"أنا ابن عامل فقير".. خطاب عاطفي للبشير ودعوات لاستمرار مظاهرات السودان
كتب – محمد الصباغ:
تواصلت المظاهرات في السودان وسط خطابات متتالية للرئيس عمر البشير يدعو فيها إلى عدم التخريب والتدمير، وفي وقت ألقى فيه كلمة أمام اتحادات عمال سودانية، كانت قوات الأمن تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق مظاهرات دعا إليها تجمع معارض للمهنيين.
وفرّقت قوات الأمن السودانية، الخميس، مظاهرات حاول منظموها تقديم التماس احتجاجي ضد الحكومة في مقر حزب المؤتمر الحاكم الذي يترأسه البشير، وذلك في مدينة بورسودان شرقي البلاد.
وانطلقت المظاهرات السودانية ضد حكومة البشير في مدن مختلفة بينها الخرطوم، طالبت في البداية بإصلاحات اقتصادية بعد ارتفاع الأسعار وخصوصا الخبز، لكن تحولت إلى مطالب بإسقاط "النظام". وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل أكثر من 20 متظاهرًا وإلقاء القبض على معارضين ومحتجين.
اتهم البشير -أكثر من مرة- المتظاهرين بالتخريب وتنفيذ مصالح أجنبية، وشكر قوات الأمن على طريقة تعاملهم مع المتظاهرين.
وخلال كلمة أمام عاملين ومهنيين ووفود من أصحاب المعاشات في السودان، احتفالا بذكرى الاستقلال السودانية رقم 63، أعلن تطبيق زيادات في الأجور للعاملين اعتبارا من الشهر الحالي "من أجل الوصول لأجر يساوي تكلفة المعيشة".
لكن في الوقت ذاته، أعلن تجمع المهنيين وتحالفات معارضة أخرى مثل "نداء السودان" و"قوى الإجماع الوطني" و"التجمع الاتحادي المعارض"، بيانا لمواصلة تنظيم المظاهرات في الخرطوم بداية من الجمعة، على أن تستمر المسيرات يومي الأحد والأربعاء للمطالبة بتنحي البشير.
بينما وقف الرئيس أمام تجمع عمالي من أنصاره، وفي خطاب وصفه نشطاء سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي بالعاطفي، قال البشير إن السودان كان على رأس الدول المستهدف تدميرها، مشيرًا إلى ما وصل إليه دول مثل اليمن وسوريا والعراق وليبيا، مضيفًا أيضًا أن مصر وتونس تم استهدافهما من أجل تدميرهما.
وتحدث في الخطاب حول حقوق الشعب السوداني المستحقة التي تعمل حكومته على توفيرها رغم الصعوبات، وأبرز تلك الحقوق السكن الذي قال البشير إنه يجب أن يحصل عليه كل مواطن سوداني ولا يحمل هم من يطرق بابه يسأله عن الإيجار الشهري.
ثم بدأ في الحديث عن تجربته الشخصية، وقال: "والدي كان عاملا فقيرا دخله محدود، كنت أشتغل في الإجازة من أجل توفير مصاريف المدرسة وملابس السنة الكاملة."
أضاف أنه كان يعمل "طُلبه"، أي عامل بناء، مع أحد المقاولين، وسقط من على سقالة فانكسرت إحدى أسنانه. وجاء ذلك وسط حديث عن ضرورة توفير السلامة المهنية للعاملين. ثم أضاف أنه "تمضمض" بالمياه حتى توقف النزيف ثم واصل عمله.
ثم أشار إلى أنه حينما أصبح ضابطا بالجيش السوداني، طالبه البعض بتركيب "سَنّا" لكنه رفض حتى يتذكر ما كان عليه في السابق. وتابع:" ما في واحد يحكي لنا عن الفقر والمعاناة. إحنا عشناها حقيقة"، ومضيفًا أنه لتحسين ظروف العاملين السودانيين.
وفي نهاية الخطاب هاجم من وصفهم بأنهم يأتيهم توجيهات من الخارج سواء من سفارات ومخابرات دول أجنبية، لم يحددها.
من الجدير بالذكر أنه وخلال حديثه أمام العمال من مناصريه، كانت الهتافات تتكرر لدعم البشير، وبينهم مجموعة من السيدات "سير سير يا بشير".
ومن المنتظر أن تتواصل المظاهرات الليلية في مدن السودان، بحسب بيان المعارضة، والتي أشارت إلى أن الهدف منها هو تشتيت السلطات والقوات الأمنية.
كما شدد البيان على أن "الملاحقات والاعتقالات والقتل" لن تثني عن مواصلة طريق "إسقاط النظام". وأطلقت المعارضة على مظاهرات غد اسم "جمعة الحرية التغيير".
وعلى الرغم من التحرك الحكومي السوداني على مستوى مواجهة المظاهرات والسعي نحو إحداث ما يطلق عليه إصلاحات اقتصادية، قالت الأمين العام لقوى "نداء السودان"، منى أركو مناوي، بحسب موقع "سودان تربيون" إن رحيل "النظام" بات مطلبا مؤكدا أكثر من أي وقت مضى.
فيديو قد يعجبك: