إعلان

"الأسرار المُظلمة لقتل خاشقجي".. كتاب جديد يكشف كيف وقعت الجريمة؟

11:15 م السبت 19 يناير 2019

جمال خاشقجي

كتبت - إيمان محمود:

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أجزاءً من كتاب تركي يكشف تفاصيل جديدة، بشان عملية اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، الذي قُتل داخل القنصلية السعودية بتركيا، نهاية العام الماضي.

وصدر الكتاب الذي يحمل عنوان "فظائع دبلوماسية: الأسرار المظلمة لقتل جمال خاشقجي"، باللغة التركية، في ديسمبر من العام الماضي 2018.

الكتاب أعدّه ثلاثة مراسلين أتراك، استندوا فيه إلى تسجيلات صوتية لعملية القتل، والتي بدأت بالمطالبة بعودة خاشقجي إلى وطنه، وانتهت بقتله وتقطيع جثته، بحسب الصحيفة الأمريكية.

أحد التسجيلات التي ينشرها الكتاب، يوضح ما قاله أحد أعضاء الفريق السعودي إلى آخر: "نقول له في البداية سنأخذك إلى الرياض، وإذا لم يأت؛ نقتله هنا ونتخلص من جثته".

وقالت الصحيفة، إن مسؤولون أتراك حصلوا على التسجيلات المُتعلقة بمقتل خاشقجي وزيارته إلى القنصلية في 2 أكتوبر الماضي، وقام بعض المسؤولون في الاستخبارات التركية بتسريب جزءًا منها، "في حملة لإجبار السعودية على الاعتراف بالجريمة" على حد تعبير الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أن الكتاب الجديد يقدم وصفًا شاملاً حتى الآن لما هو موجود في هذه التسجيلات، التي ترسم مشهد تخطيط الفريق السعودي قبل وصول خاشقجي إلى القنصلية، ثم يسرد ما حدث بعد ذلك.

الصحفيون الثلاثة عبدالرحمن عبدالرحمن سيمسك، ونظيف كرامات، وفرحات أونلو، يعملون في قسم التحقيقات بصحيفة "صباح" التابعة للحكومة التركية، بحسب "نيويورك تايمز" التي أشارت إلى علاقاتهم بالمخابرات التركية، لكنهم قالوا إنهم تم إفادتهم بمحتوى التسجيلات لكن لم يطّلعوا عليها.

وأكد مسؤول أمني تركي تحدث إلى الصحيفة الأمريكية -شرط عدم الكشف عن هويته- أن التفاصيل الواردة في الكتاب "دقيقة".

صورة 1

وقُتلَ جمال خاشقجي، البالغ من العُمر 59 عامًا، في الثاني من أكتوبر الماضي، خنقًا فور وصوله القنصلية السعودية باسطنبول، وفق خطة كانت مُعدّة مُسبقًا، وتم تقطيع جثته والتخلص منها لاحقًا، حسبما أفادت النيابة العامة التركية.

وبعد مرور أكثر من 3 أسابيع على اختفائه، أعلنت السعودية، مقتله داخل القنصلية، وألقت القبض على 18 شخصًا في إطار تحقيقاتها، قدمت منهم 11 إلى المحاكمة، خلال يناير الجاري.

ولفتت الصحيفة إلى أن الكتاب لم يوضّح الطريقة التي حصلت من خلالها الحكومة التركية على التسجيلات، لكن -وفقًا للكتاب- فإن المصدر هو المؤسسات الأمنية التي قامت بتسجيل الشرائط من عدة مواقع داخل القنصلية، وأطلعت الحكومة التركية والمسؤولين الأمريكيين ودولاً أجنبية أخرى في وقت لاحق على مقتطفات منها، بمن فيهم؛ جينا هاسبل، مديرة الوكالة المركزية للاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه".

وقالت الصحيفة إن المسؤولون الأتراك، تعرّفوا على صاحب أحد الأصوات في التسجيلات، وهو المسؤول الأمني الذي رافق ولي العهد محمد بن سلمان في رحلاته الخارجية ماهر عبدالعزيز المطرب.

المسؤولون الأتراك قالوا إن المطرب هو من وضع الخطة لصلاح الطبيقي، وهو مسؤول كبير في الطب الشرعي السعودي، إذ قال له إنهم سيحاولون إعادة خاشقجي إلى السعودية وإذا قاوم "سنقتله هنا ونتخلص من الجثة"، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن الكتاب.

صورة-2

وفي أكتوبر الماضي؛ زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ابن الصحفي الراحل خاشقجي في الرياض، لتعزيته في مقتل والده.

وقال الكتاب إن صلاح الطبيقي تحدّث في التسجيلات قائلاً: "جمال طويل، حوالي 180 مترًا"، مضيفًا بقوله: "من السهل تقطيع مفاصل القتيل، لكن تقطيعه سيحتاج إلى وقت.. دائمًا ما عملت على الجثث.. أعرف كيفية تقطيعها جيدًا، لكنني لم أعمل أبدًا على جثة لا تزال دافئة، لكن أستطيع التعامل معها بسهولة، وعادة عندما أعمل على الجثة؛ أضع السماعات في أذني واستمع إلى الموسيقى، أشرب قهوتي وأدخن سيجارتي.. بعد تقطيعها نلفها بأكياس بلاستيكية ونضعها في حقيبة ونأخذها".

وبعد دقائق من دخول خاشقجي إلى مكتب القنصلية في اسطنبول، سُمع صوته وهو يقول: "اترك يدي، ماذا تظن أنك تفعل"، وبعد دخوله الغرفة أخبره المطرب قائلاً: "تعال واجلس هنا، جئنا لنأخذك إلى الرياض، وكان جواب خاشقجي قاطعًا: "لا.. لن أعود إلى الرياض"، وذلك وفقًا لما أوردته الصحيفة عن الكتاب.

ويقول الكتاب التركي، إن الفريق السعودي بالقنصلية أرادوا أن يرسل خاشقجي رسالة إلى ابنه صلاح يقول فيها: "ولدي، أنا في إسطنبول. لا تقلق إذا لم تسمع مني لفترة" لكنه رفض إرسال الرسالة.

ووفقًا للكتاب؛ أمر "المطرب" بإحضار الأدوات التي جلبوها لتقطيع جثة خاشقجي، لتلتقط التسجيلات صوت الأدوات التي يتم وضعها على الطاولة، ثم صوت خاشقجي يسأل "هل ستقتلني؟ "هل ستخنقني؟"، وفقًا للكتاب.

ونقلت الصحيفة أن "المطرب" قال لـ خاشقجي إنه "سيغفر له إذا تعاون معهم.. ثم أمرّ خمسة من الفريق السعودي بالقفز على خاشقجي".

صورة 3

وأورد الكتاب اسمًا سعودياً آخر ضمن من استطاع المسؤولون الأتراك التعرف على أصواتهم، والذي قد يكون ثائر الحربي، وهو أحد أفراد الحرس الملكي السعودي، وتمت ترقيته العام الماضي إلى رتبة ملازم لشجاعته في الدفاع عن قصر الأمير محمد بن سلمان في جدة، وحارس آخر يُدعى محمد سعد الزهراني، ولفتت الصحيفة -وفقًا للكتاب- إلى أن القتلة تمكنوا من وضع كيس بلاستيكي على رأس خاشقجي، واستغرق الأمر خمس دقائق حتى التقط آخر أنفاسه، وكانت آخر كلماته التي لقطها التسجيل المزعوم: "لا تغطي فمي. أنا أعاني من الربو. لا.. ستخنقني".

وتوفي جمال خاشقجي في الساعة 1:24 مساءً، أي بعد 10 دقائق فقط من دخوله القنصلية، وفقًا لما نقلته الصحيفة الأمريكية عن الكتاب.

وذكر الكتاب أنه عقب وفاة خاشقجي مباشرة؛ قام مصطفى المدني، السعودي الذي تم إرساله ليكون بديلاً لـ خاشقجي، وسيف سعد القحطاني بخلع ملابسه، وصرخ أحدهم في وجه الجميع "ما الذي تنتظروه؟.. يجب أن نُسرع".

واختتمت "نيويورك تايمز" تقريرها حول الكتاب بالقول: "إن الأمور بدأت تتضح وشعر مسؤول في القنصلية بالدوار، وتم تسجيل صوت تقطيع الجثة؛ باستخدام أداة مشابهة لمنشار كهربائي يعمل بصورة منتظمة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان