ليبيا محركة الأزمة بين فرنسا وإيطاليا.. هل يبحث ماكرون عن الحل في مصر؟
كتب - محمد عطايا:
يبدو أن العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين فرنسا وإيطاليا تزداد سوءًا، بالدرجة التي جعلت خبراء ومحللين دوليين يؤكدون أن الوضع بين البلدين "منهار" بالفعل، ويضر بدول الاتحاد الأوروبي كافة.
المحلل السياسي الفرنسي المخضرم دومينيك مويزي، أكد في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، أنه "صُدم" عندما علم بدعم زعماء إيطاليا بشكل علني تظاهرات "السترات الصفراء" في شوارع باريس، موضحًا أن تلك سابقة من نوعها، أن يؤيد قادة روما المعارضة الفرنسية لهذا الحد.
أصبحت ليبيا، بحسب "فرانس برس"، من بين محركات الأزمة بين البلدين، خاصةً بعدما استدعت وزارة الخارجية الفرنسية، منذ أيام، السفيرة الإيطالية تيريزا كاستالدو، على خلفية تصريحات لنائب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير التنمية الاقتصادية لويجي دي مايو، التي زعما فيها أن باريس تواصل استعمارها لإفريقيا، وأن سياستها تجاه طرابلس لا تسعى لدعم الاستقرار هناك.
في المقابل، جاء رد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سريعًا، بعدما هاجم، أمس الأحد، الانتقادات الإيطالية ووصفها بأنها "لا قيمة لها".
وشن ماكرون في مؤتمر صحفي خلال زيارته القاهرة، هجومًا معاكسًا على الحكومة الإيطالية؛ لافتًا إلى أن "الشعب الإيطالي صديق لنا ويستحق زعماء على مستوى تاريخه".
هل يجد ماكرون الحل في مصر؟
تحول الملف الليبي، كما وصفه السفير رخا احمد، نائب وزير الخارجية السابق و عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إلى واحد من بين أسباب التنافس، بين فرنسا وإيطاليا.
وأكد في تصريحات لـ"مصراوي"، أن من بين أسباب زيارة ماكرون للقاهرة، بحث الملف الليبي، على أساس أن باريس تطمح في إعادة الإعمار، وبالتالي التقرب من القاهرة حليفة المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، والمسيطر على أجزاء كبيرة من بلاده، يمكن أن يكون وسيلة لذلك.
وأوضح رخا احمد، أن إيطاليا ليست بغريبة عن ليبيا، نظرًا لأن لها تأثير ثقافي خلال فترة الاحتلال، بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
فيما أكدت "فرانس برس"، أن أكبر خطأ ارتكبه ماكرون جعل الملف الليبي مجالاً للمنافسة وليس للتكامل، هو مؤتمر السلام في باريس، الذي جرى فعالياته في العام 2017، لأنه عقده دون استشارة إيطاليا، وتم تجاهلها بالكامل، مبررة في الوقت ذاته محاولة روما الانفراد بطرابلس، بأنها تحرس بغيرة نفوذها التاريخي في البلاد ومصالحها الاقتصادية.
وقال عصام التاجوري، المحلل السياسي الليبي، إنه لا يستبعد أن يكون على طاولة المشاورات الفرنسية المصرية الملف الليبي باعتبار أن "الشقيقة الكبرى"، تربطها علاقات تاريخية وطيدة مع ليبيا.
وأضاف في تصريحات لـ"مصراوي"، أن فرنسا تحتاج الى مصر لتقريب وجهة نظرها لإيجاد حل للمشكل الليبي، وبطبيعة الحال الاستقرار هدف رئيسي قبل البحث عن المصالح، والمكاسب الاقتصادية.
التاجوري أكد أن التنافس الإيطالي الفرنسي المعلن لانتزاع الملف الليبي والانفراد به هو نتاج لإرث تاريخي تحاول هذه الدول إحياءه، بالإضافة إلى بحثهما على إعادة التموضع بخارطة التأثير دوليًا ومحركه الأساسي الصراع على مصادر الطاقة والثروات الطبيعية، والرغبة بالهيمنة السياسية والاقتصادية على الضفة الجنوبية لمتوسط وما بعد الصحراء الكبرى.
ولفت إلى أن الدور الإيطالي مرفوض بشكل كبير لدى المشير خليفة حفتر، الذي رفض المشاركة في مؤتمر باليرمو الذي عقد 12 نوفمبر الماضي، واكتفى بالمشاركة في جلسات جانبية عن الأمن.
إيطاليا و فرنسا، دولتان يحكمها نظام سياسي لا يفقه إلا في لغة المصالح والهيمنة، وذلك بحسب ما ذكره المحلل السياسي الليبي، الذي أكد أن بلاده غنية بالموارد الطبيعية ومصادر الطاقة، وبالتالي أصبحت محل صراع بين باريس ورما.
فيديو قد يعجبك: