"النقاش خدعة".. لماذا تواصلت تظاهرات السترات الصفراء في فرنسا؟
كتب - محمد عطايا:
للسبت العاشر على التوالي، خرج أصحاب "السترات الصفراء" إلى شوارع فرنسا، في تحد جديد للطبقة الحاكمة "المتغطرسة" في وجهة نظرهم، موجهين جام غضبهم على الرئيس إيمانويل ماكرون، الساعي للقضاء على تلك التظاهرات بالحوار، إلا أنه وبحسب -وكالة الصحافة الفرنسية- لم ينجح، بعد الحشد الكبير اليوم.
اكتسبت تظاهرات اليوم صيغة تحدي لمحاولات ماكرون الدؤوبة لإنهاء الاحتجاجات بسلسلة مناقشات، عقدها في المدن الصغيرة، بغرض تغليب لغة الحوار. وأصبح أحد أكبر مطالب السترات الصفراء هو أن يمنح المواطنون العاديون صوتًا أكبر في صنع السياسات.
"النقاش خدعة"
أكمل ماكرون هذا الأسبوع شهرين من المشاورات العامة حول قضايا تنوعت بين الضرائب والخدمات العامة. وقضى أكثر من 12 ساعة في المناقشات الشاملة مع رؤساء البلديات، في تجمعين منفصلين في الشمال والجنوب الغربي من البلاد.
النهج الجديد للرئيس ماكرون هو ما يخشاه متظاهرو السترات الصفراء، وذلك وفقًا للوكالة الفرنسية، التي أوضحت أن المناقشات المقرر إجراؤها في عشرات البلدات والقرى تعد في وجهة نظر المحتجين خدعة، ومحاولة لاستنزاف الدعم من الحركة التي اندلعت في منتصف نوفمبر.
وبحسب "فرانس برس"، فإن ماكرون يعلق آمالاً على النقاش لسحق صورة الزعيم غير المتجاوب مع مخاوف الناس في المناطق الريفية في فرنسا.
ولفتت الوكالة الفرنسية إلى أن استطلاعات الرأي تظهر مشاعر مختلطة بين الفرنسيين، فحوالي 40 في المئة يرغبون في الحوار والنقاشات التي بدأها ماكرون ويستكملها، إلا أن حوالي الثلثين في المائة أيضًا لا يعتقدون أن المشاورات ستضع حدًا للاحتجاجات.
وحذر عمدة قرية سان سيرجيس، في جنوب وسط البلاد، كريستيان فينريس، ماكرون في اجتماع عام أمس، قائلاً: "أحذرك يا سيدي الرئيس. يجب ألا يصبح هذا النقاش خدعة كبيرة".
ولتجنب الاتهامات بأن سياساته لصالح معظم سكان المدن الغنية، ألغى المصرفي الاستثماري السابق ماكرون، رفع ضريبة الوقود المثيرة للجدل والتي كان من شأنها أن تضغط على سكان الريف الذين يعتمدون على السيارات.
ولم ترق الإجراءات الأخيرة للرئيس ماكرون إلى المستوى المطلوب للمتظاهرين الذين يطالبون بتغيير جذري في السياسة لصالح أصحاب الدخول المنخفضة.
فيديو قد يعجبك: