لماذا تريد الصين ضم تايوان؟
بكين- (بي بي سي):
حذر الرئيس الصيني، شي جينبينج، تايوان من أن بلاده لن تتخلى عن خيار استخدام القوة العسكرية لإعادة بسط سيادتها على جزيرة تايوان التي حكمها نظام مناهض لبكين منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية عام 1949.
وقال جينبينغ، في خطاب له بمناسبة "الذكرى الأربعين لبيان سياسي بشأن تايوان: "إن إعادة الوحدة يجب أن تجري في إطار مبدأ الصين الواحدة الذي يقر بأن تايوان جزء من الصين"، الأمر الذي رفضه أنصار استقلال تايوان.
لماذا ترغب الصين بضم تايوان المستقلة بالقوة؟
هدد وزير الدفاع الصيني في 25 من ديسمبر الماضي بأن "الجيش سيتحرك مهما كان الثمن لإحباط المحاولات لفصل جزيرة تايوان" التي تتمتع بحكم ذاتي وتقول بكين إنها جزءا لا يتجزأ من الصين.
وازداد التوتر بين تايوان والصين بعد أن فرضت الولايات المتحدة، الداعمة لتايوان، عقوبات على الجيش الصيني في الآونة الأخيرة، إلى جانب الحرب التجارية بين البلدين وتعزيز تايوان والصين المتزايد لوضعيهما العسكري في بحر الصين الجنوبي.
وأرسلت الولايات المتحدة، في أكتوبر الماضي، سفينتين حربيتين عبر مضيق تايوان في ثاني عملية من نوعها العام الماضي.
وتدهورت العلاقات بين الصين وتايوان أكثر منذ تسلم تساي إينج ون، رئاسة تايوان في عام 2016، وتنتمي إلى الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يميل للاستقلال.
وكثفت بكين العام الماضي من الضغوطات العسكرية والدبلوماسية، ونفذت تدريبات جوية وبحرية حول الجزيرة، وأقنعت بعض الأقاليم التي تدعم تايوان بالتوقف عن ذلك.
تتمتع تايوان حالياً بحكم ذاتي على الرغم من أن بكين تعدها إقليما متمردا على سلطة جمهورية الصين الشعبية الكبرى و"لا يجب أن تتمتع بأي نوع من الاستقلال".
أما تايوان فترى أنها الأحق في حكم كل من تايوان وجمهورية الصين الشعبية.
وكان الرئيس الصيني قد قال في خطاب له إن: "الطرفين- في إشارة إلى الصين وتايوان- يمثلان جزءا من العائلة الصينية"، وإن مطالب استقلال تايوان كانت تيارا معاكسا للتاريخ لا مستقبل أمامه".
معلومات وحقائق
تقع تايوان المعروفة رسمياً بجمهورية الصين الوطنية في شرق آسيا، وتشكل جزيرة تايوان 99 في المئة من أراضيها، وكانت قبل عام 1949 جزءاً من دولة الصين الشعبية الكبرى.
وكانت تايوان (الإسم الرسمي لها جمهورية الصين الوطنية) تابعة للصين الشعبية حتى عام 1859، ثم خضعت لسيطرة اليابان وفقاً لمعاهدة "سيمونسكي"، ولكن عادت للسيطرة الصينية بعد هزيمة اليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1945.
وعندما زاد نفوذ الشيوعيين في الصين في خمسينيات القرن الماضي، انسحب جزء من الجيش الصيني بقيادة تشانج كاي تشيك إلى تايوان، وفرضت الصين سيطرتها عليها ثانية.
تعد تايوان عضواً مؤسساً في منظمة الأمم المتحدة.
كانت أحد الأعضاء الخمس الدائمين في مجلس الأمن إلى أن تم تغيير المقعد إلى جمهورية الصين الشعبية عام 1971 بناء على قرار الأمم المتحدة.
كان سبب نقل عضوية مجلس الأمن إلى الصين على خلفية اعتبارجمهورية الصين الموحدة هي الكيان السياسي الذي كان يسيطر على كل منهما قبل الحرب الأهلية الصينية التي انتهت بسيطرة القوميين على جزيرة تايوان. ويعد نظام الحكم في تايوان نصف رئاسي يعتمد الانتخابات.
معظم دول العالم تفضل التعامل مع تايوان في العلاقات الرسمية الدبلوماسيية
تأسست جمهورية الصين الشعبية عام 1911 من قبل "الكومينتاغ" والحزب القومي الصيني عندما كانت الصين مقسمة بين معسكرين (الكومينتاج والشيوعيون).
عندما أسس الكومينتاج جمهورية الصين، اتخذوا من تايوان عاصمة لها
شهدت الصين حرباً أهلية دارت بين الشيوعيين ( جمهورية الصين الشعبية) والكومينتاج (تايوان) وانتهت بتأسيس الشيوعيين لجمهورية الصين وعاصمتها بكين عام 1949.
بقيت ثلاث جزر كبيرة خارج سيادة جمهورية الصين الشعبية، قبل استعادتها وهي هونج كونج التي كانت خاضعة للاستعمار البريطاني حتى عام 1997، وماكاو التي كانت خاضعة للبرتغال وفورموزا المستقلة (التي اتخذت لاحقا اسم تايوان).
ومنذ ذلك الحين تسعى الصين إلى إعادة السيطرة على تايوان.
فيديو قد يعجبك: