المعارضة -المُعتدلة والمُتشددة- من جانب آخر، لكن تلك الجهود باءت جميعها بالفشل.

في الوقت الحالي؛ يترقب العالم جهود المبعوث الأممي الجديد، الذي يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ توليه مهام منصبه رسميًا في السابع من يناير الجاري، ليصبح رابع مبعوث أممي خلال الأزمة المستمرة منذ 8 سنوات بعد كوفي عنان، والأخضر الإبراهيمي، وأخيرًا؛ ستافان دي مستورا.

وفيما يلي يستعرض "مصراوي" مسيرة المبعوثين السابقين إلى سوريا:

كوفي عنان

ولد عنان في 8 أبريل في عام 1938، في غانا، وكان أول من برز من بين صفوف موظفي الأمم المتحدة للعمل كأمين عام للأمم المتحدة، شغل منصب الأمين العام السابع للأمم المتحدة من عام 1997 إلى عام 2006، كأول إفريقي يشغل هذا المنصب.

كرّس كوفي عنان -الذي توفي في أغسطس عام 2018- حياته للجوانب الإنسانية في مسيرة مهنية خيّمت عليها الصراعات الدولية التي خرجت عن نطاق السيطرة، كالأزمة السورية.

ورغم أن عنان خلال فترة مسيرته لم يستطع إحلال السلام في سوريا أو وضع حد لإخفاقات الدبلوماسية في رواندا والبوسنة ودارفور وقبرص والصومال والعراق، لكنه بذل مجهودات كبيرة تُوجت في النهاية بفوزه بجائزة نوبل للسلام في عام 2011.

وفي 23 فبراير 2012، كان عنان الممثل الخاص المشترك لجامعة الدول العربية في سوريا للمساعدة في إيجاد حل للنزاع المستمر هناك، ووضع خطة من ست نقاط للسلام.

كانت خطة عنان للسلام في سوريا أو خطة سلام مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا، من أكثر المحاولات الدولية جدية لتسوية الأزمة في الفترة من 2011 – 2012.

ورُغم موافقة أطراف النزاع على الخُطة إلا أنها لم تُحدث شيئًا على أرض الواقع، حيث استمر القتال الدائر بينهم في تعد صارخ على أهم بنود الخطة وهي "وقف إطلاق النار".

وبعد أن أصيب بالإحباط؛ قدّم عنان استقالته، في أغسطس 2012، من منصبه كوسيط لحل الأزمة في سوريا، في ظل استمرار أعمال العنف بين المعارضة المسلحة والجيش السوري النظامي.

وأرجع عنان استقالته من منصبه بسبب عدم تلقيه دعمًا كافيًا من الأطراف المتصارعة كذلك من أطراف من المجتمع الدولي الذي يعاني من الانقسام تجاه الأحداث في سوريا.

الأخضر الإبراهيمي

ولد الأخضر الإبراهيمي، في الأول من يناير عام 1934، في الجزائر، وهو يُعتبر من الدبلوماسيين المُحنكين في قضايا الشرق الأوسط.

شغل الإبراهيمي منصب وزير الخارجية الجزائري بين عامي 1991-1993، وأصبح مبعوثًا للأمم المتحدة إلى هايتي وجنوب إفريقيا واليمن وزائير في الفترة الممتدة بين عامي 1994-1996.

وفي السنوات الأخيرة كلّف من طرف الأمم المتحدة لحل تفاوضي في العديد من بؤر التوتر والتي كللت في العديد من الأزمات بنجاح، وبين عامي 1997 حتى عام 1999 كان مبعوثاً أمميًا لأول مرة إلى أفغانستان.

وفي أغسطس 2012؛ عُيّن مبعوثًا مشتركًا للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا، بهدف إيجاد حل لسفك الدماء والحرب الأهلية التي أتمت شهرها الـ18 وقتذاك، خلفًا للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان.

ترأس الإبراهيمي جولتين من المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة في سويسرا، لكن المفاوضات انتهت إلى طريق مسدود.

وفي الجولة الأخيرة، اتفق الجانبان على الالتزام باتفاقات محلية لوقف إطلاق النار للسماح بمرور المساعدات الإنسانية، لكن القتال استمر في أغلب المناطق في سوريا رغم ذلك.

كان الإبراهيمي يرى إن "الخطر الذي يهدد سوريا، حاليا ليس التقسيم، ولكن التحول إلى صومال جديد بسقوط الدولة، وأن النفوذ الإيراني هناك أقوى من الروسي".

وخلال منصبه؛ حاول الإبراهيمي الدفع باتجاه تشكيل حكومة انتقالية تضم شخصيات من الحكومة السورية والمعارضة.

لكن الرئيس السوري بشار الأسد ضرب بهذا الاقتراح عرض الحائط عندما أعلن، في بدايات عام 2014، نيته لإجراء انتخابات رئاسية جديدة، وحذرت الأمم المتحدة وقتذاك من أن الانتخابات الرئاسية "ستعرقل الجهود للتوصل إلى حل سياسي للحرب المُندلعة في البلاد".

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن بان كي مون والإبراهيمي "حذّرا من أن إجراء الانتخابات في الظروف الحالية وسط الصراع الدائر والنزوح الواسع سيضر العملية السياسية ويعرقل احتمالات التوصل إلى حل سياسي".

وفي مايو من العام ذاته؛ أعلن الإبراهيمي استقالته قائلاً "من المحزن للغاية أن أغادر المنصب وأترك سوريا في مثل هذا الوضع السيء، ولكنني واثق سيدي الأمين العام بأنك ستواصل بذل كل ما يمكن لبشر أن يفعله للعمل مع مجلس الأمن وجيران سوريا، والأطراف السورية نفسها لإنهاء هذه الأزمة".

دي ميستورا

ولد ستافان دي ميستورا، في 25 يناير 1947 في ستوكهولم، وهو أب لابنتين، ويحمل الجنسيتين الإيطالية والسويدية.

عمل دي ميستورا الذي يجيد ست لغات هي السويدية والإيطالية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والعربية (العامية)، منذ السبعينات في برنامج الأمم المتحدة للغذاء في قبرص.

وفي العام 2001 عين الدبلوماسي الإيطالي-السويدي ممثلاً خاصًا للأمين العام للأمم المتحدة في جنوبي لبنان، وكان أكبر إنجاز له في مهمته تمكنه من الإعداد والتنظيم لإزالة الألغام.

ثم عمل في أكثر الأماكن خطورة مثل أفغانستان والعراق ولبنان ورواندا والصومال والسودان وقبل ذلك يوغسلافيا السابقة، وأخيرًا؛ مبعوثًا أمميًا إلى سوريا.

وعلى عكس المبعوثين الأمميين اللذين سبقاه، لقي دي ميستورا ترحيبًا كبيرًا من نظام الأسد خلال زيارته الأولى إلى سوريا، إذ كانا يتعرضان للشتم بوسائل إعلام النظام، والاستقبال البارد من قبل زعمائه.

وخلال منصبه؛ نظّم دي ميستورا تسع جولات من المفاوضات غير المباشرة في جنيف وفيينا بدون أن يتوصل إلى نتيجة.

حرصًا منه على المضي قدمًا، سعى دي ميستورا في الأشهر الأخيرة لإنشاء لجنة دستورية تكلف وضع دستور جديد لسوريا، وفق خطة وضعت في يناير في سوتشي على ضفاف البحر الأسود خلال قمة جمعت إيران وروسيا وتركيا.

وها قد أعلن دي ميستورا "المتفائل" استقالته دون أن يحدد موعدا لإنشاء اللجنة وهو ما يعزز وجهة النظر التي تقول إن هذه المهمة شبه مستحيلة. الأمين العام للأمم المتحدة لم يعلق بعد على استقالة دي ميستورا ولم ترشح أسماء من المنظمة الأممية لخلافته.

استقال دي ميستورا في ديسمبر 2018؛ مُرجعًا الاستقالة لـ"أسباب شخصية"، تاركًا ورائه اتهامات بـ"التحيز" من جانب المعارضة السورية التي انقلبت عليه لأسباب عدة؛ كان آخرها إعلانه في السابع من سبتمبر 2017 أن الوقت مناسب للمفاوضات السياسية بشأن الأزمة السورية، "في ظل تحسن الوضع العسكري على الأرض"، وطالب المعارضة السورية بـ"التسليم بأنها لم تربح الحرب، وعلى النظام أن يعلم استحالة الحسم عسكريًا".​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان