ماي تمد يدها إلى معارضيها بعد فوزها بالتصويت على الثقة
برلين (دويتشه فيله)
بعد فوزها في اقتراع بحجب الثقة على حكومتها بفارق طفيف، دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأحزاب السياسية المتمثلة في البرلمان إلى التعاون من أجل إيجاد مخرج بشأن أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
مدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي يدها إلى معارضيها بعد فوزها بغالبية ضئيلة في تصويت على الثقة تم طرحه مساء الأربعاء (16 يناير 2019) بعد تعرض اتفاقها مع بروكسل للخروج من الاتحاد الاوروبي لهزيمة ثقيلة في مجلس العموم.
وبعد 24 ساعة صاخبة قالت ماي بأن الناخبين قد يرونها "مزعزعة للاستقرار"، اعترفت رئيسة الحكومة البريطانية بأن اتفاقها مع الأوربيين بشأن الخروج من التكتل سقط وتعهدت بالعمل لإيجاد بديل.
وقالت ماي في خطاب تلفزيوني توجهت به إلى الأمة "الآن أوضح النواب ما يريدونه، علينا جميعا أن نعمل معا بشكل بنّاء لتحقيق ما يريده البرلمان".
وتعرضت ماي الثلاثاء لهزيمة غير مسبوقة بالنسبة لرئيس حكومة في تاريخ البلاد السياسي الحديث عندما تم رفض خطتها للانفصال عن أوروبا بـ432 صوتا مقابل 202. لكن ماي ظهرت منتصرة مساء الأربعاء بعد أن فازت بالثقة بأغلبية 325 صوتا مقابل 306 أصوات، ما أدى إلى تفادي إجراء انتخابات عامة جديدة.
وكان زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن دعا إلى التصويت بحجب الثقة عن الحكومة بعد الهزيمة القاسية التي منيت بها ماي في التصويت على اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ووضعت ماي جدولا لمحادثات مع الأحزاب بدأتها مباشرة بلقاء مع الوطنيين الاسكتلنديين والوطنيين الويلزيين وقادة الحزب الديموقراطي الليبرالي الموالين لأوروبا. وكانت قد قالت في وقت سابق أمام البرلمان "يجب أن نجد حلولا يمكن التفاوض حولها، وأن نجد لها دعما كافيا في المجلس".
وعقب الاقتراع على الثقة اجتمعت ماي مع عدد من زعماء الأحزاب، لكن زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين رفض إجراء محادثات إلا في حالة استبعاد خروج بريطانيا من الاتحاد دون اتفاق.
وهذه هي المرة الأولى التي تطرح الثقة بحكومة داخل مجلس العموم منذ 26 عاما. وقالت ماي للنواب عقب التصويت "هذا المجلس وضع ثقته في هذه الحكومة".
وأضافت "أنا مستعدة للعمل مع أي عضو من أعضاء هذا المجلس لتنفيذ البريكست وضمان احتفاظ هذا المجلس بثقة الشعب البريطاني".
وقالت "سأواصل العمل لتحقيق الوعد القوي الذي قطعناه لشعب هذه البلاد بتنفيذ نتائج الاستفتاء والخروج من الاتحاد الأوروبي... وأعتقد أن هذا واجب كل عضو في هذه المجلس وعلينا مسؤولية تحديد الطريق الذي يمكن أن يحصل على دعم المجلس".
وتبين من نتيجة تصويت الأربعاء أن المئة نائب تقريبا من حزب المحافظين الذين كانوا صوتوا الثلاثاء ضد الاتفاق حول البريكست، عادوا الأربعاء وصوتوا ضد حجب الثقة عن الحكومة.
كما التف حول ماي الحزب الوحدوي الديموقراطي الإيرلندي (10 نواب) ما أمن لها النجاة من سحب الثقة. إلا ان النائب من هذا الحزب الإيرلندي نايجل دودس دعا بعد التصويت تيريزا ماي الى "استخلاص العبر" من رفض البرلمان لخطتها حول البريكست.
ويطالب الحزب الوحدوي بإعادة النظر في الترتيبات المتعلقة بـ"شبكة الأمان" (باكستوب) في إيرلندا والواردة في خطة بريكست.
وينصّ هذا الخيار على إبقاء المملكة المتحدة ضمن الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي لتجنّب إعادة الحدود الفعلية بين مقاطعة إيرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا وجمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد، في حال لم يتم التوصل إلى حل بديل بعد الفترة الانتقالية التي يُفترض أن تستمر حتى نهاية العام 2020.
ويخشى العديد من النواب البريطانيين ان يؤدي هذا الخيار إلى بقاء بلادهم مرتبطة بالاتحاد الأوروبي إلى ما لا نهاية.
فيديو قد يعجبك: