صراع العروش في فنزويلا.. ماذا بعد؟
كتبت- هدى الشيمي:
وصلت الأزمة في فنزويلا إلى ذروتها، أمس الأربعاء، بعد اعتراف عدد كبير من قادة دول العالم بزعيم الجمعية الوطنية المعارضة خوان جوايدو رئيسًا مؤقتًا للبلاد، فيما يصر الرئيس نيكولاس مادورو على أنه الحاكم الوحيد والشرعي للبلاد، ويحظى بدعم بعض دول المنطقة وخاصة المكسيك.
تقول صحيفة الجارديان البريطانية إن ما شهدته فنزويلا، من أحداث وتحولات كبرى يثير الكثير من التساؤلات بشأن مستقبل البلاد التي من المحتمل أن تواجه أزمة سياسية وتعاني من فوضى وعدم استقرار لفترة غير معلوم مدتها.
أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعمه للشعب الفنزويلي، وقال عبر تويتر: "لقد عانى مواطنو فنزويلا لفترة طويلة جدًا خلال حكم نظام مادورو غير الشرعي".
وبعد فترة وجيزة، قالت كل من كندا والبرازيل وكولومبيا وشيلي وبيرو والإكوادور والأرجنتين وباراجواي وكوستاريكا إنهم يعترفون برئيس المعارضة حاكمًا مؤقتًا للبلاد.
وأكد الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو دعم بلاده السياسي والاقتصادي للعملية الانتقالية في فنزويلا، مُشددا على مساندتها حتى تستعيد الديمقراطية والسلام الاجتماعي.
ونقلت الجارديان عن مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية قوله بإن مادورو وأعوانه يحتاجون الآن إلى معرفة أنه ليس لديهم مستقبل في البلاد، كما أنهم ليس لديهم خيار سوى قبول الانتقال السلمي للسلطة وترك مناصبهم إلى أشخاص آخرين.
وفي الوقت نفسه، قال المراقبون الدوليون والخبراء المعنيون بالشأن الفنزويلي إنه حتى هذه اللحظة لا يوجد أي شيء يؤكد أن مادورو سوف يقبل بالتغيير.
قال إيريك فارنسورث، دبلوماسي أمريكي سابق ونائب رئيس مجلس الأمريكتين، إن تحرك جوايدو واعتراف ترامب به رئيسًا للبلاد جاء كالصفعة على وجه مادورو، والذي ربما يشعر الآن بأن نظامه بات محاصر.
ويرى فارنسورث أنه المبكر جدًا التكهن بمستقبل مادورو السياسي، ولكنه يؤكد أن ما حدث أمس يعتبر أكبر تهديد واجهه منذ توليه السلطة.
ويتوقع كثيرون، حسب الجارديان، أن يأمر مادورو باعتقال جوايدو أو غيره من زعماء المعارضة. ويقول فارنسورث إن الرئيس الفنزويلي قد يحاول أيضًا نشر الفوضى وخلق حالة من الخوف والهلع بين المتظاهرين من أجل إجبارهم على العودة إلى بيوتهم.
وفي حالة حدوث ذلك، قال فارنسورث إنه سيتعين على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي التدخل بشكل مباشر، موضحًا أن كل الخيارات باتت مطروحة على الطاولة الآن.
وترجح الجارديان أن يعيد المجتمع الدولي فرض العقوبات على النفط في محاولة لخنق نظام مادورو الاقتصادي.
قال ديفيد سميلد، خبير فنزويلي، إن الولايات المتحدة لديها مجموعة من الخيارات الجيدة التي قد تلجأ إليها لمعاقبة مادورو على العنف والقمع السياسي.
في المقابل، يُحذر بعض الخبراء والمراقبين الدوليين، حسب الجارديان، من فرض العقوبات على النفط موضحين أن هذا الأمر من شأنه دفع المواطنين إلى مغادرة أراضيهم، وربما قد يتسبب في حدوث أزمة انسانية بالنظر إلى نقص الموارد الغذائية وبعض الأدوية الأساسية.
كما حذر سياسيون من تدخل الولايات المتحدة العسكري في فنزويلا، والذي قد يتسبب في ازهاق أرواح الكثير من الأبرياء وتدمير البنية التحتية في البلاد، كما أنه سيكلف واشنطن الكثير من الخسائر.
أشار سميلد إلى ما حدث بعد التدخل في شأن بعض البلدان مثل الصومال وأفغانستان والعراق. وقال: "كان من المفترض أن يكون الدور الأمريكي محدودًا وأن ينتهي في فترة قصيرة، ولكن في نهاية المطاف وجدت الولايات المتحدة نفسها متورطة في حروب لا تستطيع الخروج منها".
فيديو قد يعجبك: