الولايات المتحدة تدرس خطة للبقاء في قاعدة التنف السورية لمواجهة إيران
القاهرة (مصراوي)
تدرس الحكومة الأمريكية خطة لإبقاء بعض جنودها في قاعدة أمريكية في منقطة نائية في جنوب شرق سوريا لمواجهة النشاط الإيراني، حسبما نقلت مجلة فورين أفيرز عن مصادر لم تسمها.
تأتي تلك الأنباء رغم تعهد الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا الشهر الماضي.
قالت المجلة الأمريكية إن القاعدة المقصودة هي قاعدة التنف الواقعة بالقرب من الحدود السورية الشرقية مع الأردن والتي تأسست لمساعدة قوات المتمردين في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بيد أن القاعدة الواقعة على طول خط إمداد إيراني محتمل يمر عبر العراق إلى سوريا، باتت ذات أهمية حاسمة لمكافحة النفوذ الإيراني في المنطقة.
نقلت المجلة عن قائد عسكري أمريكي سابق قوله "التنف هي عنصر حاسم في الجهود المبذولة لمنع إيران من إنشاء خط اتصال أرضي من إيران عبر العراق عبر سوريا إلى جنوب لبنان لدعم حزب الله اللبناني."
وأشارت فورين أفيرز إلى أن الوجود الأمريكي في القاعدة يعرق الآمال الإيرانية في "هلال شيعي"، وهو جسر أرضي متصل من إيران عبر العراق وسوريا إلى لبنان، ومن هذا الموقع تستطيع إيران أن تهدد إسرائيل.
بموجب خطة الانسحاب الحالية، فإن أكثر من 200 جندي أمريكي كانوا يقدمون ارشادات للمقاتلين السوريين المحليين خارج قاعدة التنف سيكون آخر من يغادرون البلاد، كما يقول المسؤولون. تتركز الغالبية العظمى من القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، على بعد مئات الكيلومترات من القاهدة. ولكن نظرا لأهميتها الاستراتيجية، قالت المصادر إن الحكومة الأمريكية تدرس خطة للحفاظ على بعض القوات على الأقل هناك.
تتمحور تلك الأهمية ليست فقط في الموقع الاستراتيجي للتنف، بل أيضا منطقة استبعاد 55 كيلومترا حول القاعدة، التي تسمح للقوات الأمريكية بضرب القوات الإيرانية أو غيرها من القوات التي تتحرك عبر تلك المنطقة.
ونقلت المجلة عن مصدر مقرب من المناقشات الجارية، قوله إن الولايات المتحدة من الناحية القانونية لا تملك سلطة مهاجمة أي جهة فاعلة في المنقطة مثل إيران دون أستفزاز من تلك الجهة.
قال المصدر "عندما دخلوا، ونحن نزعم، فاعتقدادي أنهم يهددون القوات الأمريكية أو القوات الشريكة."
لكن أحد مسؤولي الحكومة الأمريكية قال إن البقاء في التنف قد يثير قضايا قانونية لإدارة ترامب. لقد جادل الخبراء بأن الإدارة لن تكون مستندة على اساس قوي لاستخدام تصريح عام 2001 الذي يخول باستخدام القوة العسكرية ضد الجماعات المسلحة غير الحكومية مثل الدولة الإسلامية أو تنظيم القاعدة في أفغانستان - لتبرير الحفاظ على وجود في سوريا لأي سبب آخر غير محاربة الدولة الإسلامية.
وقال المصدر الأول إن "الهدف المنطقي الوحيد" لقاعدة التنف هو السماح للولايات المتحدة "بمراقبة وتعطيل تدفق الميليشيات المدعومة من إيران".
وقال المصدر: "بصراحة، لم يكن بإمكانك تحريك مهمة عسكرية مختلفة".
وهناك مشكلة أخرى محتملة هي أن البقاء في قاعدة التنف يتعارض مع الأوامر الأولية للرئيس - لسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا. قال ترامب إن السبب الوحيد وراء وجود قوات أمريكية في سوريا هو محاربة الدولة الإسلامية.
وقال مصدر حكومي أمريكي: "هل وافق الرئيس على ذلك؟ جميع تصريحاته هي على العكس".
ورفض المتحدث باسم وزارة الدفاع التعليق على تحركات القوة المحددة.
وقال المتحدث شون روبرتسون "نحن نركز على انسحاب متعمد ومنسق من سوريا. لأسباب أمنية عملية ، فإننا لن نناقش الجداول الزمنية أو حركات محددة."
فيديو قد يعجبك: