من أجل الجولان .. عمرو موسى يوجه "نداءً للعرب"
القاهرة – (مصراوي):
وجه الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، نداءً للعرب من أجل الحفاظ على هضبة الجولان السورية، قائلاً "الحفاظ على الجولان مصلحة استراتيجية عربية، إن نجحنا فيه، فإنه يضفي مصداقية كبيرة يستفيد منها الجميع".
وحذّر موسى –في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية- من مشروع القرار الذي طُرح في ديسمبر 2018، على مجلس الشيوخ الأمريكي، مُقرر أن ينظره في مطلع عام 2019؛ ينص على الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة ومرتفعات الجولان المُحتلة.
وأشار إلى مُقدم مشروع القرار وهو السيناتور تيد كروز، الذي حاول الحصول على موافقة الحزب الجمهوري ليكون مرشحه لرئاسة الولايات المتحدة، وخسر أمام المرشح دونالد ترامب عام 2016. ولكنه لا يزال على قائمة المرشحين المحتملين للحزب في انتخابات عام 2020، في حال تراجُع أسهم الرئيس ترامب، وهو أمر ممكن.
ولفت إلى أن مشروع القرار وقع معه عضو آخر، والعمل جارٍ كي ينضم إليهما آخرون يمثلون الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ليصبح مشروع قرار قومي، تمهيدًا لإصداره بتوافق واسع للآراء أو بالأغلبية الساحقة، باعتبار أن ضمان أمن إسرائيل لن يتحقق إلا بتمكينها من السيادة على الجولان، وباعتبار أن "أمن إسرائيل جزء من الأمن القومي للولايات المتحدة"، طبقًا لنص المشروع.
توقع عمرو موسى، أن جزءًا من حجج مقدمي المشروع، سيستند إلى القول بألا ينزعج أحد "فالعالم العربي خامد، وأنهم تلقوا تأكيدات من هنا وهناك بأنه لن تكون هناك احتجاجات أو تحركات دبلوماسية مضادة، وإن حدث فستكون من قبيل حفظ ماء الوجه".
طالب موسى، الحكومة السورية ألا تخشى شيئاً في طريق الحفاظ على أراضيها وسيادتها أمام هذا التحدي الخطير، وأن تُبلغ الأمر فورًا إلى مجلس الأمن طالبة دعمه في استمرار اعتبار الجولان السوري أرضًا محتلة "لاحظوا أن الطلب ليس انسحاب إسرائيل من الجولان .. فقط الحفاظ على الوضع القانوني الحالي للجولان كأرضٍ محتلة، وهو المنصوص عليه في قرارات المجلس السابقة ذاتها"، بحسب مقال موسى.
كما طالب الدول العربية، بأن تدعم سوريا في طلبها، بل وتشجعها عليه، وأن يكون الطرح أمام مجلس الأمن عربياً كاملاً، "إن قيام سوريا بهذه الخطوة أهم من عودتها إلى الجامعة العربية، بل سيكون مقدمة قوية لهذه العودة"، على حد قوله.
وناشد في مقاله، الدول العربية، من خلال سفاراتها عالية المستوى في واشنطن، أن تشحذ همتها الجماعية وتتواصل مع أعضاء مجلس الشيوخ وخبرائه، وأن تشكل "لوبيًا نشيطا في هذا المجال، دفاعًا عن وحدة أراضي سوريا"، وبصفة خاصة الدول العربية التي لديها وكالات دعاية وتواصل (شركات اللوبي) في واشنطن تكلفها الحفاظ على مصالحها؛ بأن تساعد السفارات العربية في مهمتها المأمولة هذه.
وأخيرًا؛ طالب الأمين العام الأسبق، روسيا والرئيس فلاديمير بوتين، بأن يكون هناك موقف روسي حازم إزاء هذا التطور الخطير، مطالبًا روسيا بأن تبادر باتخاذ موقف إيجابي في حق سوريا في طرح الأمر على مجلس الأمن، وكذلك أن تبادر إلى التعاطي مع هذا الموضوع من منطلق وضعها الرفيع بصفتها دولة عظمى مع الولايات المتحدة مباشرة.
وقال موسى "لم يعد الاكتفاء بالإدانة فيما بعد أو استصدار قرار من الجمعية العامة موقفًا ذا مصداقية في نظر الرأي العام العربي، ولا في نظر المجتمع السياسي العربي، بل أصبح مدعاة للسخرية".
وأضاف أن تغيير الوضعية القانونية للجولان وفصلها عن سوريا، في ظل الوجود الروسي الراهن في هذا البلد العربي، ينطوي على مساس بمصداقية السياسات الروسية في الشرق الأوسط وسمعتها في العالم العربي.
فيديو قد يعجبك: