إعلان

"المظلة الذهبية".. 4 أسباب تجعل مهمة أمريكا في عزل مادورو معقدة؟

10:33 م السبت 26 يناير 2019

نيكولاس مادورو

كتب - محمد عطايا:

يبدو أن الولايات المتحدة عازمة على إقصاء الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من على رأس السلطة، خاصة بعدما دعمت زعيم المعارضة خوان جوايدو.

وبحسب "واشنطن بوست"، فإن أمريكا أعلنت عن وسائل ضغط، منها الاقتصادية والعسكرية، إلا أن الحل الأمثل الذي سربه أحد المسؤولين يكمن في مبدأ "المظلة الذهبية"، الذي رأى أنه لن يجدي نفعًا.

والمظلة الذهبية مصطلح تجاري، استخدمته "واشنطن بوست" للإشارة إلى اتفاق يجري بين الشركة وأحد الموظفين، ينص على أن يحصل الأخير على مكافآت مجزية في حال إنهاء العقد. وفي بعض الأحيان يجب أن تنطبق شروط معينة من أجل تحقيق الاتفاقية.

وفي تقرير الصحيفة الأمريكية الذي نشرته اليوم، أوضحت أن مسؤولاً بإدارة الرئيس دونالد ترامب -رفض الكشف عن اسمه- ألمح في الآونة الأخيرة إلى أن الولايات المتحدة قد تساعد مادورو في تحقيق خروج آمن له من السلطة، أو النفي خارج البلاد، إذا وافق على ترك السلطة بشكل سلمي، مؤكدةً أن الأمر قد يكون صعبًا للغاية لأربعة أسباب رئيسية:

أزمة الثقة الدولية

بالنسبة لزعيم يواجه أزمات في بلاده، سيكون الحل الأمثل -بحسب "واشنطن بوست"- هو الهروب الآمن إلى الخارج، خاصة مع وعود بالعفو الدولية والحصانة.

في الآونة الأخيرة، تلقى زعماء مثل تشارلز تيلور من ليبريا وحسين حبري من تشاد، تأكيدات دولية بالحصانة إذا قبلوا المنفى، إلا أنهم بحسب الصحيفة الأمريكية فوجئوا باستدعاءات إلى المحكمة الدولية في وقت لاحق، ما جعل صعوبة اعتبار المنفى بمثابة ضمان خروج آمن.

وأوضحت أن الملاحقات الدولية الجديدة للقادة تعييق فكرة المنفى للزعماء الديكتاتوريين، مؤكدةً أنه منذ أواخر التسعينيات، عندما تم إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، وإلقاء القبض على أوجستو بينوشيه رئيس تشيلي الأسبق، انخفضت احتمالية أن يوافق الرؤساء على المنفى.

واستطردت بأن تقويض خيار المنفى بالنسبة للرؤساء، يخلق "معضلة" جديدة، لأنه يقضي على مبدأ الملاذ الآمن، ويحفزهم للقتال حتى النهاية، كما فعل معمر القذافي في ليبيا.

وبالنسبة للرئيس الفنزويلي مادورو، أصبح من الصعب للغاية أن يقبل بـ"المنفى"، لأن المحكمة الجنائية الدولية فتحت بالفعل، تحقيقًا أوليًا، في فبراير العام الماضي، بسبب استخدامه القوة المفرطة ضد المتظاهرين.

من سيقبل مادورو في المنفى؟

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن العديد من القادة يختارون المنفى في البلدان المجاورة أو الدول الحليفة، لكن مادورو أغضب العديد من جيرانه، وربما يكون لدى مؤيديه الأجانب الرئيسيين "الصين وكوبا وروسيا وتركيا" أسبابًا لرفض استقباله.

ترجع "واشنطن بوست" أسباب رفض استقباله من الحلفاء نظرًا لأنها تريده في منصبه، موضحةً أن دولة مثل روسيا استثمرت مليارات الدولارات في مادورو، ليبقى ويقاتل بدلاً من التخلي عن السلطة، لافتةً إلى أنه من الممكن أن تقنع الولايات المتحدة حلفاءها كوبا أو بلد آخر بقبول مادورو.

استغلال عامل الوقت

أوضحت "واشنطن بوست" أن العرض الذي تقدمه الدول صانعة القرار، مثل الولايات المتحدة، قد يمهل القادة بعض الوقت للمماطلة والبقاء في الحكم لفترة أكبر من المتوقع، وحتى إخماد أصوات المعارضة في بلاده.

مانويل نورييجا، على سبيل المثال، رئيس بنما بالفترة من 12 أغسطس 1983 إلى 3 يناير 1990، أطال فترة ولايته في السلطة من خلال عرضين مختلفين "للخروج الآمن"، من الولايات المتحدة، التي وجدت فشل المفاوضات فلجأت إلى القوة العسكرية.

وتابعت "واشنطن بوست" بأنه يمكن للولايات المتحدة استخدام العقوبات الاقتصادية، لإقناع مادورو أن الوقت ليس إلى جانبه.

المساومات المناسبة

ولتحقيق خروج آمن من السلطة، وإنهاء حكم ديكتاتور، فإن الداخل يقع على عاتقه الكثير في تقديم المساومات المناسبة والتي تضمن له الحفاظ على حساباته البنكية ومعاونيه.

وبحسب "واشنطن بوست"، يتعين على الأحزاب المعارضة في فنزويلا التنسيق لتقديم "المنفى" بنجاح. وأوضحت أن أي "خروج آمن" لمادورو يجب أن تجيب على عدة أسئلة، أهمها مدى قدرته على الوصول لحساباته البنكية.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الخروج الآمن والنفي أفضل بكثير من التدخل العسكري، إلا أنه سيحتاج إلى دبلوماسية قوية، قد لا تتوفر في الوقت الحالي.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان